استمرارًا لمواصلة القمع وفرض الرأي الواحد ، وفي استعمال مبكر لقانون الطوارئ وإعلان الحرب بشكل واضح وصريح ضد حرية الصحاقة والرأة ، ومنع أى رأى أخر يعارض النظام حتى ولو كان من القربين له من الظهور ، تحفظت قوات الأمن على عدد الغد من جريدة "البوابة نيوز"، التي يرأس تحريرها، الكاتب الصحفي عبدالرحيم علي ، المقرب من أجهزة النظام ، بعد أن حمل مجدي عبدالغفار وزير الداخلية ، المسئولية عن حادثي تفجير كنيستي مارجرجس بطنطا والمرقسية بالإسكندرية. وأعلنت صحيفة "البوابة"الداعمة والمقربة من النظام ، أنه تم مصادرة عدد الغد الاثنين من الصحيفة بسبب تغطيتها لتفجيرات الكنائس التي وقعت اليوم الأحد وأدت إلى مقتل وإصابة عدد كبير من المواطنين المصريين . وانتقدت الصحيفة في بيان لها ، هذه الخطوة واعتبرت أن المصادرة جاءت بسبب انتقادها للتقصير الأمني في الحادثين. الرقيب يتحفظ ! كتب صلاح الدين حسن، رئيس التحرير التنفيذي للجريدة المقربة من النظام ، عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "الرقيب يتحفظ على عدد البوابة"، دون مزيد من التفاصيل. لكن مصادر بالجريدة عزت ذلك إلى هجوم عبدالرحيم علي، على شخص وزير الداخلية وتحميله المسئولية المباشرة عن تفجيري الكنيستين، الأمر الذي يعكس حالة من الاستياء من أداء الوزير داخل أجهزة الدولة القوية، خاصة وأن مالك "البوابة" معروف بعلاقته القوية بالأجهزة السيادية. وكتب علي في مقاله المنشور بالصفحة الأولى من عدد "البوابة" الذي تم التحفظ عليه، قائلاً: "لقد تجاوز وزير الداخلية كل الخطوط، فما حدث بالأمس، وبكلمات واضحة صريحة، إهمال أمنى جسيم، يستحق التوقف وإعادة النظر في المنظومة الأمنية كافة ، إذ كيف يمكن لنا أن نتجاوز هذا العدد الكبير من الشهداء الذي سقط بالأمس، دون أي جريرة ارتكبوها سوى أنهم يؤيدون الرئيس عبدالفتاح السيسي ويقفون خلف الدولة المصرية"؟ واعتبر أن "التقصير الأمني الذي حدث في طنطا والإسكندرية لا يتحمل مسئوليته ضباط وجنود الشرطة الذين يواجهون الإرهاب في الشارع بكل شجاعة، إنما يتحمل مسئوليته المسئولون عن وضع الخطط الاستراتيجية في المؤسسة الأمنية المصرية، وفى مقدمتهم وزير الداخلية". نقابة الصحفيين تندد أكد نقيب الصحفيين "عبدالمحسن سلامة" رفضه التام لمصادرة عدد جريدة "البوابة" الصادر، غدًا الإثنين، لافتًا بأن مصادرة أية جريدة ليس هو الحل على الإطلاق. وأضاف نقيب الصحفيين ، أن جموع الصحفيين تعي الظرف الحرج الذي تمر به مصر؛ مطالبًا وسائل الإعلام بمراعاة الظروف الاستثنائية والحرب التي تشنها الدولة على الإرهاب. بيان صحيفة "البوابة " لا يمكن أن يزايد علينا أحد، فمنذ أن أصدرنا جريدة "البوابة" وهي لسان حال مصر والمصريين، لم نحِد أبدًا عن مسئوليتنا الوطنية في الحفاظ على أمن وسلامة وطننا، ومن هذا المنطلق كان موقفنا تجاه ما حدث اليوم من تفجير لكنيستي "مار جرجس" بطنطا و"المرقسية" بالإسكندرية، أعلنا صراحة، وهذا رأينا، أن هناك تقصيرًا أمنيًّا كبيرًا يستوجب محاسبة المُقصِّرين، وتغيير الإستراتيجية الأمنية المُتَّبعة حاليًا في مواجهة الإرهاب.
قلنا كلمتنا بصراحة واضعين أمن وسلامة الوطن أمام أعيننا، لكننا فوجئنا جميعًا بمصادرة العدد من الرقيب في المطبعة.
مصادرة تحدث للمرة الأولى من عمر البوابة التي طالما وقفت وما زالت تقف بشراسة ضد الإرهاب الأسود وأعوانه في الداخل والخارج.
ونحن إذ نؤكد على ثبات موقفنا الوطني الذي لا يقبل المزايدة بأن هدفنا هو مصر، وليس أي شيء آخر، نُعلن وبكل وضوح استهجاننا الشديد لفكرة المصادرة، ونؤكد أننا على الدرب سائرون مواطنون صالحون، قدَّمنا وما زلنا نُقدِّم الغالي والنفيس من أجل استقرار الوطن وسلامة أراضيه.