سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
زيارة "نتنياهو" لم تكن من أجل الماء فقط| الكيان الصهيونى يُحكم سيطرته على البحر الأحمر بقاعدة عسكرية كبيرة فى أرتيريا تمثل تهديدات مباشرة لمصر وحماية لسد النهضة ارتيريا حصلت على صفقة بمليار دولار مقابل القاعدة العسكرية
فى صاعقة فجرتها مصادر عسكرية بأفريقيا، أكدت أن زيارة رئيس وزراء الاحتلال الصهيونى بنيامين نتنياهو إلى أفريقيا لم تكن من أجل الماء فقط، بل امتدت لأبعاد أكثر خطورة، حيث قالت، أن الكيان نجح فى اقناع ارتيريا، بإقامة قاعدة عسكرية فى ميناء، مصوع، المطل على البحر الأحمر، مقابل صفقة أسلحة تقدر بمليار دولار، تتضمن 30 طائرة عسكرية من نوع ميج 29 و25 إضافة إلى تزويد سلاح المدرعات ب230 دبابة طراز تي 72 و62 وسنتوريوم، وهو ما اعتبره استراتيجيون بداية لقطع أطراف مصر الجنوبية من أجل فقدان سيطرتها على البحر الأحمر. وأكد خبراء فى الشأن الافريقى والصهيونى، أن خطورة توجه الكيان الصهيونى لدولة إريتريا، يأتي من أنها كانت تقف حجر عثرة أمام طموحات "إثيوبيا" الحليف الاستراتيجى للكيان فى صراعها المائى مع مصر. خطورة على الأمن القومى المصرى وأكد استراتيجيون أن تل أبيب قامت خلال الأشهر الأخيرة بعدة تحركات تجاه دولة إريتريا تمثل خطورة كبيرة على الأمن القومي المصري مستغلة حيلة التعاون العسكري والاستخباراتي ومد الجانب الإريتري بكل مستلزماته العسكرية، على أمل فرض هيمنتها المطلقة على المدخل الشمالي للبحر الأحمر ممثلا في ميناء إيلات، والمدخل الجنوبي عبر مضيق باب المندب، بهدف وقف الضغط الإريتري المساند لمصر فى أزمة سد النهضة، وذلك من خلال إقامة قواعد عسكرية في هذا المثلث الحيوى المطل على البحر الأحمر . ويمثل التوغل الصهيونى فى القاره السمراء هذه المرة استهدف "إريتريا" تلك الدولة التى تمثل لمصر ثقلا استراتيجيًا خاصًا، فتلك الدولة الحديثة ساعدتها مصر فى الانفصال عن إثيوبيا عام 1993، بعد انتفاضتها ضد حكومة أديس أبابا منذ 1965 تعرض خلالها شعبها للإبادة على يد ميليشيات الجيش الاثيوبي خلال ثمانينات وتسعينيات القرن الماضى، ولم تجد سوى اليد المصرية لتساعدها فى التخلص من الطغيان الاثيوبى . ولكن بسبب انشغال مصر طيلة العقدين الماضيين بملفات داخلية مثل توريث الحكم من حسني مبارك لنجله، اتخذ الكيان الصهيونى من اريتريا قاعدة ارتكاز بحري من خلال مواني عصب ومصوع وجزر دهلك، إلى جانب ارتكاز بري عن طريق إقامة محطات رصد واستطلاع في داخل الأراضي الإريترية وقاعدة جوية. "إرتيريا" أصبحت قاعدة عسكرية صهيونية وحسب تحقيق شامل، نشره موقع "البوابة نيوز" فإن الكارثة الآن أنه فى الأشهر الأخيرة فقط ومن خلال اتصالات مكثفة بين أسمرة وتل أبيب، أصبح الكيان الصهيونى المصدر الأول لتسليح الجيش الإريترى، مستعينة في ذلك بداهية صهيونية يعرف بالجنرال "موشي إسنيه" الذي شغل منصب وزير الدفاع سابقًا وتحول مؤخرًا إلى كبير موردى السلاح ومبعوث جيش الاحتلال لتزويد أفريقيا بالسلاح، وقد نجح بالفعل في تعزيز العلاقات بين الجانبين في الفترة الأخيرة من خلال خدعة التحالف العسكري والتكفل بمستلزمات إريتريا العسكرية . وبالفعل وفر الكيان لإريتريا 30 طائرة حربية، و15 طائرة طراز ميج 29، ومثلها ميج 25، إضافة إلى حوامات سكورسكس وبيل الأمريكية وطائرات استطلاع من نوع إسكاي سكان للاستطلاع البحري، وكذلك سفينة بحرية من طراز "علياه" وزوارق سريعة من نوع دفورا، إضافة إلى 150 دبابة من طراز تي 72 و62 اشترتهما وزارة الدفاع الصهيونية من أوكرانيا، و80 دبابة أخرى من طراز سنتوريوم البريطانية القديمة بعد إجراء تعديلات عليها . المفاجأة أن تلك الصفقات والمنح التي قدرها الجنرال الإسرائيلي "إسنية" بأكثر من مليار دولار، ليست لوجه الله وإنما في مقابل الحصول على قواعد عسكرية بحرية وجوية دائمة ومحطات للاستطلاع والرصد لخدمة قيادة العمق الإسرائيلية في مياه البحر الأحمر. الأدهى من ذلك أن التعاون الإسرائيلي الإريتري الجديد لم يتضمن فقط تقديم السلاح لإريتريا مقابل القواعد العسكرية، وإنما تضمن أيضا تعاونًا في نواحٍ أخرى على رأسها مواجهة ما وصفته إسرائيل ب"التهديدات القادمة من السودان" ضد التحالف مع الإيراني، وظهر ذلك جليًا بعد ضبط السفينة الإيرانية التي كانت تحمل شحنة أسلحة قادمة من إيران إلى بور سودان في طريقها إلى قطاع غزة . وقد أشرف على هذا الاتفاق، رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الجنرال "أفيف كوخفي" خلال زيارته الأخيرة لأسمرة خلال شهر مارس الماضي، مؤكدا أنه لترسيخ أسس التعاون الاستخباراتي بين الجانبين، وقد ساق كوخافى حججًا واهية لأهمية التواجد الإسرائيلي في تلك المنطقة، بقوله: إن منطقة شرقي السودان المجاورة لإريتريا تشكل تهديدًا لأمن إسرائيل بسبب شحنات الأسلحة القادمة من إيران إلى بورسودان ثم تذهب إلى غزة، وهو ما يستدعي التواجد الإسرائيلي في هذه المنطقة .