تمتلئ سجون الانقلاب بالعشرات من حرائر مصر اللواتي يعترضن على حكم العسكر، وتعد محافظة دمياط من أكثرالمحافظات التي تتعرض فتياتها للاعتقال على أيدي مليشيات الداخلية، فمن بين المعتقلاب "إسراء فرحات، فاطمة ترك، روضة خاطر، سارة رمضان، مريم ترك، خلود الفلاحجي، فاطمة عياد، حبيبة شتا، سارة حمدى، آية عمر" منهن 6 طالبات جامعيات واثنتين بالثانوية واثنتين خريجات متزوجات ولديهن أطفال رضع؛ اعتقلن في 5 مايو العام الماضي أثناءء مشاركتهن في مظاهرات رافضة للسيسي. أسر الفتيات بحتوا عليهن في كل الأماكن حتى تمكنوا من العثور عليهن في معسكر قوات الأمن المركزى على طريق دمياط الجديدة، ومنعت الشرطة المحامين والأهالى من التواصل معهن مطلقًا. وطالب أهالي دمياط بالإفراج عن بناتهن بشكل فوري وعاجل واحتشدوا في ميادين المحافظة وقاموا بقطع جميع الطرق المؤدية لمدينة دمياط، وطريق السكة الحديد الوحيد الواصل بين دمياط وباقى المحافظات، وتم قطع طريق ميدان سرور وطريق رأس البر- دمياط، قبل أن يتم الدفع بتعزيزات أمنية وفض التظاهرات. النيابة تلفق التهم للفتيات قامت نيابة الانقلاب بتوجيه إليهن العديد من الاتهامات، بالانضمام إلى جماعة إرهابية وقطع الطريق والتظاهر دون تصريح والتجمهر وحيازة أسلحة نارية والشروع في قتل 22 بينهم مجندون، والتعدى على قوات الأمن والتحريض على الجيش والشرطة وحيازة منشورات تحريضية ضد مؤسسات الدولة، ولازلن بالحبس الاحتياطى حتى الآن. الداخلية تفرق شمل المعتقلات في 9 من مايو العام الماضي، قامت الداخلية بترحيل عدد من الفتيات إلى سجن بور سعيد و 3 منهن رحلن إلى قسم شرطة كفر البطيخ؛ وبعد شهرين تقريبًا تم الإفراج عن 3 فقط والإبقاء على الأخريات داخل زانزين السيسي. الحرائر يطالبن بأداء امتحاناتهن والداخلية تتعسف تقدمت طالبتان منهن باعتذار عن أداء امتحان الثانوية العامة، في ظل حالة التعسف من قبل إدارة السجن، وهن روضة خاطر 18 عامًا والدتها مرشحة لمجلس الشعب سابقًا بدمياط، وإسراء فرحات 18 عامًا طالبة بمدرسة أم المؤمنين ومقيمة بقرية العنانية والدها معتقل منذ أكثر من عامين. كما طلبت كل من خلود الفلاحجى 20 عامًا طالبة فنون تطبيقية ونجلة شقيق النائب السابق محمد الفلاحجى، وسارة رمضان 21 عامًا طالبة بكلية التربية النوعية، وفاطمة ترك طالبة بكلية التربية، وسارة حمدى طالبة بكلية الصيدلة جامعة الأزهر، وحبيبة شتا 29 عامًا حاصلة على بكالوريوس، وآية عمر 19 عامًا كلية التجارة الفرقة الثانية، بطلبات لتأجيل الامتحانات بعد منعهن من المذاكرة والتعليم بالسجن وحبسهن مع الجنائيات. الداخلية تقتل الرُضع في السياق ذاته، منعت مليشيات الانقلاب فاطمة عياد 24 عامًا حاصلة على ليسانس الدراسات الإسلامية ومرشحة للتعيين بمنصب المعيد، من متابعة رضيعها "إياد" الذي لم يكمل عامه الثاني، ما لم يتم السماح ل"مريم ترك" من التواصل مع أسرتها وأطفالها "رغد وعادل". حملة "البنات لازم تخرج" ومركز النديم يطالبوا بخروج الفتيات من جهته أعلن عدد من النشطاء تنظيم حملة للمطالبة بالإفراج عن الفتيات المحتجزات تحت عنوان "البنات لازم تخرج"، عبر مواقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك " و"تويتر"، وأكدت الحملة أن فتيات دمياط تعرضن للتعذيب النفسى الشديد من قبل السجانات الجنائيات المحتجزات معهن وتوجيه اتهامات لهن ب"الإرهابيات" و"قاتلات الضباط"، إلى جانب منع خروج أية رسائل من الفتيات لأهاليهن حول أوضاعهن بالسجن. وعقدت حملة "البنات لازم تخرج" مؤتمرًا صحفيًا قبل أيام بمركز هشام مبارك للقانون بالتعاون مع مركز النديم لتأهيل ضحايا العنف والتعذيب، للتعريف