سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ربنا يديك على قد نيتك| القصة الكاملة للفتاة والدعوة الربانية اللتان فضحتا "السيسى" على الهواء وإبراهيم عيسى: هذه "منى" واحده أين باقى ال 10 مليون مثلها.. هذا دليل فشلك وليس شئ تحتفى به
من عادتنا كمسلمين أن نقبل الدعاء من أى أحد، بل إنه يصل لحد الفرحة بأنفسنا وبإنجاز استقبال تلك الدعوة، سائلين المولى عزو جل أن يتقبلها، لكن فى حالة قادة الانقلاب العسكرى، وعلى رأسهم عبدالفتاح السيسى، ومن حوله فهذا أمر مختلف، فالدعوة أهما أن تبتعد عن "النية" ثانيًا تكون فى حدود المطلوب، لهذا شواهد كثيرة تؤكدة. لكن ما حدث أمس على الهواء مع قائد الانقلاب العسكرى عبدالفتاح السيسى، عندما سارع بالرفض من دعوة تلقائية تخرج من المسلمين وبعضهم ب"ربنا يديك على قد نيتك"، كان منه فضيحة له أكثر من محاولته للتغطية على الأمر لثلاثة مرات متتالية. خاصًة أن لقائه جمعه بفتاة كادحة تعافر مع ظروف الحياة لتجمع لقمة عيشها فى أخر اليوم، واحتفى وإعلامه الذى يفضح أكثر مما يستر، لأنه يؤكد استغلال العسكر للغلابة من أجل الشو الإعلامى، بجانب تغاضيهم عن ملايين الحالات بين النساء وحدهم فى البلاد والمعيلين لأسرهم. وفضح اللقاء أيضًا، مخاوف "السيسى" من الدعوة الربانية، على عكس ما حاول إيصاله للجمهور بإن طلبه لتغيير الدعوة هو من باب الأفضلية، كان ممكن أن يضيف عليها لا أن يغيرها. ربنا يديك على قد نيتك.. لاء ورفض السيسي، دعاء "فتاة العربة"، منى بدر، له بأن يعطيه الله "على قد نيته"، طالبا منها أن تدعو الله له بأن يعطيه "من فضله"، لكنها عاودت الدعاء له مجددا، ما دعاه إلى تكرار طلبه منها، رافضا دعاءها بالصيغة التي قالتها، لدى تكريمه لها، بينما طالب الإعلامي الموالى للاستخبارات العامة، إبراهيم عيسى، السيسي، بالاعتذار لها وللملايين أمثالها، من نساء مصر، ممن تسببت سياساته في معاناتهن. وكان السيسي استقبل، صباح أمس الأحد، بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة، منى السيد إبراهيم بدر، صاحبة صورة "جر عربة البضائع"، بالإسكندرية، بعد ما انتشرت صورتها، وهي تجر عربة البضائع بيديها لتكسب قوت يومها، الأمر الذي السيسي لدعوتها إلى لقئاه، وتكريمها، حيث وعد بمنحها شقة، وعمرة، وعربة جديدة، واعتبرها نموذجا مشرفا، وقدوة عظيمة، لجميع المصريين.
وأذاع التليفزيون المصري، نص اللقاء، حيث رحب السيسي بها. ماذا دار في لقاء السيسي ومنى؟ وفي اللقاء، دعت الفتاة الله بأن "يعطي السيسي على قد نيته" ، ليفاجئها بالرد قائلا: "لا.. قولي "من فضله" أحسن.. لأن فضل ربنا أكتر من النية" ، لتكرر الفتاة الدعاء مرة أخرى، وهو ما دفع السيسي إلى الضحك، قائلا: "برضه.. تاني.. نفس الدعوة". وكما بدا في مقطع الفيديو المسجل، المعمم على الإعلام المحلي، من قبل مؤسسة الرئاسة، فقد بدأت الفتاة اللقاء بالدعاء للسيسي بالقول: "ربنا يعينك.. ويعينَّا". وأخذت الفتاة تدعو للسيسي قائلة: "ربنا يعينَّا ويعينك.. ويخلِّي ليك عيالك.. ويديك (يعطيك) على قدِّ (قدر) نيتك".(الدقيقة الرابعة والثانية رقم 35 من المقطع). فقاطعها السيسي سريعا: "لا.. يديني من فضله أحسن". فقالت: "ويديك من فضله، ومن عنده.. من عند الله"، فعقَّب السيسي: "اللهم آمين". فدعت الفتاة: "ربنا يديك على قدَّ نيتك".. فقاطعها السيسي بحدة: "ما قلت لك: "من فضله".. فقالت: "من فضله".. فأردف: "أصل النية مش قدِّ فضل ربنا". (الدقيقة السادسة والثانية 40). فدعت الفتاة قائلة: "ربنا يديك من فضله".. فقال: "اللهم آمين".. لكنها عادت لتقول: "ويديك على قدَّ نيتك".. فعلَّق قائلا: "برضه تاني".. مقهقا بهستيريا: "ايه تاني يا ست منى؟".. فقالت: "ويسترها معاك دنيا وآخرة".. فقال: "اللهم آمين". وهنا دعت مرة أخرى: "ويديك على قد...".. لكنها تجلجلت، وتذكرت نهيه لها عن هذ الدعاء بالنية، فقالت: "يديك (يعطيك) على قدَّ اللي أنت عاوزه". واختتم السيسي حواره معها قائلا: "أنا بأتعجب على قدرة ربنا في خلقه.. بأنه خلَّى الست منى مثلا لينا كلنا". وأخذ يعدد ما تم منحه لها: "الشقة والفرش والعمرة، والعربية، وفرش أختك.. أنا هاجيب لكِ (العربية) من معايا". وسألها: "مش عايزة حاجة ثانية؟"، فأجابت: "مش عايزة غير الستر من عنده"، فاختتم حواره معها قائلا: "اللي أنت بتعمليه ده يا ست منى قمة الشرف.. تسمحي لي أوصلك للعربية". وقام بتوصيلها للسيارة، وفتح باب السيارة بنفسه لها. لقاء مصطنع ومن جهتهم، رأى مراقبون أن اللقاء بين السيسي ومنى؛ مصطنع من قبل السلطات في هذه الآونة، التي بلغت فيها شعبية السيسي أدنى درجاتها، وذلك بهدف الدعاية له، وسط ملايين المصريين الكادحين، من الذين ازدادوا فقرا ومعاناة تحت حكمه، بسبب السياسات الاقتصادية المؤلمة التي يتبعها. وأضافوا أن اللقاء رسالة غير مباشرة للمصريين أيضا، بحتمية تحمل الصعوبات، تأكيدا لتصريحات السيسي الدائمة التي تطالب المصريين بالعمل، بغض النظر عن المعاناة والمشقة بالمهن كافة، في ظل الأوضاع الاقتصادية الحالية المتردية في البلاد.
