ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية اليوم أن تركيا عرضت رؤية لإعادة ترتيب منطقة الشرق الأوسط سقطت فيها تحالفات تركيا السابقة مع سوريا والكيان الصهيوني إلى عزلة أكبر وأزدهر فيها تحالف مع مصر مما يؤكد أن نظاما جديدا في منطقة تموج بالثورات قد قام. وقالت الصحيفة إن ذلك المشهد وصفه وزير الخارجية التركي "أحمد داوود أوغلو" في حديث مطول مع الصحيفة قبل توجهه إلى نيويورك التي يتوقع أن يحتدم فيها الجدل الأسبوع الحالي حول مسعى الفلسطينيين للاعتراف بدولتهم وأشارت الصحيفة إلى أن "أوغلو" الذي ينظر العديد إليه كمهندس السياسة الخارجية التي جعلت تركيا أحد أكثر اللاعبين ذوى الصلة في العالم الإسلامي أعلن في حديثه أن الكيان الصهيوني هو المسئول الوحيد عن انهيار شبه كامل للعلاقات مع تركيا حليفته في الماضي وأتهم الرئيس السوري بالكذب عليه بعد أن عرض مسئولون أتراك على حكومته "فرصة أخيرة" لإنقاذ السلطة من خلال وقف قمعها الوحشي على المعارضة. وقالت الصحيفة أن "أوغلو" توقع قيام شراكة بين تركيا ومصر- أقوى دولتين من الناحية العسكرية والكثافة السكانية والتأثير في المنطقة- يمكنها خلق محور جديد للقوة في وقت يتضاءل فيه التأثير الأمريكي على الشرق الأوسط ونقلت الصحيفة عن "أوغلو" قوله: "إن ذلك هو ما نرغب فيه.. ولن يكون محورا ضد أي دولة أخرى أو ضد الكيان الصهيوني أو إيران .. ولكنه سيكون محور الديمقراطية الحقيقية.. وسيكون محور الديمقراطية لأكبر دولتين فى المنطقة من الشمال إلى الجنوب.. من البحر الأسود نزولا إلى وادي النيل في السودان". وتوقع "داود أوغلو" أن تزيد استثمارات تركيا في مصر من 5،1 مليار دولار إلى خمسة مليارات خلال العامين المقبلين وأن تزيد المبادلات التجارية من 5،3 إلى خمسة مليارات دولار قبل نهاية 2012 والى 10 مليار دولار خلال2015 وأضاف "داود أوغلو" في هذه المقابلة أن رجال الأعمال الذين رافقوا "رجب طيب أردوغان" رئيس الوزراء خلال زيارته إلى مصر في الأسبوع الماضي وقعوا عقودا بقيمة إجمالية تصل إلى مليار دولار خلال يوم واحد مضيفا "أنه من أجل توازن القوى الإقليمي إننا نريد مصر دولة قوية.. قوية جدا". وأضاف أن تركيا تعمل على حل جميع مشاكلها مع دول الجوار ضمن شعار لا مشاكل في علاقات تركيا مع دول الجوار وأنه لا أحد يلوم تركيا أو أي دولة أخرى في المنطقة على العزلة التي يعيشها الكيان الصهيوني، مشيرا إليه وحكومته هم من عزلوا أنفسهم وأنهم سيتعرضون لعزلة أكبر إذا ما استمروا في سياساتهم الرافضة لجميع المقترحات لحل مشاكلها وأوضح الوزير التركي "من أجل الديمقراطية، نحن بحاجة لاقتصاد قوي".