فى واقع جديد من ظهور رجال دولة المخلوع مبارك، الذين دعموا وساندوا الانقلاب العسكرى منذ بدايته، خرج الكاتب الصحفى محمد على إبراهيم رئيس تحرير صحيفة الجمهورية الأسبق، ليشن هجوم حاد على قائده عبدالفتاح السيسى، بسبب خطاباته التى وصفها بالهزلية والتى فضحت تناقضة عند مقارنتها بالأرقام الرسمية، مشيرًا إلى أن "السيسى" فقد تركيزه وأصبح يهذى فى أغلب خطاباته. وقال الكاتب فى مقاله الذى نشر اليوم الإثنين بصحيفة "المصري اليوم" تعليقًا على تصريحات قائد الانقلاب العسكرى عبدالفتاح السيسى، بأن مصر "شبه دولة". إلى نص المقال إن ما قاله السيسى اتهام خطير لمصر من السيسي رغم أنه في يوم 16 مارس 2016 أي قبل 50 يوما أعلن أن مصر دولة قوية وقوة إقليمية تدافع ولا تعتدى والعالم كله ينظر إلينا باحترام، وذلك أثناء حضوره تدريبات "ذات الصوارى" البحرية في الإسكندرية!.
وأضاف إبراهيم أن "السيسي عندما يغضب ينسى.. يفقد تركيزه.. تتداخل خطاباته السابقة مع اللاحقة، فلا تعرف إلى أيها تستند.. ومن أيها نستخلص الدروس.. المهم أنه في نفس خطاب 5 مايو قال إن مسؤولا أجنبيا كبيرا أبدى إعجابه بإدارة الأمور في بلادنا.. وأصبحنا دولة قانون ومؤسسات يحترمها العالم!".
وتساءل إبراهيم "ما هذا التناقض.. كيف تكون مصر دولة يحترمها العالم كما يقول الإعلام الحكومى والسيسي نفسه في زياراته الخارجية ثم يخاطب شعبه قائلا إننا "شبه دولة".. عفوا أصدقك إزاى يا ريس.. هل أصدقك وأنت غاضب.. أم وأنت راض.. هذا اعتراف خطير يصدر لأول مرة في التاريخ من حاكم مصري.. لم يقلها تشرشل وشعبه في الملاجئ أيام الحرب العالمية الثانية.. أو يتفوه بها الرئيس روزفلت واليابان تدك الأسطول الأمريكى في بيرل هاربور.. لم يتجرأ عبدالناصر وهو مهزوم أن يقولها عن مصر التي أصبحت تحت الاحتلال عام 1967.. إذا كنا شبه دولة فعفوا أنت السبب!".
وتابع: "السيسي غاضب من المصريين.. يشعر أننا شعب نمرود قليل الصبر.. لا نُسبح بحمده بعد أن أنقذنا من مصير سوريا والعراق.. نحن لا نملك إلا الكلمة.. إذا كانت نورا استفد بها.. وإذا كانت قبرا ادفنا فيها.. ضحى جيلى في أكتوبر 1973.. لم نحصل على شقق وامتيازات وبدلات وقصور.. كنا نثق في الله وفى مصر..يا ريس عندما تكون غاضبا يصبح وقع كلامك غليظا.. عصاك التي تعايرنا بها دائما بأنك حمتنا من مصير سوريا والعراق مردود عليها أن هذا واجبك.. لا تتفضل علينا فنحن الذين فوضناك وانتخبناك.. وإذا كنت ترى أننا غير جديرين بك تخلص منا".
وأشار إبراهيم إلى أن وزير خارجية السيسي سامح شكرى صرح مؤخرا بأن سد النهضة أصبح واقعا، و"أنه "حيتبنى حيتبنى" وعلينا أن نبحث تقليل آثاره.. نعم مصر شبه دولة في عهدك لأنكم تركتم إثيوبيا تتلاعب بنا كيفما شاء لها الهوى، وتبنى سدها رغما عن إرادة أكبر دولة أفريقية بسبب الروح الانهزامية! تصريحات حكومتك.. وأحيانا سيادتك تؤكد أننا في أيدى «هواة» سياسة.. ومسؤولين تحت التمرين.. نعمل إيه.. إثيوبيا ستدير السد وحدها وترفض الآن أي تغييرات في مواصفاته أو تخزينه.. من الذي حولنا لشبه دولة؟!".