عيسى للسيسي: "احتفاء على ايه.. اعتذر لها" ومن جهته، علق الإعلامي إبراهيم عيسى، على اللقاء، في برنامجه "مع إبراهيم عيسى"، عبر فضائية "القاهرة والناس"، مساء الاثنين، مهاجما السيسي بضراوة، ومحملا إياه المسؤولية عن وجود الملايين من أمثال "منى بدر" بين نساء مصر، بسبب فشل سياساته، وإفقاره للمصريين، مطالبا إياه بالاعتذار لها. وقال عيسى: "لقينا منى بدر.. طيب.. شغلها لا علاقة له بسيدة ولا برجل.. هذه البضائع يجرُّها إما سيارة أو حصان، وليس بني آدم.. المفروض.. كونها تشتغل الشغلانة دي.. اللي فيها الشقاء والتعب.. المفروض أن إحنا نعتذر لها.. أنا والمجتمع المصري، وأيا من كان يملك قرارا في هذا البلد".(يقصد السيسي). وأضاف: "نعتذر لها، ويعتذر (لم يحدد يقصد من؟).. لعشرة ملايين "منى بدر".. إن إحنا عملنا فيها كده.. ده مشهد إدانة لمجتمع، وليس إعلاء وتعظيم.. ده مشهد إدانة لمجتمع وسياسة بلد وسياسة حكومة ونظم سياسية تدير مصر.. مش مشهد تعظيم.. المجتمع حرم منى بدر من كل تتطلبه فتاة". واستطرد عيسى: "طيب احتفينا بمنى بدر.. طيب وبعدين.. هنعمل أيه مع ملايين منى بدر"، مشيرا إلى أن 33 بالمائة من الأسر في مصر تعولها نساء". وأضاف: "حرمنا منى كمجتمع وسياسة من الحياة.. مش حالة إنسانية.. ده مشهد موجع لنا كسياسة، وليس حالة إنسانية.. حفاوة بحالة.. لماذا؟ مش نحيي منى.. دي يمشي فيها محافظ.. وغيرها آلاف وملايين.. نغير الوجع ده.. نهتم بالجانب الخيري.. المحافظ يعطيها شقة.. الدولة مش مهمتها خيرية.. طيب وكم مليون منى بدر هناك؟ وشدَّد على أن "هذه الصورة تدعونا إلى مراجعة سياساتنا، وتجعل من هذا المشهد جارحا لمصر، مؤلما لسياستها، كاشفا لسياسييها، طاعنا في حكومتها"، مردفا: "(الرئيس) بيقول لها هنجيب لك عربية.. دي مش شغلتها، ومش شغلة بني آدم". وتابع: "عشرين سنة تجرُّ.. فيما ليس هو مهمتك كبني آدم أصلا.. احتفاء بإيه.. بشقاء امرأة.. مصر كلها شقيانة، وطالع عين اللي خلفوها.. ما يغروكوش إن إحنا فرحانين بماتش.. معديين موضوع ما فيش سكر.. ما هي كانت رايقة يوم 24 يناير و25 يناير الصبح". وأردف: "ما فيش رجل سياسة في البلد.. مشهد منى بدر يدين بلدا وحكومة وشعبا.. ويستحق اعتذارا لها وللمصريات الشغالات الشقيانات.. ونخلص إلى أنه هناك سياسات لابد أن تتغير، وأن مصر لا يجب أن تدار بالأعمال الخيرية". وتابع: "كلها سياسات خاطئة بالصورة دي.. ومنى بدر تحتاج لاعتذارنا؛ لأننا حرمناها من أنوثتها"، مشيرا إلى "المسؤولين في الدولة اللي سياسات الإفقار وسياسات التعليم اللي بتطلع غير المؤهلين..وإهمال الشرائح والطبقات الاجتماعية". وأردف: "كل هذه السياسات قادت إلى مشهد منى بدر تجر سيارة أو بضائع لا هي شغلتها كإنسانة وبني آدمة، ولا هي مهمة بني آدم أصلا". واختتم تعليقه الموسع بالقول: "المفروض المشهد ده يتحول إلى سياسة.. إلى قرارات بمنع النساء والأطفال من جر مثل هذه السيارات والبضائع.. هذه سياسة لا تودي لأي حاجة، و"منى بدر" عنوان على فشلنا مش عظمتها"، حسبما قال.