لم يتغير حال الصحافة المصرية للأفضل بعد انقلاب الثالث من يوليو ، فالنظام العسكري بقيادة عبد الفتاح السيسي أكد للعالم أجمع تقييد حرية الصحافة في مصر خاصة بعد إصداره لمشروع ما يسمى ب"قانون الإرهاب" ، الذي أثار ضجة كبيرة بعد الإعلان عنه من جانب الصحفيين والنقابة نفسها، خاصة في المواد المتعلقة بالصحافة. لعل أبرز هذه المواد هي المادة 33، والتي تعد بمعاقبة الصحفي بالحبس لمدة لا تقل عن سنتين في حالة نشر أي أخبار أو بيانات غير حقيقية عن أي عمليات إرهابية بما يخالف البيانات الرسمية، ويأتي إصدار هذا القانون بعد الهجمات الأخيرة على سيناء في يوليو 2015، ونشر الصحف أخبارًا مخالفة عن التي نشرها بيان القوات المسلحة، ولكن تم تعديل القانون بعد ذلك، وأصبحت العقوبة غرامة تتراوح ما بين 200 ألف و500 ألف جنيه. وفي عهد "السيسي" شهدت حرية الصحافة والإعلام تراجعًا شديدًا ، فقدت شهدت وقف طباعة "جريدة الشعب" ، وكذلك مصادرة بعض الصحف ، بالإضافة إلى اقتحام قوات الأمن لنقابة الصحفيين ، ولكن أغرب ما فى الأمر ، أن من ضمن هذه الصحف ، بعض الجرائد الداعمة للنظام والمؤيدة له بشدة ، تمت مصادرتها بسبب مانشيت أو عنوان اعتبره النظام عمل غير لائق. أخر هذه الأحداث كانت مصادرة عددين من جريدة "البوابة" الذي يرأس تحريرها "عبد الرحيم علي" الذي لم تشفه له قرابته الشديدة من السلطة في السماح لجريدته بالطبع ليومين متتالين إلا بعدما قام بحذف مطلب إقالة وزير داخلية داخلية النظام من الجريدة، لتكون تلك الواقعة هي التاسعة في عهد السيسي التي تصادر فيها الصحف. وقف جريدة "الشعب" منعت سلطات النظام صدور جريدة "الشعب" الصادرة عن "حزب الاستقلال" ، واعتبر مراقبون هذا المنع حرمانا للمعارضة في مصر من آخر متنفس لها ، بعد أن قررت نيابة بولاق أبو العلا التحفظ على كمية كبيرة من أعداد صحيفة "الشعب" الصادرة يوم الثلاثاء 28 يناير 2014 ، بزعم وجود موضوعات تحرض على القيام بأعمال عنف ضد الشرطة والجيش ومنشآت الدولة ، وأخطرت النيابة مؤسسة "أخبار اليوم" بوقف إصدار الصحيفة.
وكان حازم الببلاوي، رئيس مجلس وزراء النظام وقتها ، قد صرح قبلها بعدة أيام بأن حكومته تقدمت ببلاغ للنائب العام ضد "الشعب"، بزعم "أن ما تكتبه يهدد الأمن العام والأمن القومي". المصري اليوم وحوار المخابرات صادرت سلطات النظام ، في الثاني من أكتوبر عام 2014 ، جميع نسخ صحيفة "المصري اليوم" الداعمة للنظام ؛ بسبب حوار مع مدير مخابرات سابق بدعوى ورود معلومات بالحوار تمس الأمن القومي. الوطن والضرائب وفي 11 مارس 2015 ، أوقفت جهات أمنية طبع جريدة "الوطن" المواليه للنظام ؛ لاحتواءها على تحقيق يكشف تهرب 13 جهة سيادية من دفع الضرائب منها مؤسسة الرئاسة. "الوطن" أقوى من السيسي صادرت جهات أمنية جريدة "الوطن" الداعمة للنظام ، للمرة الثانية ، في 11 مايو 2015 ؛ بسبب مانشيت "7 أقوى من السيسي"، ليتم استبداله بعنوان "7 أقوى من الإصلاح". "صوت الأمة" ووالدة سيادة قبل وفاة والدة قائد النظام ، عبد الفتاح السيسي ، بالتحديد في 14 أغسطس 2015 ، صادرت السلطات جريدة "صوت الأمة"؛ لنشرها خبرًا عن تدهور صحة والدة السيسي. المصريون والسؤال المحير ! أوقفت جهات أمنية طباعة عدد لجريدة "المصريون" في 22 أغسطس 2015 ؛ بسبب مقال لرئيس التحرير تحت عنوان "لماذا لا يتوقف السيسي عن دور المفكر الإسلامي؟". الصباح وبدران في اليوم التالى ، 23 أغسطس 2015 ، منعت السلطات جريدة "الصباح" من الطبع ؛ لتضمّها مقالاً بعنوان: "كيف تصبح طفلاً للرئيس في 9 خطوات؟" ، ينتقد رئيس حزب "مستقبل وطن" محمد بدران. المصري اليوم و"سلمان" في 11 ابريل 2016 ، صادرت السلطات الطبعة الأولى لجريدة "المصري اليوم" الداعمة للنظام ؛ بسبب مانشيت "جزيرتان ودكتوراه لسلمان.. والمليارات لمصر" وتم تبديله بآخر ، وذلك بعد اتفاقية التنازل عن تيران وصنافير. اقتحام النقابة في سابقة هى الأولى من نوعها فى تاريخ مصر ، وقبل يومين من اليوم العالمي للصحافة ، اقتحمت قوات الأمن ، مساء الأول من مايو عام 2016 ، مبني نقابة الصحفيين ، واعتقلت الصحفي "عمرو بدر" رئيس تحرير موقع "بوابة يناير" ، والمحرر بالموقع "محمود السقا" لمشاركتها في تظاهرات مصرية تيران وصنافير كما سحلت زملائهما عندما حاولوا حمايتهما.