قالت كريمة الصيرفي، ابنة سكرتير الرئيس محمد مرسي، والذي يحاكم في القضية المعروفة إعلاميًا ب "التخابر مع قطر" إنها لم تر والدها منذ ثلاثة سنوات. وروت الصيرفي في منشور عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" معاناتها هي وأسرتها بعد القبض على والدها أمين الصيرفي سكرتير الرئيس الأسبق محمد مرسي عام 2013. وقالت: "غدًا يكمل أبي عامه ال 51 وأخر عهدي به وأنا بنت 19 , وألان أنا في عامي ال 22 ! ثلاث سنوات مرت في انقطاع تام , لا أراه ولا أسمعه ولا أعرف عنه منه شئ , فقط أعرف عنه من الآخرين ،كنت أراسله في محبسي وأبدا لا تصله رسائلي فكانت الأحلام هي مأوانا ،لكن اليوم سأكتب إليه , علّ يقرأ رسالتي من يوصلها إليه أكتب بتفويض رسمي_إجباري عنهم مش بالإذن_ من أسرتي الصغيرة إليك أبي أكتب ...فمن ذا يحرمني حق الكتابة إليك". وتابعت: "لكني سأنتظر طويلا حتى يصلني الرد،سأنتظر أكثر مما سأنتظر حتى تصلك رسالتي ،أكتب إليك من غربتي وأنت في مقبرة حي لا زلت أذكر قولتك ويتردد صداها يوم أخبرتنا بعد ما يشبه الثورة(25 يناير) : "محدش هيقدر يرجعنا السجون تاني " ،لكن ها أنا اكتب إليك وأنت كما العادة في محبسك أسير , ولا نراك ،حرمنا منك وأنت حي بين أظهرنا بيننا قضبان وحراس وضيق". وتابعت :"لم تكن معي وأمي يوم قضينا أشهرا لا نعرف عن العالم شئ , قضيناها في عوز وشدة وجوع تمر الأيام ولا يدخل جوفنا غير شوربة الاندومي وحبة بطاطس تأثرني هي بها -لأني حد قولها داخلة على جواز- يمر الأسبوع يلاحقه أخر دون أن يطرق بابنا من يقضي حوائجنا من شراء قوت نسد به جوع أدميتنا وتصبر أمي ولا تجزع أيام خلفتني 44 كيلو ،لم تكن بجانب أمي يوم أشتد عليها الم ضرسها فتقوت بالله واقتلعته بنفسها لنفسها بفتله ،يوم لن يمحوه شئ من ذاكرتي عوز منعنا من قصد طبيب يخفف عنها الم ضرسها وحياء من السؤال بل حتى حياء مني من أن أري ضعفها وألمها وهي من تقويني فتنأي بنفسها حتى لا أراها ولا أسمع أنينها ولا ارتفاع حرارتها ،قهر وعجز تمكنا مني كما لم يتمكن يوما ،ليس سخطا بل لأنا حرمنا منك". وواصلت: "وزفافي،أمر يلومني فيه الأقارب أن لم نشاركهم فرحتنا , أي فرحة يا أبي ؟ إي فرحة وأنا يوم عقدي قضيته بجانب السجن أبكي دعاءا ليصلك مني سلاما يدفء قلبك فتعلم أنه مني كما خبيب -رضي الله عنه-وزفاف خلا من كل شئ حتى من إخوتي , وكنت وحدك الحاضر ،حاضر في قلبي وملء عيني ،لم أتزين أو أتجمل بل إن فستان زفافي لم تتعدي قيمته ال 200 ج ،بعدما أُجبرت على ارتداء الأبيض". واستطردت: "أنا اليوم أحيا في كنف زوج عطوف كريم عوضني الله به عن كل شئ لكن إخوتي وأمي وأنت غائبون عن كل التفاصيل حتى رضوتي الصغيرة , لم تعد صغيرة فثلاث سنوات غيروا فيها الكثير لم تعد طفلة , حرمت منك ومن أمي في وقت تحتاج فيه لاحتوائكما معا ،لم يبق لها من بيتها وإخوتها وأبواها غير عبد الحميد ,حتي صاروا لبعضهما كنف واحتواء , يرعاها هو برجولة وتحتويه هي بأمومة ،هذا يا أبي ما تبقي من أسرتك الصغيرة ،ولدان مشردان في بقاع الأرض وزوجة لا مأوي لها, مبعدة عن كل شئ حتي عن صغارها ،وابنة تشابهت كل أيامها ،وصغيران بدون ذنب فقدوا أسرتهم رغم أنهم ما زالوا في الأرض أحياء ،فأخبرني ... هل تلقانا في أحلامك كما نلقاك؟ هل في قلبك مثقال ذرة من جزع ؟ هل تخشي علينا من الدوائر؟. لا تخشي ولا تخف فالله معنا". وتابعت :"ونحن يا أبت يا حبيب قلبي وقلب أمي يا قرة العين , نحن لا نخشي عليك والله لا نخشي فإن كان الاسر يُخشي ...فقد أُسرت ،وإن كان الموت فقد مت يوم قضي د طارق الغندور ود فريد إسماعيل نحبهما في نفس المقبرة التي تحيا فيها الآن بل قد مات من هو خير منك فو الله إن أحلك الظروف لهي أكثرها طمأنينة وقربا من المولي ،ولا يزال الله يعلمنا أن هذه الحياة هينة لا تساوي مثقال ذرة, وأن الوصال وصال قلوب وأرواح ،وإن حُرمنا سلوي رؤية الأحباب ،فالأحلام سلوانا وما هذه الحياة دارنا ولا نرضاها لنا دار". واختتمت رسالتها قائلة :"فأنا أطمع في صحبتك في دار خلد مع أمي وإخوتي ،حتى وإن لم أذيقك طعامي الذي صرت أطهوه اليوم بمهارة فسأطهو لك في الجنة ،استودعتك وأمي وإخوتي الله من لا تضيع عنده الودائع أبدا". وقالت أسماء الصيرفي شقيقة سكرتير مرسي، إن "اعتقال المهندس أمين أثر في بيتنا بشكل لا يوصف لأنه الابن الأكبر والوحيد مع خمس إخوة آخرين كلهم بنات". وأضافت الصيرفي أنه تم اختطاف شقيقي لمدة 5 شهور قبل ظهوره في سجن العقرب ومنذ هذا اليوم وهو في زنزانة انفرادية داخل سجن العقرب شديد الحراسة" وتابعت: "بعدها دخل عنبر التأديب مع أحمد عبدالعاطي مدير مكتب الرئيس محمد مرسي والمهندس أسامة ياسين وزير الشباب الأسبق بدون أسباب واضحة وتم تجريدهم أكثر من مرة من كل احتياجاتهم ، ومنعت عنهم الزيارة ودخول الملابس الشتوية والأكل ومنع كل حقوقهم حتى الأسبوع الماضي".