نعم ترامب "يهودي" وإن لم تلده أم يهودية ولم نعرف بعد دين "أبوه"(!)، فهو بالتأكيد "يهودي" الهوى، وأي رجل أعمال بحجم ترامب يعرف أن اليهود يحكمون أمريكا بالتحالف مع البروتستانت وأنهم يسيطرون على العصب المالي (المصارف وبورصة وول ستريت)، ولكن ليس هذا هو الموضوع فحسب، فلترامب علاقات مالية عضوية مع اليهود، وعلاقات أسرية حميمة. وخذ عندك يا سيدي: (1) زوج ابنته كوشنير يهودي- اسرائيلي، أي محب جداً لاسرائيل وهو من العناصر النشطة في الشبكة اليهودية العالمية، فقد كان ساعده الأيمن في الحملة الانتخابية ثم عينه ترامب كمستشارعام وأساسي له. (2) هذا الشاب كوشنير (35عاما) من عائلة يهودية ثرية تعمل في مجال العقارات في أمريكا واسرائيل (المستوطنات) وهي من المتبرعين الدائمين لاسرائيل. وهذا من أحد أسباب صعود ترامب (العقاري)!!. (3) البنت الأخرى لترامب تزوجت يهودياً، وغيرت دينها من أجله أي تهودت، وبالتالي فان ترامب محاط بأسرة يهودية ما بين بناته وأزواجهن، بعض اليهود لا يقبلون دينياً هذا التهود، ولكن ليست هذه قضيتنا الآن. (4) ترامب له صديق حميم جداً في اسرائيل وبينهما بيزنس مشترك بالاضافة طبعا لعلاقات أوسع، وكان على اتصال مباشر أو غير مباشر بنتنياهو نفسه، وعلاقات ترامب (بدءاً بعائلة زوج بنته) تنتمي لخط الليكود أي اليمين الاسرائيلي. (5) زوج بنته كوشنير ليس يهودياً عادياً، فهو حلقة وصل رئيسية بين ترامب واسرائيل. وهو من المشاركين في ملكية موقع انستجرام الشهير على الانترنت. وهذه معلومة مهمة كي يدرك الشباب كيف يسيطر اليهود على مفاصل العالم. أيضا المحروس (كوشنير) وكأنه الطفل المعجزة، مشارك أيضا في ملكية مؤسسة أوسكار التي تعطي أشهر جائزة في السنيما، أو هكذا جعلها اليهود. (كما يسيطرون على مؤسسة نوبل...الخ). فعندما نقول أن اليهود يحكمون أمريكا ويحكمون العالم الغربي فإننا لا نبالغ ولكن ليس هذا موضوعنا الآن. (6) مفاجأة غريبة.. فهذا ال (الترامب) المتهور الذي يتصرف تصرفات هوجاء، ويقولون انه جاء من خارج مؤسسة الحكم، يتضح أنه يلتقي بكثافة منذ فترة الترشيح وحتى الآن بهنري كيسنجر، بل ان كيسنجر يستطيع أن يتواصل معه هاتفيا أو شخصيا في أي وقت. وكيسنجر هو المسئول الاول عن الأمن القومي ثم وزير الخارجية في عهد نيكسون، والذي أصبح الحاكم الفعلي لأمريكا بسبب صعف نيكسون بسبب فضيحة ووترجيت. كيسنجر يهودي من الصف الأول ويعتبر من أهم الشخصيات اليهودية العالمية التي تحكم العالم من خلال مجموعة ضيقة، وأحيانا تأخذ شكل مجموعة "بلدينبيرج" وقد سميت هكذا لأنه تم تأسيسها في فندق بهذا الاسم وهي تجتمع مرة كل عام وبها حوالي 100 شخصية من أبرزهم هذا ال (كيسنجر) ولا يسمح لأي صحفي أو أي انسان غريب بحضور أو حتى الاقتراب من هذا الاجتماع ولا يُعرف ماذا يدور فيه. وليس كلهم يهود ولكن جميعهم موالون لليهود. (أظن الوليد بن طلال من بينهم). المهم أن كيسنجر (92 عاما) وثيق الصلة بأجهزة الأمن الأمريكية. وانه يلعب دور المستشار لترامب، ويدافع عنه الآن في الاعلام الأمريكي. (7) بالاضافة لكل ذلك تأتي مواقف ترامب المعلنة، فهو يقول: إنه نصير اسرائيل- ويؤيد المستوطنات- ويرفض قرار مجلس الأمن الأخير الذي أدان اسرائيل في مجال المستوطنات- وويؤكد انه سينقل السفارة الأمريكية إلى