على ما يبدوا أن المليارات الثلاثة التى دفعتها المملكة العربية السعودية لقائد الانقلاب العسكرى فى صورة منح وقروض بترولية لم تكن كافية لتضع قائد "السيسى" فى النيران الكبرى التى تترأسها السعودية وإيرانوروسيا. فبعد أيام قليلة جدًا من إعلان القرض، أعلنت المملكة العربية السعودية إعدام "النمر" الذى أثار ضجة قوية بين الرياضوطهران، وتم على إثره قطع العلاقات الدبلوماسية برمتها، وجعل من قائد الانقلاب العسكرى عبدالفتاح السيسى، الذى يدين بالولاء للرز بين النيران الكبرى، فى دعمه لروسيا فى القضية الروسية ومساعدتها فى حربها الصليبية على المسلمين هناك بحجة محاربة تنظيم الدولة، وهو ما كان الكفيل السعودى يرفضة بل أصراره سوف يزيد على تنحى "السيسى" من ملف القضية السورية وانضمامة لجبهتها، التى من المرجح أن لن يقدر عليها فى الوقت الحالى. الكاتب البريطاني الشهير ديفيد هيرست حذر من أن الصراع الحالي في الشرق الأوسط, ستزداد حدته في العام الجديد, بل وسيكون أيضا أكثر عنفا, على حد قوله. وأضاف هيرست في مقال نشره بموقع "ميدل إيست آي" البريطاني في 5 يناير أن ما يدعم وجهة نظره هو قطع العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران, وهي خطوة اعتبرها أنها ستعمق الصراعات في المنطقة, خاصة في سوريا واليمن والعراق. وتابع " التوتر المتصاعد بين السعودية وإيران يشكل أيضا تحديا كبيرا لنظام الانقلاب فى مصر", مشيرا إلى أنه أصبح في مأزق جديد بعد قطع العلاقات بين الرياضوطهران. واستطرد هيرست, قائلا :" السعودية تسامحت في السابق مع مواقف "السيسى" غير الواضحة إزاء جهودها في سوريا واليمن, ولكنها لن تتسامح أبدا معه, في حال أقدم على التقارب مع إيران, أو عمق علاقاته مع روسيا". وكانت المملكة العربية السعودية أعلنت الأحد 3 يناير قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، وطالبت أعضاء البعثة الدبلوماسية الإيرانية بمغادرة البلاد خلال 48 ساعة. وجاء القرار السعودي على خلفية الاعتداءات التي تعرضت لها السفارة السعودية في طهران، والقنصلية السعودية في مشهد السبت الموافق 2 يناير. وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في مؤتمر صحفي في الرياض مساء الأحد 3 يناير، إن سجل إيران طويل في انتهاك البعثات الدبلوماسية الأجنبية، مشيرا إلى الاعتداء على السفارة الأمريكية عام 1979، وعلى السفارة البريطانية عام 2011. في السياق ذاته, قررت جيبوتي قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران، كما قررت الإمارات تخفيض مستوى التمثيل الدبلوماسي مع إيران، أما الكويت فاستدعت سفيرها في إيران، ونددت بالاعتداءات التي استهدفت المقرين الدبلوماسيين السعوديين. بدورها، وصفت سلطنة عمان الاعتداء على السفارة السعودية وقنصليتها في مشهد وطهران بغير المقبول، وقالت إنه يخرق اتفاقية جنيف. وفي 6 يناير, استدعت قطروالأردن أيضا سفيريهما لدى إيران على خلفية الاعتداءات التي استهدفت سفارة السعودية بطهران، والتي دفعت دولا عربية إلى قطع العلاقات مع إيران أو خفض تمثيلها الدبلوماسي فيها. وقالت الخارجية القطرية إنها سلمت السفارة الإيرانية في الدوحة مذكرة احتجاج على تلك الاعتداءات التي وصفتها بأنها "انتهاك للمواثيق والأعراف الدولية التي تكفل أمن وحماية البعثات الدبلوماسية وأعضائها". كما استدعت الخارجية الأردنية السفير الإيراني لدى المملكة مجتبى فردوسي بور، وأبلغته إدانة الأردن الشديدة للاعتداءات التي تعرض لها المقران الدبلوماسيان السعوديان في طهران ومشهد. ووصفت الخارجية الأردنية تلك الاعتداءات بالانتهاك السافر للأعراف والاتفاقات الدولية، خاصة اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية، ونددت أيضا بتدخل إيران في الشؤون العربية وبتصعيدها المذهبي، ودعت طهران إلى احترام الأحكام القضائية السعودية الأخيرة. في الإطار نفسه، شجب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في 6 يناير الاعتداء على مقار دبلوماسية سعودية في إيران والعراق، وقال في خطاب له إن أحكام الإعدام في السعودية شأن داخلي. ويعقد وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي السبت 9 يناير اجتماعا استثنائيا في الرياض لبحث التطورات الأخيرة. ومن جهته، أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية أن اجتماعا تشاوريا مغلقا على مستوى وزراء الخارجية العرب سيعقد في دولة الإمارات الشهر الحالي لبحث التدخلات الخارجية في المنطقة العربية، خاصة دول الجوار.