دائمًا ما يثير قائد نظام العسكر، عبدالفتاح السيسى ، عن قصدٍ أو دون قصد ، الجدل مرة آخرى ، عقب حديثه عن قضايا تتعلق بالدين الإسلامي ؛ لوقوعه في بعض الأخطاء تارة ، وطرح قضايا جدلية تارة أخرى ، ويعود بين الحين والأخر ، ليحرف كل ما هو ثابت ، ليس عن جهل فحسب ، بل من أجل تمرير ما يريده كما اعتاد نظامه طوال الفترة الماضية. ففى المرة العاشرة ، وخلال خطبتة في لقاء الأسرة المصرية ، بمناسبة الاحتفال بعيد الأم ، وجه التحية لنساء مصر ، معتبرًا أنهم قادرين على العطاء والتغيير مستشهدًا بقصة المرأة التي جادلت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في زوجها حينما طلقها الطلاق الجاهلي ، بعبارة "أنت علي كظهر أمي". هذه الواقعة لم تكن الأولي من نوعها ، فكثيرًا ما يخرج "السيسي" ، ليتحدق فيما لا يعلم عنه شئ ، ومالا يدرك معانيه ولا تفسيره ، ليسمح لنفسه أن يكون الداعيه ، أو ربما ليصدق على ما نشرته تقارير صحفيه موالية للنظام العسكري ، أن أبناء قريته في المنوفيه ، كانوا يلقبونه في صغره ب"الشيخ السيسي". واقعة عيد الأم فى خطبتة في لقاء الأسرة المصرية ، بمناسبة الاحتفال بعيد الأم ، وجه التحية لنساء مصر ، معتبرًا أنهم قادرين على العطاء والتغيير ، مستشهدًا بقصة المرأة التي جادلت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في زوجها ، الصحابية "خولة بنت ثعلبة" ، حينما طلقها الطلاق الجاهلي ، بعبارة "أنت علي كظهر أمي" ، وجاءت تشكو للرسول كبر سنها وضعف زوجها واحتياج الأولاد إليهما، بينما الرسول لم يجد لها سوى الحكم بالطلاق ، حتى جاء القرآن بحكم الظهار وهو تحرير رقبة أو صيام شهرين أو إطعام 60 مسكينًا. وكعادة "السيسي" بدت عباراته مبتورة وغير مكتملة عن قصة سورة المجادلة الشهيرة ، وظل يكرر قوله "وأشاح عنها الرسول بوجهه وتأتيه هي من كل اتجاه ، وهو مالا يليق التلفظ به على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، حيث من الواضح أن "السيسي" لا يعرف القصة ، ولا يعرف موضعها أو تفسرها. اللافت في الأمر ، أن السيسي اعتبر السيدة "خولة بنت ثعلبة" قد اشتكت الرسول إلى الله ، بينما هي في الحقيقة اشتكت فقرها وما فعله زوجها بها ، طالبة الحل من الله، الفيديو الذي تم تداوله على مواقع التواصل الإجتماعي بكثرة ، أثار موجة من الغضب لتحريف السيسي قصة وردت في القرآن وفي الحديث النبوي الشريف ، واعتبروه افتراء على السنة النبوية الثابته والحديث الشريف ، وما ما يعتبر بنص الحديث النبوي "إفتراء على الرسول". اللى مايرضيش ربنا ! في 18 اغسطس عام 2013 ، كانت بداية "السيسي" مع طريق الدعوة الدينية ، وفي ذلة لسان هي الأشهر للسيسي صرح قائلاً: "دا أمر ما يرضيش ربنا.. واللي ما يرضيش ربنا إحنا معاه وبندعمه". وتعرض عبد الفتاح السيسي ، إلى زلة اللسان الخطيرة على