ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن إيران أصبحت في ورطة كبيرة , بعد قرار السعودية قطع العلاقات الدبلوماسية معها. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 5 يناير أن القرار السعودي بمثابة ضربة مزدوجة لإيران, لأنه جاء في وقت كانت تسعى فيه للتعافي من العقوبات الدولية, بعد توقيعها الاتفاق النووي مع الغرب. وتابعت " القرار السعودي أعاد مجددا الانطباع السائد عن إيران في الغرب بأنها عنصر استفزازي في الشرق الأوسط". واستطردت "إيران أصبحت أيضا معرضة للعزلة مجددا, رغم أنها كانت في طريقها للتعافي منها, في أعقاب رفع العقوبات الغربية". وأشارت الصحيفة إلى أنه عقب الاعتداء على السفارة السعودية في طهران، قطعت الرياض العلاقات رسميا مع إيران وتلتها البحرين والسودان، فيما قررت الإمارات العربية المتحدة تخفيض مستوى العلاقات. وكانت المملكة العربية السعودية أعلنت الأحد 3 يناير قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، وطالبت أعضاء البعثة الدبلوماسية الإيرانية بمغادرة البلاد خلال 48 ساعة. وجاء القرار السعودي على خلفية الاعتداءات التي تعرضت لها السفارة السعودية في طهران، والقنصلية السعودية في مشهد السبت الموافق 2 يناير. وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في مؤتمر صحفي في الرياض مساء الأحد 3 يناير، إن سجل إيران طويل في انتهاك البعثات الدبلوماسية الأجنبية، مشيرا إلى الاعتداء على السفارة الأمريكية عام 1979، وعلى السفارة البريطانية عام 2011. واعتبر الوزير السعودي أن هذه الاعتداءات تعد انتهاكا صارخا لكافة الاتفاقيات والمواثيق الدولية. واتهم الجبير إيران بتهريب الأسلحة والمتفجرات والخلايا الإرهابية إلى دول المنطقة بما فيها المملكة العربية السعودية. وكانت السفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مدينة مشهد تعرضتا للاعتداء, بعد ساعات من إعلان السعودية عن إعدام 47 شخصا -بينهم الشيعي السعودي نمر النمر- على إثر إدانتهم بتهم تشمل الإرهاب والتحريض. وعلى إثر تلك الاعتداءات, أعلن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، وأعلن لاحقا وقف الرحلات الجوية بين البلدين، ثم أعلنت البحرين والسودان قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران وطرد السفراء، كما قررت المنامة بعد ذلك وقف الرحلات الجوية بين البلدين. في السياق ذاته, قررت جيبوتي قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران، كما قررت الإمارات تخفيض مستوى التمثيل الدبلوماسي مع إيران، أما الكويت فاستدعت سفيرها في إيران، ونددت بالاعتداءات التي استهدفت المقرين الدبلوماسيين السعوديين. بدورها، وصفت سلطنة عمان الاعتداء على السفارة السعودية وقنصليتها في مشهد وطهران بغير المقبول، وقالت إنه يخرق اتفاقية جنيف. وفي 6 يناير, استدعت قطروالأردن أيضا سفيريهما لدى إيران على خلفية الاعتداءات التي استهدفت سفارة السعودية بطهران، والتي دفعت دولا عربية إلى قطع العلاقات مع إيران أو خفض تمثيلها الدبلوماسي فيها. وقالت الخارجية القطرية إنها سلمت السفارة الإيرانية في الدوحة مذكرة احتجاج على تلك الاعتداءات التي وصفتها بأنها "انتهاك للمواثيق والأعراف الدولية التي تكفل أمن وحماية البعثات الدبلوماسية وأعضائها". كما استدعت الخارجية الأردنية السفير الإيراني لدى المملكة مجتبى فردوسي بور، وأبلغته إدانة الأردن الشديدة للاعتداءات التي تعرض لها المقران الدبلوماسيان السعوديان في طهران ومشهد. ووصفت الخارجية الأردنية تلك الاعتداءات بالانتهاك السافر للأعراف والاتفاقات الدولية، خاصة اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية، ونددت أيضا بتدخل إيران في الشؤون العربية وبتصعيدها المذهبي، ودعت طهران إلى احترام الأحكام القضائية السعودية الأخيرة. في الإطار نفسه، شجب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في 6 يناير الاعتداء على مقار دبلوماسية سعودية في إيران والعراق، وقال في خطاب له إن أحكام الإعدام في السعودية شأن داخلي. ويعقد وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي السبت 9 يناير اجتماعا استثنائيا في الرياض لبحث التطورات الأخيرة. ومن جهته، أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية أن اجتماعا تشاوريا مغلقا على مستوى وزراء الخارجية العرب سيعقد في دولة الإمارات الشهر الحالي لبحث التدخلات الخارجية في المنطقة العربية، خاصة دول الجوار.