سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
محمد الزاوارى| الموساد يغتال مهندس طائرات "القسام" وروح الارتكاز فى حرب "العصف المأكول" ساعد فى بناء طائرات "أبابيل" التى أربكت الكيان الصهيونى فى حربه 2014 مع المقاومة فى قطاع غزة
كان يمثل خطرًا على الكيان الصهيونى بقوة حسب محلليه وخبرائه.. فقد أركه فى طائرات دون طيار بقطاع غزة وكان يعمل على صناعة طائرات "انتحارية" ذات دقة قوية بجانب العمل على صنع غواصة تعمل عن بعد القسام: لن ننسى المهندس الشهيد الراوازى.. ولن يضيع دمه طارده المخلوع زين العابدين بن على حتى هرب وتوجه إلى سوريا د. مصطفى اللداوى: اغتالوه على طريقة الشهيد محمود المبحوح
إغتالت يد الموساد؛ روح قسامية مقاوِمة جديدة، قدمت للقضية الفلسطينية وللمقاومة الإسلامية، -التى تقف حائط صد فى وجه الاحتلال الصهيونى- مالم يقدمه ملوك ورؤساء العرب، الذين خرجوا ليتحدثوا عن سلام دافئ، ويقودون مخططات التطبيع مع عصابة الكيان التى اغتصبت الأرض وروعت الآمنين ودنست المساجد. ففى خطوة اعتقدت العصابة الصهيونية أنها سوف توقف سبيل المقاومة فى وجهها من قِبل المجاهدين فى الأراضى المحتلة، وشتى بقاع الأرض، والتى تطور الأسلحة والطائرات، من أجل إلحاقه المزيد من الخسائر والتى لن تتوقف طالما روح المقاومة ورجالها يكبرون ويلبون نداء الأقصى. القصة بدأت فى الظهور، أول أمس الخميس، عندما أعلنت وسائل الإعلام التونسية، مصرع مواطن داخل سيارته دون أن تفصح عن مزيد من التفاصيل التى لم تكن تملكها بالفعل، ثم ظهرت تفاصيل الواقعة، وأعلنت الداخلية التونسية، اغتيال مهندس الطيران، محمد الزاوارى البالغ من العمر 49 عامًا، فى ولاية صفاقس، مصاب بست رصاصات فى الرأس، وهو رئيس جمعية الطيران بجنوب البلاد، والتى كانتا مسئولة على تدريب الشباب التونسي على تصنيع طائرات من دون طيار، ليتم التأكيد أنها عملية اغتيال لم تكن ملامحها واضحة حينها، بالأخص مع انتشار مثل تلك العمليات فى بلدان الربيع العربى بالآوانه الأخيرة. لكن الملفت فى تلك القضية حتى ذلك الوقت، هو قيام المدير العام للأمن الوطنى التونسى بإعلان استقالته دون أسباب، مكتفيًا بالقول أنها لأسباب شخصية، وهى الاستقاله التى جائت عقب عملية الاغتيال بساعات قليلة، مما جعل العديد من علامات الاستفهام تنطلق نحو الأمر، الذى أوصل إلى معرفة الشخصية التى تم اغتيالها، ومقدارها الكبير الذى جعل شخصية هامة للغاية بدوائر الأمن التونسى يتقدم باستقالته فجأة. فالمهندس المقاوم "القسامى" محمد الزاوارى، تم الكشف أنه كان أحد الكوادر الذين بنوا وساهموا فى منظومة طائرات "أبابيل" التى استخدمتها المقاومة الفلسطينية فى وجه عصابة الاحتلال الصهيونى، بحرب صيف 2014، فى قطاع غزة. مما جعل الأخيرة تُحرك وحدات "الكيدون" الخاصة والتابعة لجهاز الموساد لتنفيذ العملية، حسبما أعلنت الفضائية العاشرة العبرية، فى وقت سابق من اليوم السبت. من هو محمد