الهواء مباشرة ، وقال في ثنايا كلمته بالعامية المصرية: "لأن ده أمر ميرضيش ربنا، ده أمر ميرضيش ربنا، واللي ميرضيش ربنا احنا حنبقى موجودين معاه ، بندعمه ، بنؤيده". إلا أنه استدرك فقال بعد ذلك: "كل ما يرضي ربنا، نحن سنؤيده وندعمه". حضرتك يا رب ! بعدها بأقل من عام ، بالتحديد في 24 يوليو عام 2014 ، عاد من جديد عبد الفتاح السيسي إلى ثوب الداعية ، ليقول في لغة دعاء غريبة ، أثارت جدلًا واسعًا بقوله في ندوة عامة: "يا رب ظروفنا صعبة، وحضرتك تساعدنا". وأثناء كلمته التى ألقاها في حفل تخريج الدفعة 108 للكلية الحربية ، قال السيسي: "أن هذا وقت التكاتف ووقت الوحدة وأن هذا وقت مصلحة الوطن" متابعًا: "أنا متأكد بفضل الله سبحانه وتعالى، وأنا بقوله يارب يعني ظروفنا صعبة وحضرتك تساعدنا يارب حضرتك تساعدنا". ثورة دينية وفي السادس من يناير عام 2015 ، هاجم عبدالفتاح السيسي ، الخطباء وعلماء الأزهر في كلمة ألقاها في احتفال المولد النبوي الشريف ، وانتقد التمسك بالنصوص الدينية المقدسة، ووصفها ب"أنها تعادي الدنيا كلها". وفي جرأة على ثوابت الإسلام، قال السيسي: "لا يمكن أن يكون هذا الفكر الديني المقدس المتضمن نصوصًا وأفكارًا تم تقديسها من مئات السنين، وأصبح الخروج عليها صعب لدرجة أنها تعادي الدنيا كلها "، على حد قوله. مشيرًا إلى الحاجة لوجود ما وصفها ب"ثورة دينية"، مبررًا هجومه على النصوص الدينية بقوله "إن الأمة تمزق وتدمر، وتضيع بأيدينا". الجنة للجميع ! وفي 21 مارس 2015 ، أراد السيسي أن يخرج بعض أفكاره الدينية العبقرية ، كونه الرجل الأوحد والصوت الواحد صاحب العقل الحكيم ، خلال حواره مع صحيفة "وول ستريت" ، وقال أن "الدين الإسلامى تحرسه روح الإسلام وجوهره، والإسلام الحقيقى يمنح الحرية المطلقة للشعب كله فى الإيمان أو عدمه، ولا يحض على قتل من لا يؤمن به، ولا يمنح المسلمين الحق فى فرض معتقداتهم على العالم، ولا يقول إن المسلمين سيذهبون إلى الجنة والآخرين إلى جهنم" ، معلقًا "لسنا آلهة، وليس لدينا الحق فى التصرف باسم الله" ، ولم يضع فى اعتباره النصوص التى وردت فى القرآن الكريم والأحاديث النوبية الشريفة. أنا المسؤول عن الدين خلال حوار تلفزيوني ، في 11 مايو 2015 ، هدد عبد الفتاح السيسي ، بأنه لن يسمح بعودة الأمور لما كانت عليه ولن يسمح بوجود قيادة دينية. وأضاف السيسي خلال حواره مع الإعلامية زينة يازجي في قناة سكاي نيوز عربية ، للحديث عن برنامجه الانتخابي:"أنا مسئول عن كل حاجة في الدولة حتى دينها وأنا مسئول عن القيم والمبادئ والأخلاق والدين". الباحث عن الحقيقة ! فجر عبد الفتاح السيسي ، مفاجأة من العيار الثقيل ، في 29 يونيو عام 2016 ، بتصريح غريب ،حيث أنه ظل يبحث 5 سنوات للتأكد من حسن اختياره لدينه. فدائمًا ما يخرج علينا عبدالفتاح السيسى، بخطابات الهزلية، التى