تعاني الصحف المصرية من قيود تكبل حرياتها ك "سلطة رابعة"، لاسيما بعد تكرار ووقف طباعة العديد من الصحف، كان آخرها بالأمس تعطيل طبع جريدة "المصري اليوم" اعتراضًا على العناوين حول زيارة الرئيسي عبدالفتاح السيسي. المصري اليوم بسبب عنوان أُعتبر مسيئًا للرئيس عبد الفتاح السيسي، والنظام السعودي ، تم وقف وطباعة العدد الصادر الثلاثاء لجريدة "المصري اليوم". وأفادت مصادر من داخل الصحيفة أن السلطات أجبرت "المصري اليوم" على تغيير مانشيت "جزيرتان ودكتوراه لسلمان، والمليارات لمصر"، إلى "حصاد زيارة سلمان: اتفاقيات ب 25 مليار دولار". وذكرت المصادر أن "أجهزة رقابية" اعترضت علي توزيع عدد اليوم الثلاثاء من الصحيفة إلا بعد تعديل عنوان ومادة موضوع الصفحة الرئيسية (الأولى) للصحيفة. وأوضحت أن السلطات المصرية رأت في المانشيت الأول (جزيرتان ودكتوراه لسلمان، والمليارات لمصر) إشارة ضمنية لبيع القاهرة جزر "تيران وصنافير" للرياض مقابل المال. المصريون في 22 أغسطس، قررت مطابع مؤسسة الأهرام وقف طباعة جريدة، بسبب مقال جمال سلطان رئيس التحرير بعنوان "لماذا لا يتوقف السيسي عن دور المفكر الإسلامي". كان التقرير ينتقد تركيز السيسي على مسألة الخطاب الديني، وطلب المسئولون استبدال المقال. وعن المقال الذي تسبب في وقف الطبع، قال "سلطان"، إنه تضمن نقدًا سياسيًا للرئيس في إطار القانون، موضحًا أنه يدعو الرئيس السيسي من خلاله إلى التخلي عن الحديث في تجديد الخطاب الديني وتركها لعلماء الدين وانشغاله بأمور الدنيا ومتطلبات العيش للمواطنين. وأكد سلطان، أن الدستور المصري يحتوى على أرقى المواد التي تضمن الحقوق والحريات إلا أنه يتم اختراقه دائمًا حتى أننا نرى أمناء الشرطة اليوم يخترقون قانون التظاهر لتحقيق مطالبهم دون تعليق على ذلك. استمرت الأزمة عدة ساعات، إلى أن تم السماح بطباعة "المصريون"، بعد أن قامت الصحيفة بتغيير مقال رئيس التحرير، وموضوع الآخر. الوطن في 11 2015، تم وقف طباعة عدد جريدة "الوطن"، بعد طباعة 100 ألف نسخة، لأنه كان يحتوي تحقيقًا من صفحتين عن تهرب 13 جهة سيادية من دفع الضرائب. تمت مصادرة النسخ التي طُبعت بالفعل، وتم استبدال التحقيق بموضوع آخر عن المؤتمر الاقتصادي. بعد تلك الواقعة بشهرين بالضبط، وتحديدًا في الحادي عشر من مايو، تمت مصادرة النسخ المطبوعة من العدد السنوي الوطن؛ بسبب مانشيت الصفحة الرئيسية "7 أقوى من السيسي"، وتم تغيير العناوين الخاصة بالملف، الذي تغير اسمه هو الآخر إلى "7 أقوى من الإصلاح". مجدي الجلاد، رئيس تحرير الوطن حينها، قال إن البعض اعتبر الملف محاولة لانتقاد السيسي، إلا أنه في الحقيقة محاولة لمساعدة السيسي، ونقلته صحف عالمية كبرى والعديد من الفضائيات. الصباح في 23 أغسطس من العام الماضي، منعت مطابع الأهرام طباعة العدد الأسبوع من جريدة الصباح، لتضمنها مقالا بعنوان "كيف تصبح طفلاً للرئيس في 9 خطوات؟" ينتقد رئيس حزب مستقبل وطن محمد بدران، بعد كثرة ظهوره برفقة السيسي. نشر رئيس قسم التحقيقات بجريدة الصباح وقتها أحمد عاطف، عبر صفحته الشخصية على الفيس بوك، أن مطابع الأهرام اشترطت استبدال المقال لإتمام طباعة العدد. صوت الأمة في 2 سبتمبر 2014، تمت مصادرة العدد الأسبوعي لصوت الأمة؛ لنشرها تحقيق صحفي عن فساد أحد رجال الأعمال المرتبطين بجهة سيادية، مدعما بالوثائق. إدارة التحرير بالجريدة وقتها أعلنت عن إجراء مفاوضات مع إحدى الجهات الأمنية استغرقت 48 ساعة، وبعد المفاوضات استبدل رئيس التحرير عبدا لحليم قنديل، الموضوع بصفحة أخرى فتم طباعة العدد. بعدها بعام، وتحديدا في 14 أغسطس 2015، صودر عدد صوت الأمة، بعد أن حلمت صفحته الأولى عنوان باسم "عصابة مبارك: طظ في مصر"، هاجمت في الجريدة نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك، وبينهم وزير العدل السابق أحمد الزند. من جانبها، اعتبرت نقابة الصحفيين ما حدث مع الصحف عامة و"المصري اليوم" يعد تعديًا واضحًا على حرية التعبير في مصر. سواء كان وقف طباعة المصري اليوم حقيقي أم لا، فقد سبقها الكثير من وقائع وقف أو مصادرة لصحف في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي؛ لمحتوى نشرته تلك الصحف واعتبرته السلطات غير مناسب. وقال بشير العدل، مقرر لجنة الحريات بنقابة الصحفيين إن الإعلام عامة والصحف خاصة تعاني من التوجيه والرقابة من جانب الدولة. وأضاف العدل في تصريح إلى "المصريون": "الأصل في الصحافة والإعلام هي حرية الرأي والتعبير في إطار ميثاق العمل الصحفي وقوانين المهنة". وتابع: "نرفض أي قرار من شأنه تقييد حرية الرأي والتعبير "المنضبطة غير المنفلتة".