بمعتقلات دمياط وقضيتهن، والمطالبة بالحرية لهن في القضايا الملفقة لهن - بحسب الحملة-. وناشد بيان الحملة، جميع المهتمين بشأن حقوق الإنسان داخل مصر وخارجه، بالتكاتف خلال الفترة المقبلة للحفاظ على مستقبل الفتيات المعتقلات، حيث قالت عايدة سيف الدولة عضو مركز النديم لتأهيل ضحايا العنف والتعذيب: "إن بنات دمياط تتم معاقبتهن دون فرصة للعرض على النيابة وحضور التحقيقات، مجرد قرار أمنى بالاحتفاظ بهم داخل السجن". وأضافت عايدة، "الدولة اعتبرت السجن غير كافٍ، وتعرضت مريم ترك لحرق منزلها وهي داخل السجن، فأى نوع هذا من العقاب ده شغل عصابات". وأشارت، إلى أن الفتيات المحتجزات بالحبس الاحتياطى، يفتقرن للرعاية الطبية خاصة في حاجة إحداهن لتدخل جراحى ولم تحول لمستشفي، معتبرة أن الدولة تحاول توصيل رسالة الحاكم بأمره، ولا وجود للقانون، وهذا ما كان واضحًا في قضية "معتقلى الأرض" وحبسهم بقرار من أمن الدولة بعد إخلاء سبيلهم من النيابة وتجديد حبسهم 15 يومًا. وفي السياق نفسه، قالت منى حامد، عضو مركز النديم، "إنه حتى الآن لا يعلم أحد ما هي التهمة التي استوجبت حبس 10 فتيات لمدة عام احتياطيًا وضربهن في الشارع واختفائهن قسريًا يومين، والجميع يعلم أن الاعتقالات عشوائية دون تهم، والحبس لم يوقف حياة المحبوس فقط ولكنه قضى على حياة أسر كاملة". وطالبت اعتماد زغلول منسقة حملة "البنات لازم تخرج" والدة الطالبة روضة خاطر إحدى المعتقلات في القضية، بإنشاء لجنة خاصة لامتحانات الثانوية العامة حتى يتسنى لابنتها روضة وزميلتها إسراء فرحات من أداء الامتحانات التى تخلفتا عنه العام الماضى بسبب الحبس. وأضافت: إنها تقدمت بطلب خاص بهذا الشأن إلى المحامى العام لنيابات بورسعيد، إلا أن طلبها قوبل بالتجاهل التام، مبديةً تخوّفها من أن يضيع على البنتين عامًا دراسيًا آخر بسبب عدم المبالاة التي تقول إنها السمة الأبرز تجاه أى خطوة يقومون بها للتخفيف عن المعتقلات أو عند المطالبة بحق لهن". وأوضحت، أن مريم ترك، أصيبت بجلطة فور علمها بأن قوات الأمن حرقت منزلها قبل شهر ونصف عندما داهمته بحثًا عن زوجها، على حد قولها، مضيفةً أن فاطمة تحتاج كذلك إلى إجراء عملية غدة وأن صحتها تزداد سوءًا يومًا بعد آخر ولكنها لا تجد لأناتها أذانًا صاغية. الداخلية تحرق منازل المعتقلات شهد يوم 21 مارس الماضي، احتراق منزل "مريم ترك"، حيث فوجئ أهالى قرية البصارطة بالنيران تشتعل في المنزل. وقال شهود عيان: "إن قوات أمنية هي من قامت بذلك بعد مداهمة المنزل بحثًا عن زوج المعتقلة مريم ترك. وأكدت الدة مريم، في تصريحات صحفية، أن قوات الأمن اقتحمت القرية وبدأت في حرق بيوت أهالى المحبوسين، موضحة أن هناك 3 بيوت حٌرقوا كان بها 8 شقق سكنية وهي شقة مريم ترك وحماتها وشقة "سامى الفار " المعتقل و"سالم عبده" والذى حُرق له ولأسرته 3 شقق سكنية. أمهات المعتقلات يروين مأسات بناتهن وروت والدة المعتقلة فاطمة عياد، قصتها قائلةً، "الفتيات لا يخرجن لجلسات المحاكمة، في القضية المزورة، وبدون أدلة اتهام، ومنذ شهر أكتوبر الماضى لم تخرج الفتيات من السجن لجلسات المحاكمة". وقالت والدة سارة حمدي، "ابنتى أصبحت تتمنى أن تعامل مثل الجنائيات من قبل إدارة السجن في الحصول على حقوقها والخروج لجلسات التجديد والوقوف أمام القاضى للدفاع عن نفسها، فهى محبوسة في عنبر جرائم النفس مع 36 جنائية داخل الزنزانة، ولم تحضر جلسات التجديد الخاصة بها". وأضافت، "عند زيارة المجلس القومى لحقوق الإنسان للسجن، هددتهن الإدارة، هتقعدوا مع حقوق الإنسان 5 دقايق، وقاعدين معانا على طول، ومُنعوهن من الحديث عن تدهور حالتهن الصحية.