ذكرت شركة الطاقة البريطانية "بريتش بتروليوم" (بي.بي) اليوم الأربعاء أن تباطؤ نمو الاقتصاد الصيني وليس استخدام الطاقة المتجددة هو الذي سيكون العامل الأساسي وراء تراجع استهلاك الفحم في العالم خلال العقدين المقلبين. وذكرت الشركة في تقرير لها عن آفاق الطاقة في العالم حتى 2035 إن الفحم سيظل يمثل أقل من 25% من مصادر الطاقة الأساسية في العالم بحلول 2035، وهي أقل نسبة لها منذ الثورة الصناعية في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر. وقال سبنسر ديل كبير خبراء الاقتصاد في "بي.بي" إن استمرار الإصلاحات الاقتصادية في الصين بهدف الوصول إلى نموذج نمو أكثر استدامة سيسبب تباطؤا حادا في نمو الطلب على الفحم الذي انخفض معدل النمو عليه إلى أقل من خمس معدل نموه خلال العشرين عاما الماضية. ورغم التقلبات والتراجع في أسعار النفط مؤخرا، فإن بي.بي تتوقع أن يؤدي النمو القوي لاقتصادات آسيا إلى نمو مطرد بمتوسط 4.1% سنويا للطلب على الطاقة خلال العشرين عاما المقبلة. وقال ديل "النظرة المستقبلية بالنسبة للعشرين عاما المقبلة تشير إلى استمرار نمو الطلب على الطاقة مع نمو الاقتصاد العالمي وتزايد الحاجة إلى الطاقة لمواجهة المستويات المرتفعة من النشاط" الاقتصادي. كما أن تضاعف إجمالي الناتج المحلي للعالم وزيادة عدد سكانه إلى 8ر8 مليار نسمة بحلول 2035 ستكون عوامل أساسية وراء نمو الطلب على الطاقة. في الوقت نفسه، فإن تراجع استهلاك الفحم لن يؤدي إلى تغيير وضع مصادر الطاقة الكربونية (النفط والغاز والفحم) كمصدر رئيسي للطاقة في العالم، بمعدل نمو سنوي قدره 8.1% للطلب على الغاز و9.0% على النفط. كما يتوقع تقرير الشركة البريطانية زيادة إنتاج العالم من النفط بمقدار 19 مليون برميل يوميا بفضل نمو الإنتاج في الدول غير الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وبخاصة إنتاج الزيت الصخري في الولاياتالمتحدة. ومع ذلك يتوقع التقرير استمرار احتفاظ أوبك بحصتها من السوق التي تبلغ 40% خلال السنوات المقبلة. يأتي ذلك فيما رفعت منظمة أوبك إجمالي إنتاج النفط بواقع 131 ألف برميل يوميا في كانون ثان/يناير الماضي ، وذلك على الرغم من أن ارتفاع الإنتاج يعد السبب الرئيسي لانخفاض أسعار النفط ، وذلك بحسب البيانات التي أصدرتها المنظمة . وقالت المنظمة ومقرها فيينا ، ومعظم أعضائها من الدول العربية والإفريقية ودول من أمريكا اللاتينية ، اليوم الأربعاء إنها ضخت 3ر32 مليون برميل يوميا الشهر الماضي . وأظهر التقرير الشهري للمنظمة أن ذلك يمثل زيادة مقدارها 8.1 مليون برميل يوميا على متوسط الطلب المتوقع على النفط خلال الربع الأول . وجاء في تقرير المنظمة إنه من المتوقع تراجع إنتاج النفط في الدول غير الأعضاء بالمنظمة بواقع 70 ألف برميل يوميا هذا العام ،حيث من المتوقع إغلاق منصات نفطية أمريكية إضافية كما سوف تخفض الشركات النفطية الدولية الاستثمارات بسبب انخفاض الأسعار .