الزاوارى محمد على الزاوارى، هو مهندس تونسى، ولد بمدينة صفاقس عام 1967م، وهى ذات المدينة التى اغتيل بها بعد 49 عامًا، تعلم فى جامعات تونس، حتى حصل على هندسة الطيران، لكن المخلوع زين العابدين بن على، طارده قبل الثورة بسبب نشاطه السياسى وميوله الإسلامية، فخرج "الزاوارى" من تونس عام 1991وتوجه إلى ليبيا ثم إلى السودان ثم استقر سوريا، بمنزل مملوك لوالده، وتزوج من إمرأة سورية وأنجب منها إبنة. وعاد "الزاوارى" مرة آخرى إلى تونس، فى عام 2011، بعد أن حصل على العفو التشريعى العام، بعد الثورة، وتم انتدابه بإحدى الشكات الخاصة، بمنصب مدير تجارى، هذا بالإضافة إلى عمله بالشركة كان يعكف على إعداد رسالة الدكتوراه، بالمدرسة الوطنية للمهندسين بصفاقس، كما أنه أسس جمعية مختصة فى صناعة الطائرات بدون طيار والمشرفة على تدريب الشباب التونسىجنوب البلاد، والتى كانت تحظى باهتمام حكومى كبير. وتعاون "الزوارى" مع المقاومة الفلسطينية، إبان توجده بسوريا، حسب ما أعلنت كتائب القسام، والتى أكدت أنه يتعامل معها منذ عشر سنوات، ساهم فى تطوير الطائرات القسامية التى تم استخدامها فى حرب العصف المأكول ضد عصابة الكيان الصهيونى فى صيف 2014. من جهته قال بلقاسم المكي، كاتب عام جمعية "نادي الطيران المدني بالجنوب"، التي كان يرأسها محمد الزواري (مستقلة)، إنه كان يعد رسالة دكتوراه بمدرسة المهندسين بصفاقس، حول غواصة تعمل بالتحكم عن بعد. القسام تُنعى الشهيد الزاوارى.. وتؤكد دمه لن يضيع وتأكد ارتباط المهندس الشهيد محمد الزاوارى، بعدما أصدرت كتائب القسام، الذراع العسكرى، لحركة المقاومة الإسلامية حماس، عن أنه أحد كوادرها، وأحد كبار مهندسيها الذين ساهمو فى تطوير أسلحة المقاومة، بالأخص طائرات أبابيل التى استخدمت ضد الكيان عام 2014م. وقالت كتائب القسام فى بيانها الذى أصدرته اليوم السبت، وأطلعت "الشعب" عليه:" أسمى آيات العز والفخار تزف كتائب القسام إلى أبناء أمتنا العربية والإسلامية (..) شهيد فلسطين وشهيد تونس، شهيد الأمة العربية والإسلامية وشهيد كتائب القسام، القائد القسامى المهندس الطيار محمد الزواري". وأضافت إن الزوارى، تم اغتياله من قبل الكيان الصهيونى، يوم الخميس الماضي، في مدينة صفاقس بالجمهورية التونسية. وأعلنت "القسام"، أن الزواري هو "أحد القادة الذين أشرفوا على مشروع طائرات الأبابيل القسامية (طائرات بدون طيارة)"، وكشفت أيضا أن الزواري التحق في صفوفها قبل 10 سنوات. وقالت إن عملية اغتيال الزواري هي "اعتداء على المقاومة وكتائب القسام"، وأضافت:" على العدو أن يعلم بأن دماء القائد الزواري لن تذهب هدراً ولن تضيع سدى"، وتابعت:" إن عملية اغتيال الشهيد الزواري تمثل ناقوس خطر لأمتنا العربية والإسلامية، بأن العدو الصهيوني وعملاءه يلعبون في دول المنطقة ويمارسون أدواراً قذرة". خطورته على الكيان الصهيونى كان الشهيد الزاوارى، ذا خطرًا كبيرًا على الكيان الصهيونى، حسب حديث