وتابع: "مصيبة أخرى.. هي السياسة التي اتبعتها وزارة الزراعة مع الفلاحين في محصول القمح.. أصبحت أجولة القمح مكدسة في بيوت الفلاحين لا تجد من يشتريها.. توريد القمح أصبح رحلة عذاب.. نهنئك على مشروع الفرافرة.. وننبهك إلى أن الفلاحين لن يزرعوا قمحا مرة أخرى فقد «اتخربت» بيوتهم هذا العام.. الأسعار انخفضت.. والمحصول في الشوارع.. الصوامع معظمها تالف أو مغلق.. وقانون الحيازة الزراعية الجديد تسبب في تكدس الأجولة في المنازل".
وقال إبراهيم "إذا كانت مصر شبه دولة فهناك عدة أسباب منها مثلا تعدد مراكز القوى حول السيسي.. بعضها يدخل في صراع مع البعض الآخر.. وهذا يسىء له إذا كان لا يعلم، أما إذا كان يعلم فتلك المصيبة الكبرى.. وللأسف هذا الصراع ليس لصالح الوطن.. لكنه تنافس على أيهما يستطيع قمع أي معارضة.. وأحيانا يتجاوز الأمر إلى فضيحة.. اقتحام نقابة الصحفيين كان يمكن أن يتم القبض على الزميلين بهدوء وبألف طريقة والوقائع السابقة كثيرة.. إن ما حدث في النقابة أفقد النظام أقلاما محترمة ووضعها في موقف محرج.. فإما أن تنحاز للنظام فتخسر زملاءها.. أو تنحاز للزملاء فتفقد النظام".
وقال "هناك استنتاج آخر أتمنى أن أكون مخطئا فيه، وهو أن أزمة اقتحام نقابة الصحفيين ربما تكون مقصودة ومدبرة للتغطية على الإخراج السيئ جدا سياسيا وإعلاميا وحكوميا بخصوص مشكلة تبعية جزيرتى تيران وصنافير.. هنا أقول لك معك حق فالدولة التي لا تعرف إدارة الأزمات باحتراف وبهدوء.. وليس بالتهديد والوعيد هي شبه دولة"، موضحا أن الدولة التي يطالب رئيسها شعبه بألا يسمع كلام أحد غيره هي شبه دولة.. مصر عمرها 7 آلاف عام أنجبت العظماء والقادة والمبدعين والفنانين والشعراء وبالتالى لا يمكن أن تلغى عقلها بالأمر.. الاختلاف طبيعة بشرية يقول المولى عز وجل في كتابه «لو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا».. البشر اختلفوا على الأنبياء فلماذا لا نختلف مع الرؤساء.
وتابع: "عبقرية الشعوب في التنوع والاختلاف والتعددية وليس بالصوت الواحد.. ورغم أنك الفيلسوف الذي يشيد به العالم، إلا أن واقعنا كما هو.. فلا شرطة أصلحت.. لا دينا جددت.. لا فكرا حميت.. لا محليات طهرت.. المرور يتدهور.. الأخطر أنك استهنت بشعب تحمل رفع أسعار الغذاء والخدمات وتدهور التعليم والعلاج.. للأسف أصبحت أحيانا تتكلم مثل الذين حكمونا بأمر الله". واختتم إبراهيم مقاله قائلا: "لقد أهدانا السيسي برلمانا بلا معارضة ويسبح بحمده .. فعلى الأقل أسمح بمعارضة موازية في الصحافة والإعلام حتى نصبح دولة.. وأرجوك تخل عن الارتجال.. ولا تفرق بين مصريين «مواطنين شرفاء».. وآخرين ألصقتم بهم العمالة والارتزاق والخيانة والتمويل الأجنبى.. وإذا كانوا لذلك فلماذا لا تحاكموهم!".