رصدت صحيفة عبرية الأزمةَ الدبلوماسية التي تعيشها الدولة العبرية في عدد من الدول الإسلامية، لا سيما في ظل الثورات الشعبية العربية، لافتة النظر إلى إجلاء السفراء الصهاينة والطواقم الدبلوماسية من ثلاث دول إسلامية في غضون أسبوعين فقط. فقد أعربت صحيفة (معاريف) العبرية، في عددها الصادر اليوم الخميس، عن قلقها بشأن العلاقات الدبلوماسية للكيان الصهيوني، لافتة النظر إلى أن الأردن "هي الدولة الإسلامية الثالثة التي يضطر دبلوماسيون صهاينة إلى الخروج منها، خلال الأسبوعين الأخيرين فقط"، بعد أن تم إجلاء السفير الصهيوني في مصر على خلفية اقتحام السفارة، وطرد سفير الكيان الصهيوني في أنقرة إثر رفض الحكومة الصهيونية تقديم اعتذار عن قتل تسعة متضامنين أتراك في أيار من العام الماضي. وكانت السفارة الصهيونية في عمّان، قد أغلقت أبوابها، اليوم الخميس، بعد إجلاء سفيرها والدبلوماسيين وطاقم موظفي السفارة، خوفاً من مسيرة شعبية مليونية متوقع انطلاقها اليوم باتجاه مقرّ السفارة في منطقة الرابية (غرب العاصمة)، للمطالبة بإغلاقها. وفي سياق متصل؛ نقلت صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبرية في عدد اليوم الخميس، عن مصادر في وزارة خارجية الكيان الصهيوني، قولها "إن العلاقات مع الأردن تمر بأزمة صعبة جداً". وأعربت الصحيفة عن خشيتها من الآثار المحتملة لاعتصام شعبي يزمع عقده مساء الخميس أمام السفارة الصهيونية بعمان، "لا سيما وأنّ المنظمين أعلنوا عن نيتهم انتزاع العلم الصهيوني المرفوع فوق السفارة، واقتحام مقرها على غرار أحداث السفارة بالقاهرة"، وفق الصحيفة. أما سفير الكيان الصهيوني لدى عمّان، والذي غادر الأراضي الأردنية مساء أمس، فقد أعرب عن أسفه لعدم قيام الأردن بإيفاد سفيره إلى الأراضي المحتلة منذ أكثر من عام، معلنًا في الوقت ذاته أنه سيعود إلى الأردن ليكمل عمله. ونقلت الإذاعة العبرية في موقعها الالكتروني، اليوم الخميس، عن السفير دانئيل نيفو، قوله إنّه يعتزم مع طاقم سفارته على العودة إلى عمّان يوم الأحد المقبل لاستئناف نشاطهم المعتاد، بعد أن غادروها مساء الأربعاء بناء على توصيات من حكومة الكيان الصهيوني. وأكّد نيفو على اعتقاده بأنّ "الأوضاع في الأردن لا تشبه الحال في مصر، وأنّ السلطات الأردنية تسيطر على الشارع بشكل كامل ولن تسمح للمتظاهرين بالاقتراب من مبنى السفارة". وكانَ نشطاء أردنيون قد حشدوا عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" لما أسموه "مليونية إغلاق السفارة" التي لاقت تأييداً واسعاً عبر مستخدمي الموقع، حيث أكّدوا على مطالبهم بإغلاق السفارة وطرد السفير، وإلغاء معاهدة "وادي عربة" للسلام بين الجانبين الأردني والصهيوني. وقد لاقت هذه الدعوة ردود فعل وصفت ب"المتوجسة" من قبل الكيان الصهيوني، حيث أعلنت وزارة خارجية الكيان الصهيوني أنها عمدت إلى اتخاذ قرار بشأن إغلاق سفارتها وإجلاء الدبلوماسيين من الأردن، خشية تصعيد الأوضاع ومحاولة اقتحام مبنى السفارة على غرار ما تعرضّت له السفارة الصهيونية بالقاهرة، يوم الجمعة الماضية.