على ما يبدوا أن المشاريع الوهمية التى خدع "السيسى" مؤيدية، لم تكن شئ ينصفه ويؤكد على ولائهم له، فقد باتت مثال حى على البركان الذى ينفجر بوجهة ويأتى بنتائج عكسية، تعُجل من الانفجار الشعبى بوجهة وعلى رجاله. فبعد توزيع "الفنكوش" على عقول المصريين، بداية من مشاريع المؤتمر الاقتصادى الذى يقارب على العام، ولم يتحقق منه شئ، إلى تفريعة قناة السويس، التى من المفترض أن تضخ مليارات الدولارات كما وعد "السيسى" ومميش، فى أكثر من مناسبة، وحذرنا مرارًا وتكرارًا أنه فنكوش كبير تم دون دراسة أو رؤية، لكن الحشد الإعلامى الذى قام به العسكر كان أكبر قليلاً. فالمشروع الأكبر الذى أعلن عن قائد الانقلاب العسكرى، (تفريعة قناة السويس)، بات بركان ينفجر فى الحظة مئات المرات فى وجه العسكر، ومن دافعوا عنه زورًا، بعدما تم الكشف عن أن العديد من سفن الشحن العالمية، تتجنب الآن عبور قناة السويس، وتفضل الدوران حول أفريقيا للوصول إلى أوروبا والأمريكتين، حسب التقارير الدولية المعنية بالملاحة. وبحسب تقرير أيضًا أذاعتة فضائية "سى إن إن" الأمريكية الشهيرة، فإن الانخفاض الحاد الذى كان متوقعًا، جعل شركات الشحن العالمية تفضل استخدام طريق رأس الرجاء الصالح لتجنب المرور ودفع رسوم العبور المكلفة للقناة، حسب الفضائية، التى أكدت أيضًا أن هذا كان متوقعًا. ويقول خبراء إن هذا التطور الذى كان مرجحًا فى السابق يضع يضع "السيسى" وحكومتة في ورطة حقيقية، فهي من ناحية ستكون مضطرة لتخفيض الرسوم الضخمة التي تحصل عليها من السفن العابرة لقناة السويس لتجاوز هذه الأزمة، لكنها بذلك ستزيد من متاعب الاقتصاد المصري المتردي والذي يعاني من نقص كبير في النقد الأجنبي. الطريق الأطول بات أفضل وأوضح التقرير، الذي أعدته مؤسسة "سي إنتل" المتخصصة في دراسات الملاحة البحرية، أن السفن أصبح بإمكانها الإبحار في هذا الطريق الأطول بسبب انخفاض أسعار الوقود، كما يمكنها في بعض الأحيان زيادة سرعتها لتصل إلى وجهتها في المدة نفسها التي تستغرقها في حالة استخدام قناة السويس. وأكد التقرير أن 115 سفينة شحن تنقل البضائع من آسيا إلى شمال أوروبا والولاياتالمتحدة سلكت طريق رأس الرجاء الصالح منذ شهر أكتوبر الماضي أثناء عودتها إلى آسيا بدلا من المرور بقناة السويس. وقالت مؤسسة "سي إنتل" إن استخدام طريق رأس الرجاء الصالح أصبح يوفر لشركات الشحن نحو 235 ألف دولار في كل رحلة بحرية، وهو مبلغ كبير في ظل الأزمات الاقتصادية التي تعاني منها بعض الشركات. خفضوا الرسوم للنصف وأوضحت مؤسسة "سي إنتل" في تقريرها أن سفن الحاويات التي تبحر من آسيا إلى الولاياتالمتحدة تدفع نحو 465 ألف دولار للعبور عبر قناة السويس، وهو ما يجعلها ذات قيمة كبيرة للقناة، مشيرة إلى أن القناة إذا كانت ترغب في تجاوز هذه الأزمة وجذب السفن للعبور بها فإن عليها تخفيض رسوم العبور بنسبة 50%. وتعد قناة السويس من أهم مصادر مصر من العملات الأجنبية بجانب تحويلات المصريين في الخارج، وقطاع السياحة الذي يواجه أزمة طاحنة منذ خمس سنوات. وأعلنت هيئة قناة السويس في تقرير صادر عنها الشهر الماضي إن عدد السفن التي مرت عبر القناة خلال عام 2015 بلغ 17.483 ألف سفينة بارتفاع قدره 2% مقارنة بعام 2014، لكن ناقلات البضائع السائبة انخفضت بنسبة 5.7% كما تراجعت سفن الحاويات بمعدل 3.1% على التوالي. تأكيد فشل السيسي وأثبتت هذه التطورات فشل مشروع قناة السويس الجديدة التي تم افتتاحها في شهر أغسطس الماضي، وروج لها نظام قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي باعتباره أحد أهم المشروعات في تاريخ البشرية، وبأنه سينقل الاقتصاد المصري إلى آفاق أرحب، لكن الأيام أثبتت أن إيرادات القناة لن تزيد، بل قد تتراجع بشكل كبير عما هي عليه الآن. وكانت حكومة السيسي قد أنفقت نحو 8 مليارات دولار (أي ما يزيد عن 70 مليار جنيه مصري) في حفر تفريعة جديدة لقناة السويس حتى تعمل في الاتجاهين لتخفيض وقت انتظار السفن الذي كان يتراوح بين سبع وثماني ساعات قبل عبور الممر الملاحي. وقال السيسي في أكثر من مناسبة إن هذا المشروع العملاق الجديد يمثل هدية من مصر للعالم، مؤكدا أن شق التفريعة الجديدة سيؤدي إلى زيادة هائلة في إيرادات قناة السويس. وكان الفريق مهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس، قد أعلن مطلع الأسبوع الجاري أن مصر قررت تأجيل رفع قيمة رسوم عبور قناة السويس إلى شهر سبتمبر المقبل بسبب تباطؤ الاقتصاد العالمي.