أحصت منظمة أطباء بلا حدود سبعة آلاف قتيل وحوالي 155 ألف جريح عام 2015 في المرافق الطبية التي تدعمها في سوريا، نتيجة النزاع المدمر المتواصل منذ خمس سنوات، بحسب تقرير أصدرته الخميس. وذكرت المنظمة غير الحكومية أن هذه الحصيلة "مدعاة للقلق"، لا سيما أن "عدد المرافق المدعومة من منظمة أطباء بلا حدود ما هي إلا جزء صغير من المرافق الطبية المؤقتة والرسمية في سوريا". وشدد التقرير بالتالي على أن هذه الأعداد ما هي إلا "نموذج صغير نسبيا عن مدى الأضرار الحقيقية الناجمة عن الحرب". ويشكل الأطفال 40% من الضحايا والنساء 30%، ما يشير بحسب أطباء بلا حدود إلى أن "المناطق المدنية تتعرض باستمرار للقصف الجوي وغيره من أشكال الهجوم". وأوضح التقرير أن النسبة العالية من الوفيات والإصابات المسجلة "تتزامن مع الهجمات العسكرية وتدخل القوات الجوية الروسية والبريطانية والفرنسية التي انضمت إلى حملات القصف في سوريا". وأفاد التقرير عن "94 هجوما جويا وقصفا مدفعيا على 63 مرفقا طبيا مدعوما من أطباء بلا حدود" عام 2015، ما تسبب بدمار كامل ل12 منها وأدى إلى سقوط 81 موظفا في الطواقم الطبية المدعومة من المنظمة بين قتيل وجريح. وجاء في تقرير المنظمة "بعد خمس سنوات من الحرب دمرت البنى التحتية الصحية في سوريا"، مشيرة أيضا إلى "تقليص الإمدادات إلى المرافق التي بقيت مفتوحة إلى أدنى حد ممكن نتيجة استراتيجيات الحصار والقيود الصارمة". وتعرضت خمسة مرافق طبية أحدها مدعوم من أطباء بلا حدود ومدرستان في حلب وأدلب (شمال) لقصف صاروخي الإثنين ما أدى إلى سقوط حوالى خمسين قتيلا والعديد من الجرحى، بحسب الأممالمتحدة. كما نددت المنظمة ب "الهجمات المزدوجة" التي يتم فيها استهداف الطواقم الطبية والهيئات الصحية بعد مضي وقت قصير على هجوم أول، ما يتزامن مع وصول فرق الإنقاذ إلى المكان ونقل الجرحى إلى المراكز الصحية. وأكد التقرير أنه "يتم انتهاك الالتزام بحماية المدنيين من عنف الحرب، ويتم انتهاك القانون الدولي الإنساني"، مشيراً إلى الحالات التي يتم فيها "عمدا" استهداف البنى التحتية المدنية كالمدارس أو الجوامع أو العيادات أو الأسواق. وبعد إحصاء عدد من الهجمات التي يشتبه بأنها "مزدوجة"، ذكر التقرير أن هذه الهجمات "تتخطى العنف العشوائي مستعملة الهجمات ضد عاملي الانقاذ ومنهم فرق الاستجابة الطبية كوسيلة حرب". وإلى أعداد القتلى والجرحى، نددت المنظمة ب"التجويع" نتيجة للحصار المفروض على بعض المناطق في سوريا، وهو ما أدى حسب أرقامها، إلى وفاة 49 شخصا بين الأول من ديسمبر/كانون الأول و29 يناير/كانون الثاني في بلدة مضايا الواقعة في ريف دمشق. وحول مضايا المحاصرة من الجيش السوري، قال التقرير "لم يسمح للإمدادات الطبية والغذائية بالدخول من أكتوبر/تشرين الأول إلى ديسمبر/كانون الأول" إلى البلدة، "كما لم يسمح بإجلاء الحالات الطبية التي تحتاج إلى علاجات منقذة للحياة".