يدشن التاريخ صفحة جديدة لأمريكا يوم الجمعة المقبل مع تنصيب الرئيس الجديد دونالد ترامب. الرئيس الجديد ينهى 70 عامًا من دولة المؤسسات إلى دولة الحاكم الفرد الذى يعتمد على أفكاره وقناعاته ويمزق أوراق مساعديه بل ويحتقر تقاريرهم حتى لو كانت موثقة بالمعلومات ومن أجهزة استخباراته أمريكا ستحكم السنوات الأربع القادمة من رأس رجل تجاوز السبعين من عمره وعاش كل هذه السنوات يجمع الأموال ويفاجئ الجميع بمواقفه التى كانت فى الماضى تتسبب فى خسارته لصفقات كبيرة ولكنها سوف تسبب نفس الخسائر لأمريكا والعالم إذا ما قدر لهذا الرجل البقاء فى الحكم دورة رئاسة كاملة. وبالطبع سيكون العرب أول الخاسرين وفلسطين أول الضحايا لأنه لا يرى إلا إسرائيل فالرجل يعتبر قادة المستوطنات قادة دول ويدعوهم لحضور تنصيبه. وهى المرة الأولى فى تاريخ العلاقات الأمريكية الإسرائيلية التى يقوم فيها رئيس أمريكى منتخب بدعوة قادة المستوطنين اليهود فى الضفة الغربية لحضور حفل تنصيبه، رغم أن جميع الإدارات الأمريكية، اعتبرت الاستيطان عائقًا أمام تحقيق التسوية السياسية للصراع. من بين المدعوين عوديد ربيبى رئيس مستوطنة أفرات، ومسئول شعبة الإعلام فى مجلس المستوطنات اليهودية، وبنى كشرئيل رئيس مستوطنة معاليه أدوميم، والمدعوان من غلاة المتطرفين فى حزبى البيت اليهودى والليكود. ومن المفاجآت المرعبة التى يمكن لترامب أن يعلنها يوم الجمعة المقبل هى نقل سفارة أمريكا من تل أبيب إلى القدس ما يعنى إنهاء فلسطين تمامًا. الرئيس الفلسطينى أبو مازن قال إن نقل السفارة من شأنه القضاء على عملية السلام، وقد يدفع الفلسطينيين للتراجع عن الاعتراف بدولة إسرائيل. وأن هذا لن يحرم فقط الولاياتالمتحدة من أى شرعية للعب دور فى حل النزاع، لكنه سيقضى على حل الدولتين.. العالم كله على كف هذا الرجل الذى سيتسلم حكم اكبر امبراطورية فى التاريخ والكل لا يعرف كيف سيتصرف ترامب ودول كثيرة كالصين والسعودية وايران بل وروسيا يتوقعون ان يحرك ترامب جيوشه ضدهم ويبقى هناك احتمال ان الرجل الذى يبدو كانه فى خلاف مع كل مؤسسات أمريكا ربما جاءت به هذه المؤسسات لتنفذ به أجندتها القذرة ثم تتخلص منه بزعم أنه خالف الأخلاق والقيم الأمريكية.