لا تخلو من الضبابية حول بعض الأمور، وتدعو إلى السخرية من بعضها، فجموع المصريين الآن بل استثناء أحد باتوا ينتظرون خطاباته الشهيرة، حتى يخرجوا أفضل ما فى السخرية من حديثه الذى لا يمت لواقعه بصله، فيتحدث عن التنمية وإيثار المصريين عن أنفسهم فى الوقت الذى يتم فيه نهب البلاد ودفعها نحو الانهيار، ويحدثهم عن الدين وتعاليمة، فى الوقت الذى يُظلم فيه الأحرار ويتم التنكيل بهم، بل وإراقة دمائهم إن احتكم الأمر حتى يثبت أركان حكمه الذى لا يجد له شرعية حتى الآن. كل ما سبق وأكثر، تم عرضه مره آخرى خلال خطابة الذى ألقاه فى احتفال ليلة القدر، وسط رجال الأزهر والأوقاف، الموصوفون بعلماء السلطان، والذين يحاولون بشتى الطرق القيام بما أسماه ثورته الدينية، بجانب طرحه الغريب فى نهاية كلمته حول ديانته التى ظل يبحث فيها خمس سنوات قبل أن يختار الإسلام، مما دعى أحد النشطاء يسأله، ما هى ديانتك قبل الإسلام؟. اللي يقدر على ربنا يقدر علينا وعاد السيسي إلى خرافاته مره أخرى ، في التاسع مع ديسمبر الماضي ، ليؤكد شكوك البعض حول محاربته للدين الإسلامي الحنيف ، حيث خلال كلمته في احتفالية الأوقاف بالمولد النبوي الشريف، ونقلته فضائية التلفزيون المصري ، "اللي يقدر على ربنا يقدر علينا". وأضاف ، "ولا خنا ولا حنخون وحنفضل نبنى ونعمر، وإذا كان دا يرضى ربنا، يبقى اللى يقدر على ربنا يقدر علينا". الطلاق الشفهي في 24 يناير الماضي ، تحولت أحاديث "السيسي" إلى فتاوي ، وتغير صريح فى أساس الأحكام الدينية ، حينما تحدث عن رغبته في الحد من الطلاق الشفهي ، مطالبًا الأزهر بإصدار قانون يمنع الطلاق إلا عند الوقوف أمام المأذون. قال السيسي خلال كلمته باحتفالات عيد الشرطة ، "نسب الطلاق بين الشعب كبيرة جدا، وعلينا التعاون لمواجهة هذه الظاهرة" ، مضيفًا: "سألت رئيس الجهاز المركزي للتعبئة عن عدد حالات الزواج قالي 900 ألف و40% منهم بينفصلوا خلال الخمس سنين الأولى". ووجه "السيسي" ، فتواه إلى الدكتور "أحمد الطيب" شيخ الأزهر، قائلًا: "عاوزين الطلاق يتوثق بحضور المأذون عشان يحاول يصلح بينهم، وما يبقاش الطلاق سهل وبكلمة يطلقها الرجل.. مش كدا يا فضيلة الإمام.. تعبتني والله فضيلتك". كفاية علينا النار بتاعت ربنا وبعد أيام من فتوى الطلاق الشفهى ، تحديدًا فى 28 يناير الماضي ، قال عبد الفتاح السيسي ، إن "الإرهاب يعيش بداخلنا جميعًا ويهدد مستقبلنا ويجب أن نتخلص منه وندافع عن أنفسنا" ، مضيفًا رسالة لما أسماه الإرهاب، قائلًا "سبنا نعيش وأدخل أنت الجنة.. ونار ربنا كفاية علينا متبقاش نار ربنا وناركم". وأضاف خلال كلمته بما يطلق عليه مؤتمر الشباب بأسوان ، وقال: "سيبونا نعيش، وخش إنت الجنة، بيقولولنا إنهم صالحين وإحنا مش كويسين، ماتبقاش نار ربنا ونار بتاعتكم كمان، ما هو ربنا هيحاسبنا، وربنا مش غافل".