حاول عبدالفتاح السيسى فى أكثر من مرة الضغط على الغرب من خلال اللاجئين، بتركهم يعبرون الحدود تارة، وتارة آخرى بالحديث عن أرقام وهمية تخطت فى بعض أحاديثه بالملايين، حتى أنه قال فى احدى خطاباته بالقاهرة وآخر بالأممالمتحدة أنهم 5 ملايين لاجئ، على عكس التقارير الرسمية المصرية والأممية أيضًا. وهى طريقته الجديدة لاستغلال الأوضاع المتأزمة بين تركيا والاتحاد الأوروبى لاستقبال اللاجئين مقابل دعم الاقتصاد وتدفق الأموال الأوروبية إليه، دون أن يحسب تبعات هذا القرار فى دولة أصبحت فقيرة الإمكانيات، وتتعرض لأزمات اقتصادية شديدة، حتى إن بعض الخبراء المصريين والغربيين قالوا أنها قد تدفع مصر إلى الانهيار. في قمة "اللاجئون والمهاجرون" بالأممالمتحدة، وقف عبد الفتاح السيسي ليؤكد مجددًا أن مصر بها 5 ملايين لاجئ. حيث قال السيسي نصًا: "تتحمل مصر انطلاقًا من التزامها الدائم بمسؤولياتها منذ تفجر قضية اللجوء، أعباء استضافة أعداد ضخمة من اللاجئين والمهاجرين من مختلف الجنسيات، بلغ عددهم ما يقرب من خمسة ملايين لاجئ ما بين مسجلين وغير مسجلين". تصريحات قائد نظام العسكر وقتها جعلت عدد اللاجئين الذين تستضيفهم مصر 10 أضعاف الرقم الذي أعلنه آخر إحصاء صدر عن مفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين، والذي أكد أن إجمالي عدد اللاجئين في مصر خلال عام 2015 بلغ 189,634 لاجئ، أغلبهم من السوريين بالإضافة للاجئين من 60 دولة أخرى، حسب ما نشره موقع "نون بوست". أعداد اللاجئين السوريين في مصر –وهم القسم الأعظم من اللاجئين- تشهد تضاربًا كبيرًا بين ما هو رسمي وما هو غير رسمي، لكن هناك إجماعًا على أن عددهم لا يتعدى نصف المليون، فقد صدر إحصاء عن شبكة "راديو سوا" الأمريكية، ووضع مصر في المركز الخامس ضمن دول الجوار التي تستوعب اللاجئين السوريين، حيث قدرت أعدادهم ب132 ألف لاجئ لا يعيش أي منهم داخل مخيمات، كما هو الحال في بعض الدول. ويبدو أن الأوضاع الاقتصادية المتردية في مصر أغرت السيسي، إلى تكرار مزاعمه، مجددًا، بإيواء مصر 5 ملايين لاجئ، وزاد عليها هذه المرة، بشكل واضح، طلبه دعم المجتمع الدولي لمصر، وذلك خلال لقائه بالقاهرة، أمس الأحد، مع وفد من أعضاء البرلمان الأوروبي. وقال السيسي للوفد، الذي رأسه رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الأوروبي، المار بروك، بحضور وزير خارجيته، سامح شكري، إن الشعب المصري يستحق وقوف المجتمع الدولي إلى جانبه لمواصلة مسيرته التنموية، بالنظر إلى ما قدمه من تضحيات كبيرة في إطار تصديه لما أسماه الإرهاب، ورفضه للفاشية والكراهية والتطرف. وعلى صعيد المعاملة التي يتحدث عنها السيسي كانت منظمات حقوقية قد أعربت عن قلقها البالغ من المعاملة السيئة التي يتلقاها قرابة 9000 لاجئ فلسطيني قدموا إلى مصر هربًا من الصراع الدائر في سوريا منذ عامين. حيث قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان في بيان مشترك مع تجمع "راصد فلسطينيي سوريا" إنّ السلطات المصرية تمارس تمييزًا واضحًا ضد الفلسطينيين من حملة الوثائق السورية، حيث لا تتم معاملتهم على قدم المساواة مع اللاجئ السوري، وذلك بصورة تهدد أمنهم وتخلق تعقيدات في وضعهم القانوني على المدى البعيد. وكذلك كانت منظمة العفو الدولية قد أصدرت عدد من التقارير تتحدث عن سوء معاملة اللاجئين السوريين داخل مصر. أبوخليل : الاتحاد الأوروبي يتفاوض على نقل 45 ألف لاجئ لمصر ومن جانبه أكد الناشط الحقوقى هيثم أبوخليل، أن الاتحاد الأوروبي يسعى إلى إيجاد مكان بديل للاجئين بدلا من تركيا، نتيجة للخلافات مع تركيا في هذا الملف. وقال أبوخليل في تصريح: أن المكان الجديد للاجئين سيكون مصر حيث أن هناك مفاوضات جدية تتم حاليا مع النظام في هذا الملف، وأنها ستدخل حيز التنفيذ قريبا جدًا، حيث يتم التفاوض حاليًا حول نقل 45 ألف لاجئ من تركيا إلي مصر. وأشار أبوخليل إلى أن الاتحاد الأوروبي يرى أن مصر مكان مناسب، حيث أن تكلفة وجود اللاجئين في مصر لن تكلفه كثيرا بالمقارنة بتركيا. وأضاف أبوخليل : تصريح السيسي عن أن مصر بها 5 مليون لاجئ، هو يحاول أن يخفي ما هو قادم، حيث أنه يعلم جيدًا أن هناك أعداد دقيقة لعدد الاجئين في مصر. وأوضح أبوخليل أن الاتحاد الأوربي سيدفع بسخاء في مسألة اللاجئين.