أثبت فوز المرشح الجمهوري، دونالد ترامب، الدور القوى للوبي الصهيوني في الولاياتالمتحدة، وخاصة أن اليمين الصهيوني كان موقفه واضحًا حيال انتخابات الرئاسة الأمريكية إذ أعلن تأييده المطلق ل"ترامب". صديق الكيان الصهيوني واعتبر موقع اليمين المتطرف الإلكتروني "0404"، وهو لسان رئيس وزراء الاحتلال بنيامين لنتنياهو، أن "دونالد ترامب جيد لإسرائيل وخاصة لليمين في إسرائيل، غالبية الشعب، بينما هيلاري كلينتون كانت ملائمة لرغبات اليسار الإسرائيلي وكانوا يتمنون هناك فوزها"، أما اليمين الإسرائيلي فيطلق صفة "يسار" على كل من هو ليس يمينيا، مثل حزب العمل وغيره من الأحزاب الصهيونية في المعارضة. وأضاف أن "إسرائيل موجودة في ضائقة بسبب التخوف من العالم ومن أوباما، الحكومة لا تبني في الضفة الغربية، وتتردد في تفكيك مبان غير قانونية بناها الاتحاد الأوروبي للعرب". ترامب ضد العرب وأشار إلى أن شعب إسرائيل بحاجة إلى "ترامب" من أجل تغيير الاتجاه، لافتاً إلى أن الملياردير الأمريكي (ترامب) لا يتحدث عن حق إسرائيل بالوجود عفوية ومن أجل الحصول على الصوت اليهودي، وإنما من أعماق قلبه، وهو يدرك جيدا مشكلة الإرهاب، ويدرك أنه ينبغي استخدام القوة ضد العدو العربي- على حد وصف الموقع. البناء في الضفة وأردف أن فوز ترامب سيسمح باستئناف البناء في الضفة والقدس، وذلك لن تكون هناك حجج بعد الآن. والثرثرة المستمرة حول المفاوضات مع السلطة (الفلسطينية) وأبو مازن ستزول عن الأجندة وإسرائيل ستنشغل بالأساس بقضاياها الداخلية ولن تضطر إلى إعطاء تفسيرات للعالم وخاصة الولاياتالمتحدة. ويلعب اللوبي اليهودي دورًا بارزًا في السياسة الأمريكية الخارجية، بل ويحرك المجتمع الأمريكي من الداخل لتحقيق أهدافه التي تخدم الصهيونية في المقام الأول وتشجع استمرار الاحتلال الغاشم في أرض فلسطين. مصالح مشتركة والانتخابات الأمريكية الحالية لم تغب عن بال اللوبي اليهودي الذي بدوره شبه يسيطر على مقاليد الحكم في واشنطن. واللوبي الصهيوني مجموعة معينة لها مصالح مشتركة تتصف بالتنظيم الداخلي، وباستمرارية التوجهات القادرة على ترتيب الأولويات وفرضها، وممارسة الضغط أو النفوذ في التصويت ومراكز اتخاذ القرار بما يكفل تحقيق أهداف معينة أو منع اتخاذ قرار معين. ويتدخل اللوبي اليهودي في طبيعة المجتمع الأمريكي والنظام السياسي، وله القدرة على فرض مطالبه في مختلف الأوساط الأمريكية. كبريات الشركات وتحتل الجماعة اليهودية الأمريكية قمة الهرم الاجتماعي الأمريكي، يشكلون 34% من بين أغنى 475 عائلة أمريكية، يسيطرون على كبريات الشركات الصناعية والتجارية، التي تجد طريقها إلى مراكز صنع القرار السياسي. ويسلط اللوبي اليهودي الضوء على الكتب والمنشورات، ويمول باستمرار الدراسات والأبحاث، التي يشارك فيها عدد من الباحثين الأمريكيين المشهورين، تحت إشراف المعهد اليهودي لشئون الأمن القومي، الذي تتضمن أبحاثه الكثير من الدراسات والحلول، ويوفرها لكل من وزارة الدفاع والإدارة الأمريكية. أيباك كما يلعب اللوبي اليهودي وخاصة "إيباك" دورًا مهمًا في نظام الانتخابات في الولاياتالمتحدة، لا يهتم الناخب الأمريكي كثيرًا بقضايا السياسة الخارجية ولا يفهمها كثيرًا، لذا فإن أقلية مثل الجماعة اليهودية في الولاياتالمتحدة، تسعى جاهدةً لاستمرار الدعم والمساعدة للكيان الصهيوني، يمكنها أن تمارس نفوذًا قويًا في تحديد السياسة الخارجية الأمريكية. حاربت أيباك مشروع الدولة الفلسطينية، وفي عام 2011، وعندما أعلن الفلسطينيون بأنهم سوف يتقدمون بالْتماس إلى الأممالمتحدة لإقامة الدولة، ساعدت أيباك في إقناع 446 من أعضاء الكونجرس للمشاركة في رعاية قرارات معارضة لهذه الفكرة. قرارات مؤيدة للكيان وخلال العدوان الصهيوني على غزة، ضغطت أيباك باتجاه إرسال رسالة دعم من الحزبين الجمهوري والديمقراطي في الكونجرس لجميع الإجراءات الصهيونية.
كما تمكنت من تمرير قرارات مؤيدة للكيان الإسرائيلي بالإجماع. ولم يقتصر دور منظمة "أيباك" على تعزيز الدعم السياسي الأمريكي للكيان الصهيوني، فقد دفعت في ذات الوقت لزيادة الدعم المالي السنوي الذي تقدمه واشنطن لتل أبيب.