تجددت اليوم السبت الاشتباكات بين حركتي المقاومة الإسلامية (حماس) والتحرير الوطني الفلسطيني (فتح) في غزة حيث سمع صوت إطلاق نار وقذائف مدفعية بمنطقة تل الهوي التي يوجد بها مجمع جهاز الأمن الوقائي ومنزل وزير الخارجية الدكتور محمود الزهار بمدينة غزة. وأسفرت الاشتباكات الجديدة عن مقتل فلسطينيين ليرتفع بذلك عدد قتلى المواجهات بين الطرفين في ال48 ساعة الماضية إلى 18 من الطرفين. وقالت مصادر طبية بأن فلسطينيين توفيا بعد إصابتهما بجروح خطيرة في المواجهات التي دارت منذ صباح اليوم وسط مدينة غزة دون أن يعرف حتى الآن تفاصيل دقيقة حول طبيعة هذه المواجهات. وأشارت مصادر صحفية إلى أن حوادث خطف متبادل وقعت بين الطرفين اليوم أيضا . من جهتها أعلنت حركة حماس تعليق مشاركتها في الحوار الفلسطيني لتشكيل حكومة وحدة فلسطينية إزاء تطورات الوضع في الاراضي الفلسطينية . وقالت الحركة في بيان لها بغزة إن التعليق جاء بسبب ما يجري على الأرض من جرائم تنفذها عصابات الانقلابيين خاصة عقب مجزرة مسجد الهداية وإعدام رجل الدعوة زهير المنسي والمصلين بداخله. ودعت الحركة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى العودة الفورية للبلاد بدلا من "إضاعة الوقت" في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس. وطالبت الحركة العقلاء والشرفاء في حركة فتح وهم كثر إلى لجم قادة الفتنة وإيقافهم عند حدودهم. كما طالبت الفصائل الفلسطينية بقول الحقيقة أمام الجماهير والإشارة بالبنان وإصبع المسؤولية على من فجر الأوضاع الأمنية في القطاع منذ الليلة الماضية وأشعل فتيل الأزمة من جديد في شمال القطاع. وكان القيادي بحماس أيمن طه اتهم حركة فتح بممارسة الكذب والعربدة والقتل بدم بارد بحق أبناء الشعب الفلسطيني فيما أعلن وزير الخارجية محمود الزهار أن جلسة الحوار الوطني تأجلت إلى يوم غد الأحد بسبب الأوضاع الأمنية في القطاع. وأضاف أن الأجواء يجب أن تكون مناسبة لاستكمال الحوار مشددا على إشراك الجميع في المفاوضات والحكومة وإعادة إعمار ما دمره الاحتلال ومؤكدا أن هناك انتشارا ميدانيا لتطويق الموقف. وشهد الوضع الأمني في غزة ونابلس أمس تدهورا ملحوظا إثر حوادث خطف وقتل أعقبت تفجيرا في جباليا الخميس استهدف عربة للقوة التنفيذية التابعة لوزارة الداخلية، أسفر عن مقتل شخص من القوة وجرح 11 شخصا آخر بعضهم من المارة حيث توفي لاحقا عنصر آخر من القوة متأثرا بالجروح التي أصيب بها. وقد بدأت هذه المواجهات بعدما لقي مسلح تابع لحركة حماس حتفه في انفجار في مخيم جباليا. وقالت حماس إنه قتل وهو يمشي على جانب الطريق وتوعدت بملاحقة الجاني. وبعد ساعات من الانفجار، قتل أحد مناصري حركة فتح في هجوم على بيته في حين قام مسلحون بإطلاق النار باتجاه بيت وزير الخارجية الفلسطينية محمود الزهار والذي يقيم في مدينة غزة. وأعلنت كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح – بحسب وكالة رويترز - أن أعلنت عن اختطاف 24 ناشطا في حماس في غزة والضفة الغربية. وهددت كتائب الأقصى برد حاسم في حال الحق مسلحو حماس أي أذى بمسئول رفيع في فتح حوصر في غزة ويدعى منصور شلايل. وتأتي التطورات الأخيرة في اعقاب ما نشرته صحيفة "هاآرتس" الصهيونية من أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تقوم