القدسالشرقية، وقد عين سفيراً يهودياً لأمريكا في اسرائيل. (8) وأخيراً نائب ترامب (نائب رئيس الجمهورية) هو يهودي الهوى أيضا. حتى انه يملك 3 شقق شخصية في القدس!! وهو يميني ليكودي متطرف!! نتنياهو لا يخفي سعادته بنجاح ترامب. ************** فيما عدا يهودية ترامب فإن موقفه من الاسلام ومن حقوق الانسان هو أيضا موقف يهودي.. ان فلين مستشاره للأمن القومي يقول عن الاسلام إنه سرطان. وهكذا فهو ومن معه من أشد الجماعات المحافظة تطرفاً ضد الاسلام، وبالتالي لا يعنيهم شيئاً عن حقوق الانسان والديمقراطية في البلاد العربية والاسلامية لأنها تجلب الاسلاميين للحكم. وهذا هو موقف اسرائيل الثابت التي كانت ضد الموقف الأمريكي من خلع مبارك وكانت ضد الموقف الأمريكي بالموافقة على حكم مرسي. وكانت ضد الموقف الأمريكي المؤيد لما يسمى ثورات الربيع العربي أي الديمقراطية.. وترى اسرائيل أن مصالحها تتعارض مع هذا. في المرحلة القادمة، إذا استقر لترامب فسنجد اصطفافا أمريكيا- اسرائيليا بل وتلاحماً ضد الحريات وحقوق الانسان والاسلام والفلسطينيين. وبالتالي فان التهليل في الاعلام الرسمي عندنا ل (ترامب) هو نوع من البلاهة، فلا يجوز التهليل لمن يعترف بالقدس عاصمة لاسرائيل لأنه سيكون ضد الاخوان. فهكذا يصبح الاسلاميون بديلاً عن اسرائيل كعدو تاريخي، ويصبح التحالف مع اسرائيل مشروعا وضروريا ومنطقيا وحتمياً.. فحذار. وأقول لحكامنا ان ترامب بأفعاله لدى استلامه للحكم لن يترك لكم أي مجال لتأييده إلا إذا أعلنتم تحالفاً صريحاً مع اسرائيل. ومهما كانت الخلافات مع الفرق الاسلامية فهي ليست أخطر من اسرائيل، وان الوصول لتسوية معها ضرورة وطنية. ألم يكن عقد تسوية مع اسرائيل قبل كامب ديفيد شيئاً خيالياً فضلاً عن وصمه بالخيانة، لماذا يصبح عقد تسوية مع الاسلاميين أصعب أو أخطر أو أكثر خيانة من التسوية مع أعداء الله (ولتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود). اتقوا الله وكفوا عن هذه الحرب المروعة كما فعلتم من قبل مع الجماعة الاسلامية في التسعينات من القرن الماضي. وفي المقابل أدعو الاسلاميين الذين كانوا يعولون على أمريكا والغرب لتحقيق أهدافهم أن يعلموا أن الثغرة قد أغلقت وان إدارة ترامب هي اسرائيل والعكس بالعكس. وأن الوصول إلى تسوية مع العسكريين على أساس الاستقلال الوطني أكرم وأفضل من أي تسوية مع أمريكا. وبدون أن ننسى قسوة الأحداث وهي الآن قد أصبحت قسوة متبادلة. أقول لأهل الحكم والاسلاميين أن ترامب جاء ليوحدكم، أو ليتيح لكم الفرصة لتتوحدوا أو تتفاهموا أو تتفاوضوا، فليعلن أي طرف استعداده لذلك فإذا رفض الطرف الآخر يكون هو المدان أمام الشعب كله. على طريقة المرأتان المتنازعتين على طفل، فعندما قال لهم القاضي: إذن نقسم الطفل إلى قسمين ونعطي كل واحدة جزءاً، فصرخت الأم الحقيقية وقالت: لا إنه ليس ابني فأعطاها الولد. مصر ضاعت.. بعد أن ضاعت القدس وفلسطين وسوريا والعراق وليبيا واليمن وتمزقت الأمة بأسرها. بينما عدونا الأساسي (أمريكا) يتمزق الآن فهناك انقسام حقيقي حتى داخل المؤسسة الحاكمة وان انحاز أغلبها وأقواها لترامب. أليست هذه فرصة كي نتحد ضد الأمريكان والصهاينة والتبعية المقيتة للغرب.. ولن تتوحد الأمة العربية والاسلامية إلا إذا توحدت مصر. فهل أنتم فاعلون؟!!.