سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مخاوف من حرب أهلية فى سيناء بعد اشتعال الحرب بين قبيلة "الترابين" وولاية سيناء القبيلة تزعم أنها تعمل تحت مظلة الجيش.. والتنظيم والتلفزيون الصهيونى يؤكدون أن سبب الحرب "المخدرات والسجائر"!!
أكدت الأحداث الأخيرة التى تشهدها شبة جزيرة سيناء، من تصاعد عمليات تنظيم الدولة، وإحكام سيطرة على العديد من المناطق هناط، ودخول قبيلة الترابين (إحدى أكبر القبائل المتواجدة ناحية العريش والشيخ زويد ورفح)، فى حرب شرسة فيما بينهم، حتى أن أعداد القتلى من الطرفين تزايد إلى حد خطير، مما يجعل ناقوس الخطر يدق بسبب نشوب حرب أهلية فى شبة الجزيرة لن يعلم مداها إلا الله، والتى من شأنها أن تكون ذريعة لتدخل أجنبى يتم من خلاله تنفيذ مخطط التحالف الصهيو أمريكى، بشأن توطين الفلسطينيين فى سيناء، بعد عزلها عن مصر. فخلال الأسابيع القليلة الماضية، أعلن التنظيم تنفيذ عملية انتحارية فى قلب قبيلة الترابين، مما أسفر عن أكثر من عشرون قتيل بالإضافة إلى الجرحى، هذا بخلاف الحالات الفردية التى قام التنظيم بإعدامها فى عدد من إصدارتها بزعم الاتجار فى التهريب والمخدرات والعمل مع القوات المسلحة. وعلى الجانب الآخر أعلنت القبيلة أيضًا مقتل عدد من عناصر التنظيم وقامت بحرق أحد قياداته، وبثت فيديو مثير على موقع التواصل بالحادثة، ولكن كل هذا يحدث ولم يصدر بيان واحد من القوات المسلحة للوقوف حول حقيقة الأمر أو تدخلها لوقف تلك المجزرة من اجل حماية الأبرياء من قبيلة الترابين، وكأن النظام يريد من هذا السيناريو أن يحدث بالفعل. وحسب الناشطة منى الزملوط، وهى إحدى الناشطت بشبه الجزيرة، أكدت أن السبب فى الحرب بين التنظيم وقبيلة الترابين، هو المخدرات وتهريب السجائر، وهذا مخالف لمعتقدات التنظيم، لهذا كانت الحرب بينهم، مؤكدة فى الوقت ذاته أن القبيلة حاولت استقطاب باقى القبائل فى صفها لكنها فشلت، وكل ما أكدت عليه القبائل هو التدخل لوقف هذا الصراع لكنها لن تتدخل مع طرف فى وجه الآخر، دون أن يتم ذكر أى دور للقوات المسلحة، وكأنها غير موجودة. فالجميع هناك يموت، والكيان الصهيونى صاحب المصلحة الأكبر بتلك الفتنة، هو المستفيد دون غيره،. فمنذ أيام.. أعلنت قبيلة "الترابين"، في بيان رسمي، الحرب على تنظيم "داعش" تحت قياة سلطات النظام حسب زعم البيان، وتحت عنوان "قبائل سيناء ورجالها تسطر أعظم الإنجازات في مواجهة الإرهاب والتطرف"، نشر ما يسمى "اتحاد قبائل سيناء-اللجنة الإعلامية" عبر قناته على موقع يوتيوب، مقطع فيديو قال إنه "الإصدار الأول" له.
وأمس.. قتل أكثر من عشرون من أفراد قبيلة الترابين في هجوم ل"داعش" جنوب رفح، بعد أن هاجم مسلحو التنظيم أبناء قبيلة الترابين إحدى أكبر قبائل سيناء، بدعوى تعاونها مع الجيش والأمن، فما الذي يعنيه إشعال العسكر حرب أهلية في سيناء؟
وعلقت وكالة "أسوشيتيد برس" للأنباء على مقتل أفراد من قبيلة الترابين أمس الأربعاء في هجوم شنه التنظيم قائله أن الهجوم وقع حينما نصب المسلحون كمينًا لعدد من أبناء قبيلة الترابين الذين كانوا في نوبة تأمين لمنطقة واقعة في شمال سيناء المضطربة، مما تسبب في مقتل أشخاص من القبيلة، وفقًا لمصادر أمنية. ونسب التقرير لمسؤولين أمنيين مصريين رفضوا الكشف عن هويتهم قولهم إن القتلى ينتمون لقبيلة الترابين وكانوا يتولون حراسة نقطة تفتيش أمنية حينما اقترب المسلحون منهم وهو يستقلون مركبة ليمطرونهم بوابل من النيران. المقطع الذي نشره اتحاد القبائل بدا وكأنه يريد أن يحاكي الإصدارات المرئية لولاية سيناء من حيث المؤثرات الصوتية وحتى مسماه "إصدار"، لكنه جاء متواضعًا إلى حد كبير مقارنة بما ينشره التنظيم. فعلى أنغام أغنية "الله أكبر.. بسم الله" التي أعقبت حرب أكتوبر 1973، اكتفى الفيديو الذي بلغت مدته أكثر من 5 دقائق كاملة، بعرض لقطات متحركة وثابتة لعدد من سيارات الدفع الرباعي التي تحمل مجموعات من الملثمين المسلحين، أثناء وقوفها وسيرها في صحراء سيناء.
المشهد تكرر من عدة زوايا طوال مدة الفيديو الذي وُضع عليه شعار اتحاد قبائل سيناء، بجوار شعار الجيش، ومشهد آخر لحريق محدود في منطقة صحراوية.
"موسى الدلح" المتحدث باسم القبيلة، أعلن عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، في 30 أبريل الماضي، أن مجموعة من أبناء قبيلة الترابين تمكنت من القبض على تسعة من عناصر تنظيم ولاية سيناء، وأنها سوف تسلمهم للجيش.
وأعلنت القبيلة الأسبوع الماضي أنها قتلت 8 أشخاص ممن وصفتهم "بعلوج الدواعش" من عناصر ولاية سيناء، بعد أن اشتبكت معهم في منطقة العجراء جنوب مدينة رفح، ويتردد أن التنظيم وقبيلة الترابين تبادلا خطف الأفراد الأسبوع الماضي، أعقبه وقوع اشتباكات بينهما راح ضحيتها قتلى وجرحى من الطرفين.
اللافت أن تلك الحرب "الأهلية" التي أشعلها النظام وزج فيها بقبيلة الترابين، لم تكن الأولى منذ اندلاع المواجهات في سيناء عقب انقلاب الجيش في يوليو 2013، ففي أواخر أبريل 2015، أعلنت مجموعة من قبائل سيناء وفي مقدمتها "الترابين" الحرب على "ولاية سيناء"، لكن وبعد عامين يبدو أن تلك الحرب الأولى كانت "كلامية" فقط، حيث شهد هذان العامان تطورًا نوعيًا في عمليات التنظيم، وخروجًا من حدود سيناء إلى محافظات الدلتا وقلب العاصمة القاهرة.