حذر خبراء اقتصاديون من أن قناة السويس سوف تتأثر بسبب انخفاض أسعار النفط، مما يدفع شركات الملاحة للابتعاد عن القناة وتغيير اتجاهات السفن، لارتفاع تكلفة رسوم المرور بها، ما يمثل أزمة جديدة تهدد الاقتصاد المصري. واقترح الخبراء على الفريق مهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس تخفيض قيمة الرسوم بنحو 50%، حتى لا تلجأ السفن إلى الطريق البديل وهو رأس الرجاء الصالح. وكان تقرير صادر من مؤسسة "سي إنتل" المختصة بتحليلات التجارة البحرية كشف أن 115 سفينة تنقل البضائع من آسيا إلى شمال أوروبا والولايات المتحدة والساحل الشرقي فضلت الإبحار حول إفريقيا في طريق العودة بدلًا من العبور من القناة. وأضاف: "انخفاض أسعار النفط يعني أن السفن قادرة على اتخاذ الطرق الطويلة وبسرعة أكبر، وهو ما يستغرق الوقت نفسه في حال استخدام القناة، ووفقًا للتقرير فإن استخدام طريق رأس الرجاء الصالح سوف يوفر 235000 دولار في الرحلة، وهو ما يعد دفعة قوية للشركات التي تعاني من ضائقة مالية، وفي حال الإبحار بسرعة أقل فإن الرحلة ستوفر مبلغ أكبر من 235000 دولار". وأوصى تقرير "سي إنتل" الحكومة المصرية بأن تخفض من رسوم العبور بنسبة 50بالمائة من أجل المنافسة مع الطريق الذي تم إحياؤه مؤخرًا. وقال الدكتور عادل عامر الخبير الاقتصادي، إن "قناة السويس أحد أهم المصادر الأساسية للعملة الصعبة، إلى جانب الصادرات، وتحويلات المصريين في الخارج، والاستثمارات الأجنبية، والسياحة وانخفاض أسعار النفط سوف يدفع شركات الملاحة للابتعاد عن قناة السويس لارتفاع تكلفة رسوم المرور بالقناة، وبالتالي هذا سيمثل أزمة جديدة تهدد الاقتصاد المصري ويكون عبئا إضافيا على البلاد التي تعاني من نقص حاد في النقد الأجنبي". وأضاف عامر ل "المصريون"، أن "رسوم الشحن إلى أوروبا تساوي ضعف التكلفة إلى الجنوب مما أدى لاتجاه السفن للمرور عبر طريق رأس الرجاء الصالح". وطالب الخبير الاقتصادي، هيئة القناة السويس بتخفيض قيمة الرسوم مرور السفن بنحو 50%، "حتى لا تلجأ السفن إلى الطريق البديل وهو رأس رجاء الصالح، بعد أن تراجعت إيرادات القناة في الفترة الأخيرة بنسبة 9.3 % خلال أغسطس الماضي، لتصل إلى 462.1 مليون دولار، وذلك بالمقارنة مع الشهر نفسه من العام الماضي، الذي بلغت إيراداته 510 ملايين دولار، وبالتالي انخفاض الرسوم سوف ينعش من إيرادات القناة في الوقت الذي يعانى فيه العالم من الأزمة الاقتصادية". من جانبه، قال الدكتور حمدي عبد العظيم، الخبير الاقتصادي، إن "انخفاض أسعار النفط سوف يمنع سفن الشحن من المرور عبر قناة السويس لتجنب الرسوم المكلفة، وبالتالي سوف يستخدمون طريق رأس الرجاء الصالح البديل للقناة، وهذا سوف يؤدى إلى تراجع إيرادات القناة، مما يؤثر على الاقتصاد المصري". وتابع: "في حالة تراجع أسعار النفط سيكون عبئًا على السفن الناقلة، لتجنب دفع رسوم المرور، أما في حالة ارتفاع أسعاره فإن السفن تفضل المرور من القناة لاختصار الوقت دون الاكتراث بالرسوم التي ستدفعها". واستدرك قائلاً: "إيرادات قناة السويس مرتبطة بحركة التجارة الدولية وليس بعدد السفن المارة في القناة, والعبرة تكون بحمولة هذه السفن ونوعيتها, لأن الإيرادات الحقيقية ترتفع بحسب حجم الحمولة ونوعيتها, وليس بأعداد السفن". وأشار إلى أن "نحو 10% من السفن المارة من قناة السويس سواء كانت قادمة من الشمال أو الجنوب, لا تحتوى على حمولة, بسبب تفريغها للحمولة في دولة معينة ثم تعاود الرجوع إلى موطنها, وبالتالي فإن رسوم مرورها قليلة جدًا، خاصة أن السفن المارة في القناة تتنوع ما بين "الصب والحاويات والغاز المسال وناقلات البترول والركاب".