الظروف والملابسات المحيطة بمقتل الباحث الإيطالي جيوليو ريجيني البالغ من العمر 28 عامًا، لا يزال يكتنفها الغموض. هكذا علقت صحيفة " واشنطن بوست" الأمريكية على حادث مقتل ريجيني الذي عُثر عليه مقتولا في مصر وعلى جثته آثار تعذيب في سياق إلقائها الضوء على مراسم التأبين التي أقامها أصدقاء وأسرة الضحية اليوم الجمعة في إحدى الكنائس بالعاصمة المصرية. وكان ريجيني قد اختفى مساء 25 يناير الماضي بعد مغادرته مسكنه بالجيزة للقاء صديق، ووجدت جثته أمس الأول في أحد طرق مدينة السادس من أكتوبر. وقالت الصحيفة، حسب ترجمة مصر العربية، إن ريجيني غاب تماما عن الأنظار مساء ال 25 من يناير الماضي والذي توافق مع الذكرى ال 5 لثورة ال 25 من يناير 2011، مشيرة إلى التكثيف الأمني غير المسبوق الذي شهدته شوارع مصر ولا سيما القاهرة في ذلك اليوم في مسعى من جانب قوات الأمن لمنع أية تظاهرات من قبل الناشطين لإحياء تلك الذكرى. وأوضحت الصحيفة أن ريجيني قد وُجدت جثته وعليها جروح متعددة بطعنات وحروق سجائر وأثار تعذيب أخرى، وهي ملقاة على قارعة الطريق على مشارف القاهرة. بحسب تصريحات مسئوليين مصريين. وحصر مراسم التأبين الذي أقيم في الكنيسة الإيطالية والدا ريجيني اللذان جاءا إلى مصر بحثًا عنه ومعهما أصدقاؤه، وسط حراسة أمنية مشددة من جانب قوات الأمن والمخابرات المصرية . وأكد الكاهن الذي كان يترأس مراسم التأبين على أن ريجيني كان " يبحث عن الحقيقة.” وفي مصر كما في إيطاليا أثار مقتل ريجيني جدلاً كبيرًا فبينما ذكرت التقارير الأولية بمصر أن الجثة بها آثار تعذيب، قبل أن تظهر رواية متناقضة تشير إلى أن الطالب الإيطالي قد يكون ضحية لحادث تصادم، أصدرت روما بيانًا رسميًا لاذعا تضمن استدعاء السفير المصري وحثّ القاهرة على البدء "فورًا" في تحقيق مشترك للوصول إلى حقيقة ما حدث". ويقوم الباحث الإيطالي في مصر منذ سبتمبر الماضي بإجراء أبحاث حول العمال والحقوق العمالية- وهو موضوع غاية في الحساسية بالنظر إلى كون الاضطرابات العمالية واحدة من العوامل الرئيسية في اندلاع ثورة يناير 2011 التي أطاحت بالرئيس المخلوع حسني مبارك بعد 30 عاما قضاها في الحكم، ولا تزال السلطات المصرية تشعر بالقلق إزاء سخط العمال. وكتب ريجيني أيضا مقالات متعدددة باسم مستعار حول القضايا العمالية في مصر لصحيفة " إل مانيفيستو" الإيطالية اليسارية والتي نشرت مقالته الأخيرة بعد وفاته باسمه الحقيقي، وسرت فيها الصعوبات التي تواجه النقابات العمالية المستقلة في مصر، من بينها مركز النقابات المهنية وخدمات العمال. كان كمال عباس المنسق العام للمركز قد ذكر في تصريحات لوكالة أنباء " أسوشيتيد برس" أنه تقابل مع ريجيني مرتين- أخرهما في ديسمبر الماضي- وتحدث معه حول دور النقابات في الدفاع عن حقوق العمال. وذكر عباس:” أتذكره شخصا مهذبا وخجولا،" مردفا " كان مهتما بالبحث في ."دور العمال في الانتفاضة المصرية وتابع:” ما حدث أمر مقلق جدا.” كان رئيس الجمهورية الإيطالي سيرجيو ماترلا قد أعرب عن حزنه الشديد على مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني فى مصر. وأضاف الرئيس فى تصريحاته لوسائل الاعلام الإيطالية، بأنه يأمل أن تتعاون السلطات المصرية مع الحكومة الإيطالية يشكل تام وكامل لمعرفة الحقيقة وراء مقتل ريجيني على نحو سريع وشفاف من الحكومة المصرية. وأكد أن إيطاليا لن تقبل أن يظل قتلة ريجيني بلا عقاب.