خرج العشرات من المسيرات والمظاهرات في سوريا للجمعة الثانية بعد الهدنة، رافعة شعارات مطالبة إسقاط النظام وتجديد لعهد مع الثورة السلمية. وانخرطت في مسيرات الجمعة التي انطلقت بعد الصلاة، كبرى المدن السورية، الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة مثل حلب وحمص ودمشق وغوطتها وإدلب وحوران وغيرها من المدن الصغيرة والأرياف. حمص لأول مرة منذ عامين خرج عدد من أبناء الوعر في مدينة حمص، بمظاهرة حاشدة، نادت بإسقاط النظام السوري، وإطلاق سراح المعتقلين. وانطلقت المظاهرة من مساجد الحي بعد صلاة الجمعة، تحت مسمى "تجديد العهد"، بالتوازي مع عشرات المظاهرات في أنحاء عدة في سوريا. ورفع المتظاهرون أعلام الثورة السورية، ولافتات نادت بإسقاط النظام، في ظاهرة عودة الحراك السلمي للشوارع والساحات، الأمر إلي اعتبره ناشطون تصحيحا لمسيرة الثورة. وأكد متظاهرو حي الوعر على ضرورة إخراج كافة المعتقلين، كأحد شروط الهدنة المفروضة منذ مطلع العام، ومشيرين إلى عدم التزام النظام بتنفيذه حتى اللحظة، الأمر الذي ينذر بفشلها مرة أخرى. ويعد حي الوعر، من آخر الأحياء الخاضعة للمعارضة في مدينة حمص، عقب خروج مقاتلي الجيش الحر من أحياء حمص القديمة في أيار 2014. حلب وبث ناشطون محليون، على الإنترنت، مقاطع مصورة تظهر المئات وهم يهتفون برحيل نظام الأسد، في حي السكري بمدينة حلب. كما بث ناشطون محليون صورا تظهر الآلاف يتظاهرون، مطالبين برحيل النظام، وتوحد فصائل "الجيش الحر" في مدن إعزاز والأتارب بريف حلب. وخرجت التظاهرات بعد ظهر اليوم الجمعة، استجابة لدعوة الخروج للتظاهر التي أطلقها ناشطون معارضون للنظام السوري، تحت شعار: "جمعة تجديد العهد"، في إشارة إلى تجديد عهد المتظاهرين بعدم التوقف عن التظاهر قبل إسقاط نظام بشار الأسد. غوطة دمشق دعا المتظاهرون إلى توحيد صفوف المعارضة، وسط ترديد هتافات تحد للنظام، من قبيل "الشعب يريد إسقاط النظام"، و"ارحل ارحل يا بشار"، و"في الغوطة الشرقية أسود"، كما نددوا بالغارات الروسية. قال أحمد مراد، أحد المشاركين في مظاهرات الغوطة الشرقية، إنه "رغم الغارات التي استهدفت دوما، وأسفرت عن مقتل ستة أشخاص، شاركنا في مظاهراتنا". وأضاف مراد"خرجنا إلى الشوارع كما كنا في اليوم الأول من الثورة، وطالبنا بالحرية، وإسقاط النظام، وإدخال المساعدات إلى الغوطة المحاصرة". يشار أن المظاهرات انقطعت قبل نحو 3 سنوات بسبب لجوء قوات النظام إلى الخيار العسكري، واستخدام الأسلحة الثقيلة في مواجة المظاهرات. أعزاز وأحرار الشام شهدت مظاهرة اعزاز في ريف حلب الشمالي، الجمعة 11 آذار، مشاركة قياديين بارزين في حركة أحرار الشام الإسلامية. وشارك كل من أبو عزام الأنصاري، عضو المكتب السياسي في الحركة، إلى جانب حسام سلامة (أبو بكر)، القيادي العسكري البارز فيها، في مظاهرات المدينة الحدودية مع تركيا. ونادى المتظاهرون بإسقاط النظام السوري، وضرورة الاستمرار بالثورة ضده، ورفعوا أعلام الثورة السورية، في مشهد تكرر في عدة مدن وبلدات سورية، اليوم. جبهة النصرة اقتحمت مجموعة تنتمي إلى جبهة النصرة، مظاهرة شعبية في مدينة معرة النعمان بريف إدلب، خرجت عقب صلاة الجمعة، وفرقتها بالقوة. وروى شاهد عيان لعنب بلدي، أن نحو خمسين عنصرا من جبهة النصرة اقتحموا المظاهرة التي خرجت منادية بإسقاط النظام، ورفعت أعلام الثورة، الجمعة 11 آذار. "جبهة النصرة" رفعوا راياتهم ونادوا بإسقاط الهدنة مع النظام السوري، وحاولوا السيطرة على الإذاعة التي يهتف من خلالها ناشطو المدينة. لم تستمر المظاهرة بعد ذلك، وبارد عناصر النصرة إلى ضرب المتظاهرين بالعصي، ما أدى إلى تفرقها خشية تطور الأحداث، بحسب الشاهد.