تشعر الأقلية المسلمة، التي تتلقى رسائل تهديد وتتعرض لاعتداءات في سلوفاكيا وجمهورية التشيك بمخاوف كبيرة، بعد زيادة التصريحات المناهضة للإسلام من قبل سياسيي البلدين. وتتزايد بشكل متسارع العداوة للمهاجرين وخاصة المسلمين في سلوفاكيا وجمهورية التشيك، وذلك بعد أن تسببت هجمات باريس الإرهابية في حدوث موجة عداء للإسلام في أوروبا، حيث أظهرت استطلاعات للرأي أن 80% من سكان البلدين يعربون عن رفضهم للمسلمين، في وقت يزيد فيه سياسيو البلدين من تصريحاتهم التي تستهدف المسلمين، مستغلين الشعور السائد المناهض للإسلام من قبل الشعب. وكان البلدان أعلنا سابقاً أنه لا مكان للمسلمين فيهما وأنهما سيستقبلان لاجئين مسيحيين فقط. وتواصل الحكومة السلوفاكية التي لم تتمكن من إيجاد حلول لمشاكل البطالة والصحة والتعليم والفساد، تصريحاتها التي تؤجج عداوة الشعب للاجئين، وذلك قبل الانتخابات النيابة المزمع إجراؤها في الخامس من آذار/ مارس المقبل، إذ قال رئيس الوزراء "روبرت فيكو" في تصريحات عقب هجمات باريس، " نراقب كافة المسلمين في بلدنا واحداً واحداً ". وأشار استطلاع للرأي أن 70% من سكان سلوفاكيا يعربون عن خوفهم الكبير من قدوم اللاجئين إلى بلدهم. وذكر رئيس الوزراء الذي أطلق شعار "سنحمي سلوفاكيا"، لحملته الانتخابية، أن تعدد الثقافات مجرد خيال، وأنهم لن يسمحوا أبداً بتشكيل جماعة إسلامية متحدة في البلاد، حيث زادت شعبية حزبه بعد تلك التصريحات من 30% إلى 45%. ويقطن سلوفاكيا البالغ عدد سكانها 5.4 ملايين نسمة، قرابة خمسة آلاف مسلم، رفضت السلطات في البلاد جميع الطلبات التي تقدموا بها من أجل بناء مسجد. وتنص القوانين السلوفاكية، على ضرورة وجود 20 ألف عضو مسجل لأي أقلية دينية من أجل الاعتراف بوضعها القانوني كمجتمع ديني، لذلك لا يسمح للمسلمين ببناء مسجد، حيث تعد سلوفاكيا البلد الوحيد الخالي من أي مسجد في الاتحاد الأوروبي. وفي تصريحات صحفية، أوضح مسؤول في الوقف الإسلامي بسلوفاكيا، أن تصريحات السياسيين المناهضة للإسلام انعكست على شكل اعتداءات ضد المسلمين، مشيرًا إلى أن الاعتداءات بحق العائلات المسلمة والمحجبات زادت، وأضاف:" نلتقى العديد من الرسائل البريدية والتهديدات المتضمنة عبارات كراهية عقب تصريحات السياسيين". وأكد المسؤول أن تصريحات السياسيين ووسائل الإعلام لعبت دوراً هاماً في ازدياد العداوة ضد المسلمين في سلوفاكيا، قائلاً "إن وسائل الإعلام تبعث باستمرار رسائل مبطنة تفيد بأن (المسلمين ميالون للعنف) و(أناس خطيرون)، وبصفتنا مسلمو سلوفاكيا نعرب عن مخاوفنا جراء هذه التطورات". جمهورية التشيك.. يقطنها 19 ألف مسلم وتحوي مسجدين يقطن 19 ألف مسلم في التشيك التي يبلغ عدد سكانها قرابة 10 ملايين ونصف المليون نسمة، حيث حظر النظام الشيوعي عام 1949 مركز الجماعة الإسلامية في البلاد، وأعيد تأسيسها عام 1991، فيما افتتح أول مسجد في البلاد عام 1998 في مدينة "برنو"، وافتتح الثاني عام 1999 في العاصمة براغ. وتمنع السلطات في البلاد إنشاء مساجد في المدن الأخرى. وأظهر استطلاع للرأي أن 80% من السكان يرون المهاجرين المسلمين خطرًا عليهم، لترتفع هذه النسبة عام 2015 بنسبة 20% عن العام الذي سبقه. وزادت الاعتداءات ضد المسلمين في البلاد منذ شهر يونيو الفائت الذي شهد بدء تدفق اللاجئين إلى التشيك. وأوضحت مديرة منظمة العدالة التشيكية "كلارا كاليبوفا"، أن الاعتداءات نفذت بسبب الخوف من الإسلام أكثر منها لأسباب عنصرية، مضيفاً " كما تعرضت نساء يرتدين غطاء على رؤوسهن ولسن مسلمات إلى اعتداءات لفظية". من جانبه، ربط الدكتور "ميلوس مندل"، الأستاذ المساعد في قسم الدراسات الدينية بجامعة "ماساريك" التشيكية، زيادة الاعتداءات ضد المسلمين بعدم وجود عقوبات على ذلك، وعزا جرأة المعتدين، إلى عدم وجود قوانين في البلاد تعاقب إهانة وتهديد المسلمين. ويواصل الرئيس التشيكي " ميلوس زمان"، تصريحاته العنصرية بخصوص اللاجئين والإسلام، فيما يكتفي رئيس الوزراء "بوخوسلاف سوبوتكا"، الذي يحاول الحفاظ على الحكومة الإئتلافية، بإبداء ردود أفعال محدودة. وفي رسالته بمناسبة رأس السنة الميلادية، ذكر زمان أن الحكومة استخفت بموجة اللاجئين، واصفاً تدفق اللاجئين بأنه "غزو منظم"، بينما اتهم سوبوتكا الرئيس بالتدخل في السياسة وتأجيج الأحكام المسبقة بحق اللاجئين. وأعلنت الحكومة سابقاً أنها لن ترغب باستقبال لاجئين مسلمين، حيث أعلنت قبولها 153 لاجئاً مسيحياً فقط.