المشكلة لم تكن يومًا متلخصة فقط فى الانقلاب العسكرى، أو حكم العسكر، بل المشكلة الأكبر والأعظم فى الوطن، هى التبعية الأمريكية الصهيونية التى تخطط وتعمل على زعزعه البلاد والحرص على أن لا يوجد أى شكل من أشكال الديمقراطية، أو التقدم فى مصر أو الوطن العربى والإسلامى بشكل عام، لهذا يا ثوار مصر يجب أن ننتبه للكارثة الأكبر التى تحاوطنا من كل اتجاه، ويجب علينا الجلوس سويًا ووضع آليات لمحاربة تلك التبعية التى ستستمر فى هدم أى تقدم ملحوظ تقدمه الثورة. هذا ملخص ما أعلنه حزب "الاستقلال" (العمل والعمل الجديد سابقًا)، منذ عدة سنوات، وتم إعلانه فى ميدان التحرير فى اللحظات الأولى لثورة الخامس والعشرين من يناير، ليتم التنبيه على المخاطر التى تواجه البلاد، والتى يجب أن نحدد كيفية التعامل معها قبل رحيل المخلوع مبارك، وهى ذات الدعوة التى استمرت بعد رحيله واعتلاء المجلس العسكرى سدة الحكم فى البلاد، والذى خرج فى العلن وأعلن ولائه لأمريكا والكيان الصهيونى، لكن الحرب المضادة على معسكر الثورة من الداخل والخارج، حالت دون أن يرى أحد ذلك، ليستمر الوضع كما هو عليه بل ليزداد سوء ونبقى على الوضع الحالى الذى يرفضه الجميع، وللأسف مازال معسكر الثورة يرى أن مشكلتنا الوحيدة تتلخص فى انقلاب عسكرى، أو حكم عسكرى مستبد، ولا يلتفت، إلى أن التبعية هى الحالة الوحيدة التى تخلق الاستبداد والفساد الذى نحن عليه الآن. زيارة وزير خارجية العسكر، سامح شكرى، فجر حالة من الغضب مؤخرًا، عقب زيارته الأخيرة للكيان الصهيونى، وهو ما جعل معسكر الثورة يدرك ولو قليلاً خطورة مثل تلك الزيارة على البلاد، وقام بتوجيه رسالة قوية للعسكر، اعتراضًا على ذلك الأمر والتداعيات المترتبة عليه. شريف الروبي، المتحدث باسم حركة "6إبريل - الجبهة الديمقراطية"، يقول إن "الحركة ترفض زيارة شكري للكيان الصهيوني، وترى أنه لايمثل الشعب المصرى ولا يمثل مصر إنما يمثل السلطة المنبطحة التى تحكم مصر بقوة السلاح وتتنازل عن أراضيها وعن كرامتها". وأضاف في تصريحات صحفية: "سيكون هناك رد فعل من جانب القوى السياسية والثورية والشعب اتجاه ذلك النظام المتطبع مع الكيان الصهيوني الإرهابى، فمصر فلسطين أرض واحدة والقدس عربية". ووجه "الروبي" رسالة إلي وزير الخارجية قائلًا: "إسرائيل إللي حضرتك رايح تزورها، هي نفس الدولة إلي حضرتك قولت أنها تدعم الإرهاب وقطر وحماس ومن أجل ذلك فى أحد المؤتمرات الصحفية، حملت مايك قناة الجزيرة القطرية وقمت بإلقائه على الأرض"، متابعًا: "بعد زيارتك للكيان الصهيونى هتحمل مايك قناة الجزيرة القطرية الخاص بإسرائيل وتضعه أمامك وتبوسه". من جانبه، رأى محمود عزت القيادي بحركة "الاشتراكيون الثوريون"، أن "الزيارة متفقة بشكل واضح مع طبيعة النظام الحاكم، مضيفًا: "النظام يقدم نفسه للمنطقة فى صورة أنه قادر على أن يحافظ على مصالح الكيان في المنطقة". وأشار عزت إلى أن "التصريحات بالتزام مصر باتفاقية "كامب ديفيد" ورغبتها في توسيع الاتفاقية، وضربه للأنفاق وفرضه الحصار على الشعب الفلسطينى هى قربان يقدم النظام للمجتمع الدولي". وقال إن "زيارة وزير الخارجية لإسرائيل تعتبر تمهيدًا لزيارة بنيامين نتنياهو رئيس وزراء الاحتلال للقاهرة قريبًا"، لافتًا إلى أن "النظام لديه القابلية للعداء مع الجميع فكل ما يهمه فقط مصالح الشخصية". والتقى وزير الخارجية سامح شكري رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو خلال زيارة نادرة لإسرائيل تهدف إلى إحياء عملية السلام المتوقفة بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وهي الزيارة الأولى التي يقوم بها وزير خارجية مصري منذ تسع سنوات بعد زيارة مماثلة لرام الله التقى فيها بالرئيس الفلسطيني محمود عباس يوم 29يونيو.