استغل المئات من السوريين في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة والمشمولة باتفاق وقف الأعمال القتالية الهدنة للخروج في تظاهرات في محافظات عدة، بعد توقف استمر نحو ثلاث سنوات، متخذين عنوان “الثورة مستمرة” شعارا لتحركاتهم. وقال الخطاط أبو نديم إثر الإنتهاء من إعداد لافتة كبيرة حملها متظاهرون في الأحياء الشرقية في مدينة حلب، لوكالة فرانس برس “غابت التظاهرات السلمية لفترة ومع الهدنة التي حدثت، باتت لدينا فرصة للتعبير عن السبب الذي خرجنا من أجله وهو إسقاط النظام، ولنظهر للعالم أننا لسنا عصابات مسلحة، بل نحن شعب يطالب بالحرية واسقاط النظام”. وبدأ تطبيق اتفاق وقف الأعمال القتالية في مناطق سورية عدة قبل أسبوع، ويستثني الإتفاق تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة، لتقتصر المناطق المعنية بالهدنة عمليا على الجزء الأكبر من ريف دمشق، ومحافظة درعا جنوبا، وريف حمص الشمالي وريف حماة الشمالي (وسط)، ومدينة حلب وبعض مناطق ريفها الغربي، واللاذقية (غرب). وعند اندلاع الاحتجاجات ضد النظام السوري في منتصف مارس 2011، اعتاد السوريون الخروج في تظاهرات أسبوعية كل يوم جمعة، تحت شعار موحد، مطالبين باسقاط النظام. لكن هذه التظاهرات التي سار فيها عشرات الالاف تراجعت وتيرتها في العام 2013، تحت وطأة القصف والغارات والبراميل المتفجرة التي اوقعت الاف القتلى. وتحت شعار “الثورة مستمرة”، خرج المئات اليوم في حلب، كما في مدن تلبيسة في محافظة حمص (وسط) ودرعا (جنوب) ودوما في ريف دمشق، وحملوا أعلام الثورة السورية مرددين هتافات مطالبة برحيل الرئيس السوري بشار الأسد. وحمل المتظاهرون في حلب لافتة كبيرة كتب عليها “عاشت سوريا ويسقط الأسد”، مرددين شعارات عدة أبرزها “الحرية صارت عالباب”. وقال مراسل لفرانس برس إن المتظاهرين وخلال مرورهم في حي محاذ لأحياء تحت سيطرة قوات النظام تعرضوا لإطلاق نار من أحد القناصة التابعين لقوات النظام من دون تسجيل أي خسائر. وفي تلبيسة، تجمع العشرات من الرجال والأطفال، ورفع أحدهم لافتة كتب عليها “خلص الكلام الشعب يريد اسقاط النظام”. وقال الناشط في تلبيسة حسان أبو نوح لفرانس برس عبر الهاتف “يمكن القول إننا عدنا إلى البداية”، موضحا أن “التظاهرة الأخيرة في المدينة خرجت منتصف العام 2012، تاريخ بدء القصف الجوي والمدفعي الذي منع الناس من التجمع في الشوارع″. وأضاف أبو نوح بتأثر واضح “هاك فرحة كبيرة جدا ولكن هناك غصة أيضا، الناس يبكون، العديد من الشبان الذين تظاهروا معنا استشهدوا”. وتابع “منذ ثلاث سنوات لم نخرج إلى الشارع ولشدة فرحنا بدأنا نرقص”. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الجمعة عن خروج المئات من المتظاهرين في مدن إعزاز والأتارب في محافظة حلب ودرعا ونوى في الجنوب، وبلدة دير العصافير ومدينة دوما في ريف دمشق، بالإضافة إلى بلدات جرجناز وسراقب ومدينة معرة النعمان في ريف إدلب (شمال غرب).