كقنبلة شديدة الانفجار، استمرت مواقع التواصل الاجتماعى، فى سخريتها من حكايات الأمن الهزلية بجانب تأكيدها من الإعلام الموالى للسلطة، الذى يخرج علينا هو الآخر بسيناريوهات أكثر من الأمنية المذكورة، والتى تصب فى نهاية الأمر، إلى أن جماعة الإخوان تريد هدم البلاد، والعسكر الذى يفعل ويسيطر على كل شئ، هو من ينقذها، جاء ذلك عقب الإعلان عن اعتقال عدد من جماعة الإخوان المسلمين، بتهمة "خلق مناخ تشاؤمى". ورغم مرور ما يقرب من اليومين على تلك القصة، إلا أن مواقع التواصل واصلت سخريتها من تلك الروايات عقب الخطاب الذى أدلى به "السيسى" أمس الإثنين، بمنطقة غيط العنب فى محافظة الإسكندرية، والذى طالب فيه المصريين بالعديد من الأمور، ولعل أبرزها، حث مديري البنوك بحجز جزء من أموال المودعين (الفكة)، وقال أنه لا يعلم الطريقة التى تتيح لهم فعل ذلك لكنه يريدها على أى حال. وتابع أن القوات المسلحة المصرية باستطاعتها أن تنتشر فى البلاد خلال 6 ساعات فقط، وهو ما جعل السخرية تشتعل لأمرين جديدين، أولهما لماذا يتم ذكر هذا، فى ظل أن الأجدر بالذكر أن يطمئن قائد الانقلاب العسكرى المواطنين عن عدد ساعات انتشار القوات المسلحة على الحدود مع الكيان الصهيونى، والمناطق الغربية والشرقية للبلاد إن تعاظمت الأمور، لكنهم واصلوا ما يفعلونه من سخرية، وقالوا أن "السيسى" قد خلق مناخ تفاؤلى فى البلاد عكس ما كان يفعله جماعة الإخوان المسلمين المعتقلين مؤخرًا. السخرية لم تقتصر على المنتمين للإخوان فحسب، بل امتدت لنشطاء التواصل الاجتماعي "فيس بوك وتويتر" الذين نصحوا ب"فرد الوجه" خوفًا من إلقاء القبض على أصحاب "الوجوه المتشائمة". وقالت الناشطة السياسية هبة دياب ساخرة من البيان: "إفرد وشك فربما تتمسك بتهمة نشر مناخ تشاؤمي". أما الناشط الحقوقي عمرو عبدالسلام فقال: "إن مكافحة التشاؤم من أجل التنمية والاستقرار بنشر غاز ثاني أكسيد الزغزغه". وقال الدكتور أيمن صادق، القيادي الإخواني: "بعد التفحيص والتمحيص والتفعيص والذي منه، صرحت مصادر مجهولة بجهات معرفشي ايه عليمه ببواطن الأمور وخفايا الدهور أن السبب الوحيد لغرق مركب رشيد هي الرياح المحبطه التى هبت بسبب ذيوع المناخ التشاؤمي الذي أشاعته الجماعة الإرهابية المهولة المرعبة". وأضاف ساخرًا: "وبالرغم من أنها تحارب بضراوة منذ ثلاث سنوات من الجيش والشرطة والقضاء والإعلام والمواطنين الشرفاء ، ونتج عن تلك الحرب الآف الشهداء والآف المعتقلين والآف المطاردين والمهاجرين". وتابع: "بالرغم من ذلك كله .. إلا أنها مازالت قادرة على إغراق المراكب واسقاط الطائرات وقلب القطارات واشعال الحرائق واحتكار الدولارات وهدم الاقتصاد وتخويف المستثمرين وعرقلة التنمية وخلق مناخ تشاؤمي". أما المهندس إيهاب شيحة، رئيس حزب "الأصالة" فقال إنه "تم اعتقال خلية اخوانية تهدف لتشويه الإنجازات وخلق مناخ تشاؤمى"، مضيفا: "إذن فلينتظر الشعب المصرى من اليوم الحياة الوردية ورغد العيش والنتائج المبهرة للتنمية فى كنف السيسى". من جهته، قال الدكتور عز الدين الكومي، إن "بيان الداخلية يريد صرف الأنظار عن فشل النظام في كل مناحي الحياة"، ملاحظًا أن "البيان لم يبين ما الطريقة التي يتم نشر التشاؤم بها ولكنها تصرفات وسلوكيات وممارسات النظام هي التي تنشر التشاؤم". وتابع : "المناخ التشاؤمي موجود من خلال التصريحات والبيانات الصادمة التي تصدر عن سلطة 3 يوليو وكذلك افتعال الأزمات وإيجاد حلول لها، كما حدث فى أزمة حليب الأطفال وأزمة استيراد القمح وكذلك الإعلام الفاشل وغربان الفضائيات والخوابير الإستراتيجيين، هم الذين سببوا الإحباط والتشاؤم وبل والانتحار لغالبية الشعب المصري". واستدرك: "وصل الأمر إلى أن التلفزيون يعرض مقابلة ل"السيسي" التي تمت العام الماضي ثم يخرج مصطفى بكرى ليقول عناصر الإخوان المندسة في التلفزيون هي التي فعلت ذلك". وأفادت وزارة الداخلية في بيان لها الأحد الماضى، بأن "معلومات توفرت لقطاع الأمن الوطنى بشأن تشكيل قيادات التنظيم الهاربين خارج البلاد كيان تحت مسمى (وحدة الأزمة)، يتمثل دوره فى إيجاد وسائل جديدة لاختلاق وإثارة الأزمات من خلال كوادره داخل البلاد". وأضاف البيان أنه "تم رصد أحد اللقاءات التنظيمية لعناصر هذا التحرك ومقر انعقاده بمركز شبين القناطر – محافظة القليوبية – لتدارس التكليفات الصادرة بشأن تنفيذ هذا المخطط". وجاء في البيان أنه "تم استهداف الوكر المُعد لعقد اللقاء التنظيمى (عقب استئذان نيابة أمن الدولة العليا) وضبط القيادى شعبان جميل عواد السيد (مطلوب ضبطه فى القضية رقم 4829/2016 إدارى قسم العبور) و11 من العناصر القيادية الإخوانية بالإضافة لخمسة آخرين اضطلعوا بتأمين اللقاء من الخارج وعُثر بحوزة أحدهم على "فرد خرطوش محلى الصنع وعدة طلقات". وزعم أنه بتفتيش مقر اللقاء عن العثور على مبالغ مالية وقدرها (70,40 ألف دولار أمريكى، 105,975 ألف جنيه مصرى).. كانت معدة للتوزيع على مسئولى لجنة الأزمة لتفعيل آليات عملها ومطبوعات تنظيمية تحتوى على هيكل وحدة الأزمات وآليات تحركها (إعلامياً وجماهيرياً) والمؤسسات والكيانات وكافة شرائح المجتمع التى تستهدفها الجماعة من خلال تصعيد المطالب الفئوية فى أوساطهم واستثمار القرارات الاقتصادية الأخيرة للتشكيك في قدرة الاقتصاد القومى وحث المواطنين على الوقوف فى وجه عملية الإصلاح الاقتصادى.