قال رجال أعمال قطريون إن إفشال محاولة الانقلاب في تركيا يعطي مؤشرا قويا حول التفاف الشعب التركي حول ديمقراطيته ونجاحات قيادته على الصعيد الاقتصادي. وأكدوا أن هذا الأمر الذي سيعزز من التوجهات القطرية للاستثمار في هذا البلد المميز على المستويات السياحية والاستثمارية، وفقا لصحيفة "العرب" القطرية. وشهدت العلاقات الاقتصادية بين الدوحةوأنقرة قفزات متوالية في السنوات الأخيرة، نتج عنها نمو حجم التجارة والاستثمارات المتبادلة فضلا عن تعداد السياح بالاتجاهين. وتحتل الاستثمارات القطرية في تركيا المرتبة الثانية بعد السعودية في حجمها والذي يتجاوز 20 مليار دولار، كما تعطي تركيا أهمية كبرى للاستثمارات المشتركة مع قطر، حيث إن الدوحة تمثل منفذا متميزا للعقود التجارية والإنشائية بالنسبة للشركات التركية. ويبدي المسؤولون الأتراك اهتماما متزايدا بالاستثمار في قطر، حيث تعمل نحو 60 شركة تركية كبيرة في السوق القطري حاليا، وقرابة 150 شركة صغيرة في مجالات المقاولات والإلكترونيات والتجارة على تنفيذ مشروعات في قطر تصل قيمتها إلى حوالي 14 مليار دولار معظمها تمت ترسيتها خلال السنوات العشر الأخيرة. واستأنفت كل من الخطوط الجوية القطرية والتركية رحلاتهما من الدوحة لمطارات اسطنبولوأنقرة مساء أمس عقب فشل محاولة الانقلاب العسكري. وكانت قطر أولى الداعمين للقيادة التركية فور وقوع عملية الانقلاب العسكري مساء يوم الجمعة الماضي. وقال رئيس تحرير صحيفة الشرق القطرية في تغريدة على "تويتر إن "أمير قطر هاتف أردوغان يهنأه على التفاف الشعب حول قيادته ضد الانقلاب الفاشل وجدد وقوف وتضامن قطر قيادة وشعبا مع تركيا الشقيقة. وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، في وقت متأخر من مساء يوم الجمعة الماضي، محاولة انقلابية فاشلة، نفذتها عناصر محدودة في الجيش، تتبع ل"الكيان الموازي" الإرهابية، حاولوا خلالها إغلاق الجسرين اللذين يربطان شطري مدينة إسطنبول، والسيطرة على مديرية الأمن فيها وبعض المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة، وفق تصريحات حكومية وشهود عيان.
وقوبلت المحاولة الانقلابية، باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات التركية، حيث توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان، ومديريات الأمن، ما أجبر آليات عسكرية حولها على الانسحاب مما ساهم في إفشال المحاولة الانقلابية.