قال خبراء بالشأن الإفريقي والإسرائيلي إن الكيان الإسرائيلي نجح في إقامة قاعدة عسكرية بميناء "مصوع" المطل على البحر الأحمر بدولة إريتريا . وأضافوا أن القاعدة جاءت مقابل صفقة أسلحة تقدر بنحو مليار دولار تتضمن 30 طائرة عسكرية من نوع ميج 29 و25 إضافة إلى تزويد سلاح المدرعات ب230 دبابة طراز تي 72 و62 وسنتوريوم، وهو ما اعتبره استراتيجيون بداية لقطع أطراف مصر الجنوبية من أجل فقدان سيطرتها على البحر الأحمر. وتأتي خطورة التوجه الإسرائيلي لدولة إريتريا، من أنها كانت تقف حجر عثرة أمام طموحات "إثيوبيا" الحليف الاستراتيجي لإسرائيل في صراعها المائي مع مصر. وأكد استراتيجيون أن إسرائيل قامت خلال الأشهر الأخيرة بعدة تحركات تجاه دولة إريتريا تمثل خطورة كبيرة على الأمن القومي المصري مستغلة حيلة التعاون العسكري والاستخباراتي ومد الجانب الإريتري بكل مستلزماته العسكرية، على أمل فرض هيمنتها المطلقة على المدخل الشمالي للبحر الأحمر ممثلا في ميناء إيلات، والمدخل الجنوبي عبر مضيق باب المندب، بهدف وقف الضغط الإريتري المساند لمصر في أزمة سد النهضة. واستهدف التوغل الإسرائيلي في القاره السمراء هذه المرة "إريتريا" تلك الدولة التي تمثل لمصر ثقلا استراتيجيًا خاصًا، فتلك الدولة الحديثة ساعدتها مصر في الانفصال عن إثيوبيا عام 1993. وتصاعدت خطورة الأزمة في الأشهر الأخيرة فقط ومن خلال اتصالات مكثفة بين أسمرة وتل أبيب، أصبحت إسرائيل المصدر الأول لتسليح الجيش الإريتري. الصفقات والمنح التي قدمتها إسرائيل تجاوزت المليار دولار، في مقابل الحصول على قواعد عسكرية بحرية وجوية دائمة ومحطات للاستطلاع والرصد لخدمة قيادة العمق الإسرائيلي في مياه البحر الأحمر.