أعلن مصدر ملاحي مصري أن أربعة مسئولين في السفارة الصهيوني بمصر -ممن كانوا قد غادروا البلاد بعد أن اقتحم متظاهرون مقر السفارة قبل عشرة أيام- عادوا إلى مصر أمس، بعد أن أفادت وسائل إعلام صهيونية بأن بعض العاملين سيعودون لمباشرة عملهم من مقرٍ "بديل" لم يتم تحديده. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المصدر الذي قالت -إنه فضَّل عدم كشف هويته- أن المسئولين الأربعة بالسفارة الصهيونية وصلوا بعد الظهر إلى القاهرة، موضحًا أن "الأمر يتعلق بقنصل ومستشار ومسئول أمني ومساعده". يأتي ذلك بعد أن أفادت وسائل إعلام صهيونية الأحد الماضي أن أربعة من أعضاء السفارة الصهيوني من بينهم دبلوماسيون ورجال أمن ممن غادروا القاهرة إثر الهجوم على السفارة ليل الجمعة قبل الماضي يستعدون للعودة هذا الأسبوع إلى القاهرة لاستئناف عملهم. وأضافت أن الدبلوماسيين الصهاينة سيعملون في مكان بديل لمقر السفارة الصهيوني الأصلي -الكائن بمبنى بجوار كوبري جامعة القاهرة- بعد اقتحامه على يد المتظاهرين المصريين الجمعة قبل الماضية، دون أن توضح المكان الجديد الذي ستنتقل له السفارة، وعما إذا كان سيصبح مقرًّا دائمًا أم مؤقتًا. وكان أفراد طاقم السفارة بمن فيهم السفير "يتسحاق ليفانون" غادروا مصر بعد تظاهرة عنيفة ليل التاسع من سبتمبر في ختام مظاهرات ما أسميت ب"جمعة تصحيح المسار". واقتحم حينها المتظاهرون السفارة، وألقوا وثائق منها إلى الشارع. وأبقى الكيان الصهيوني على نائب السفير "إسرائيل تيكوشينسكي" واثنين من الحراس، لكنهم غادروا عائدين إلى تل أبيب بعد ذلك بأيام. وعلى الرغم من الهجوم الذي اعتبر مؤشرًا على عمق الأزمة التي تشهدها العلاقات بين الجانبين، إلا أن عدم حصول الأسوأ ونجاة طاقم العاملين بالسفارة الصهيونية أثار ارتياحًا كبيرًا في الكيان الصهيوني، الذي عبَّر مسئولوه وعلى رأسهم رئيس الوزراء "بنيامين نتيناهو" عن تقديرهم للموقف المصري بالتدخل في اللحظات الأخيرة لإنقاذ أرواح ستة من حراس السفارة، فيما وصف ب"المعجزة". وعمد الكيان الصهيوني إلى التهدئة، مؤكدا عزمه إعادة السفير إلى مصر في وقت أقرب، بينما أكدت تقارير صهيونية أنه سيتم البحث عن مقر جديد للسفارة الصهيوني، وقالت صحيفة "جيروزاليم بوست": إن الصهاينة يبحثون عن مقر جديد لسفارتهم يكون مؤمَّنًا بصورة أفضل تجنبًا لتكرار سيناريو اقتحام المتظاهرين له.