التلفزيون العبرى، فأحد محلليه أكد أن الكيان جن جنونه بعد إزاحة كتائب القسام الستار عن الطائرات دون طيار، والتى أربكت المعادلة فى حرب 2014. وأكد ذات المحلل، أن المخاوف الصهيونية الأكبر كانت تكمن، فى اعتزام "الزاوارى" والمقاومة فى غزة، تصنيع طائرات دون طيار "انتحارية"، قادرة على ضرب أهداف في عمق الكيان الصهيونى، بأقل "قدر من المخاطرة على مقاتليها"، بجانب عمله فى الفترة الأخيرة على تصنيع غواصة متطورة تعمل عن بعد، وهى الأسلحة التى كانت ستصعب المعادلة تمامًا على الكيان لو ثبت امتلاك المقاومة تلك الأسلحة، مشيرًا فى الوقت ذاته أنه لا يدرى إذا كان "الزاوارى" قد أنجز تلك المشاريع أم لا. وحسب ذات الفضائيات، فإن الزاوارى قد زار قطاع غزة ثلاثة مرات، عبر الأنفاق من أجل توسعة القدرة العسكرية لحماس، وتعزيز دور القسام فى مجال الطائرات دون طيار، مشيرة إلى أنه زار المعسكرات التابعة لحماس فى سوريا ولبنان أكثر من مرة. قيادى بحماس: لن ننسى دور "الراوازى" فهو أحد أبطال المقاومة ومن جانبه قال أحد قادة المقاومة الإسلامية حماس عن المهندس الشهيد "محمد الراوازى": لن تنسى كتائب الشهيد عز الدين القسام، دور طائرات "أبابيل"، التى شتت ذهن العدو الصهيونى، وأرهقت تفكيره، فاستطاعت أن تلتقط صورًا قريبة جدًا من وزارة الحرب الصهيونية، وكذلك المواقع المحيطة بغلاق القطاع. وتابع القيادى الحمساوى فى تصريحات ل"الشعب": أن "الروازى"، هو من ساعد المجاهدين فى معاركهم، ولن ننسى دوره فى تطوير وتقوية وتزويد الطائرات والعمليات التى أشرف عليها فى ذلك الشأن، ودورها فى خدمة المقاومة الفلسطينية. مختتمًا قوله: لقد كان مثله كمثل الشعب التونسي الشقيق ، مساندًا للقضية ومدافعًا عن حقوق فلسطين نحتسبه عند الله من الشهداء وهذه رساله قوية للعدو بأن الحرب ليست من الداخل فقط فهناك ملايين المسلمين الذين يدافعون عن الأقصى فى شتى بقاع الأرض
د. مصطفى اللداوى: اغتالوه على طريقة الشهيد محمود المبحوح ومن جانبه قال الكاتب والمفكر الفلسطينى، الدكتور مصطفى اللداوى، أن مشهد اغتيال المهندس محمد على الراوازى، فى صفاقس يٌعيد إلى أذهاننا، الشهيد محمود المبحوح الذى اغتالته يد الاستخبارات الصهيونية (الموساد)، فى أحد فنادق دبى، فالجريمة تتكرر والعدو يتبجح ويتبختر. وفى تلميح منه إلى استقالة مدير الأمن الوطنى التونسى، وجه "اللداوى" رسالة إلى قادة العرب قائلاً: النهج واحد والدرب واحد والمقاومة واحدة، والعدو واحد، والمصير واحد، شهادة ترى، فمتى سنقطع ذراع الكيان الضار ب، ونبتر ساعدها "الموساد" الغادر، ونمنعها وأدواتها القذرة من دخول بلادنا العربية؟. وأختتم المفكر والكاتب الفلسطينى قوله إلى الحكام العرب: أمام من دروس قاسية نلقنها للموساد، وردٍ مثيلٍ يوجعه، وأما من انتقامٍ شافٍ نذيقه إياه، يردعه ويشف صدورنا الحزينة وقلوبنا المكلومة، أم هو القبول باستسلام، والتلقي برضا، والصبر العاجز الذليل.