بتسليح وتدريب قوات تابعة لرئيس السلطة الفلسطينية "أبو مازن" وذلك استعدادًا لمواجهات محتملة مع حركة حماس في قطاع غزة. وأشار "ألوف بن" مراسل الصحيفة إلى أن الولاياتالمتحدة تقوم حاليًا بمنح الحرس الشخصي ل"أبو مازن" دورة تدريبية في مدينة أريحا الفلسطينية. وذكر "بن" أن معلومات وصلت للكيان الصهيوني تشير إلى أن المنسق الأمني الأمريكي في الأراضي الفلسطينية الجنرال "كيت ديتون" عرض خطة خلال اجتماع للجنة الرباعية عقد في لندن وتقضي تلك الخطة بدعم الحرس الرئاسي الفلسطيني وتعتمد على قيام خبراء أمنيين من مصر وبريطانيا والأردن بتدريب أفراد الحرس الرئاسي الفلسطيني. كما أشار المراسل إلى أن الجنرال الأمريكي اقترح نشر الحرس الرئاسي الفلسطيني بالقرب من معبر "كارني" وذلك بهدف زيادة حركة تنقل البضائع بين قطاع غزة والكيان الصهيوني . وقال "بن" إنه طبقًا للخطة الأمريكية فسيتم نقل 2 مليون دولار للفلسطينيين لتطوير وحدات الحراسة وإقامة معسكرات تدريب خاصة. كما أشار مراسل الصحيفة إلى أن الجنرال "ديتون" يحاول إقناع الدول المانحة للفلسطينيين بنقل 26 مليون دولار للحرس الرئاسي الفلسطيني وذلك لزيادة عدد القوات لنحو 6.000 عنصر. وقال "بن" إنه وطبقًا لتقديرات عناصر صهيونية فإن واشنطن معنية بإسقاط حكومة حماس وإبعادها عن السلطة فقد أعرب الأمريكيون عن امتنانهم خلال اجتماع اللجنة الرباعية بالعقوبات المفروضة على حماس خاصة وإنها أدت إلى إرهاق الحركة بقوة. وأشار إلى أن الإدارة الأمريكية ترى أنه وفي حالة استمرار تلك الضغوط فإن مواجهات محتملة ستنشب بين حماس وفتح، ولهذا فإنه يجب دعم قوات حرس الرئاسة التابعة لعباس. وعلى نفس السياق كانت مصادر صهيونية قد كشفت منذ شهور عن أن الرئيس الفلسطيني طلب شحنة كبيرة من الأسلحة من الولاياتالمتحدة, على خلفية التوتر بين فتح وحماس. كذلك فالاشتباكات الأخيرة تأتي متزامنة مع ما ذكرته صحيفة صهيونية واسعة الانتشار من أن لقاءً عُقد في سويسرا بين مسئولين صهاينة كبار ورئيس السلطة الفلسطينية على هامش منتدى دافوس الاقتصادي الذي يُعقد في سويسرا. وقالت صحيفة "هاتسوفيه" إن كلاً من "شيمون بيريز" نائب رئيس الحكومة الصهيونية وتسيفي ليفني وزيرة الخارجية التقوا رئيس السلطة الفلسطينية "محمود عباس أبو مازن". وفي سياق متصل قالت صحيفة هاآرتس إن عباس أكد خلال لقائه ببيريز وليفني أنه إذا لم تحترم الحكومة الفلسطينية الاتفاقيات التي سبق وأن وقعت عليها السلطة؛ فأنه سيتم إجراء انتخابات جديدة. وتحاول "إسرائيل" من خلال تلك اللقاءات مع "أبو مازن" وأنصاره الضغط على حكومة حماس، وإظهار أن هناك معسكرًا متطرفًا داخل السلطة، وآخر يدعو لاستئناف المفاوضات مع "إسرائيل"، وتقوم عبر مسئوليها بالترويج لفكرة وجود معسكرين أحدهما للسلام والآخر متطرف داخل السلطة، وأنه يجب عزل المعسكر المتطرف وإسقاطه . يأتي ذلك في وقت اعتقلت فيه قوات الاحتلال اليوم أربعة فلسطينيين في مدينة القدس وشمال الضفة الغربية. وقال مواطنون إن قوات الاحتلال فتشت فجرا بعض المنازل في مدينة نابلس ومخيم عين بيت الماء غرب المدينة واعتقلت ثلاثة فلسطينيين. كما قال جيش الاحتلال إنه اعتقل صبيا فلسطينيا من قرية أبو ديس في القدس دون أن يدلي بمزيد من المعلومات.