رغم دعم المملكة العربية السخي للانقلاب العسكري بقيادة عبدالفتاح السيسي منذ أيامه الأولى ، وإنفاق مليارات لإخفاء ودعم الاقتصاد المصري في ظل فشل الانقلاب العسكري اقتصاديًا ، يواصل الكاتب إبراهيم عيسى، المؤيد للانقلاب هجومه على المملكة العربية السعودية، مدعيًا في آخر مقالته أن السبيل لإنقاذ الإنسانية من الإرهاب هو مواجهة "الفكر الوهابي". وقال "عيسى"، في مقاله بجريدة "المقال" تحت عنوان "إنقاذ الإنسانية من الإرهاب يتوقف على قدرة المصريين على مواجهة الوهابية": "نعم.. مصير الإنسانية الآن يتوقف على قدرة المثقفين والمفكرين والسياسيين المصريين على مواجهة الغزو الوهابي". واتهم "عيسى"، المملكة بتمويل ونشر الوهابية في العالم والعمل على واختراق مصر السياسية والثقافية والدينية، ونجحت نجاحا مذهلا، مدعيًا وجود خطة بذلك منذ السبعينيات. وادعى وصول الفكر الوهابي وسطوته على وعي ودين المسؤولين من كبار الدولة حتى مسؤولي الأزهر، وقال:" المشكلة لدى هذين الطرفين أنهما المكلفان وطنيا وحضاريا بإنهاء المد الوهابي الذي أنتج لنا الإرهاب، والتطرف، والطائفية، فإذا بأجهزة الدولة الرفيعة، ومؤسسة الأزهر المفترض تنورها ووسطيتها، تابعين فكريا وثقافيا للوهابية". واعتبر "عيسى" أن العبء على من وصفهم ب"العقول المصرية الجادة" في هذا الملف، لأنها "تريد ليس إنقاذ بلدها وشعبها فقط بل الإنسانية كلها من أفكار وفتاوى الجهل والتطرف وتكفير الآخر والعنصرية تجاه الأديان الأخرى، والحض على الكراهية، وتعظيم جهاد القتل والغزو، واستنفار الفتن الطائفية والمذهبية، ليست الأفكار فقط بل الأموال التي تمول هذه الأفكار". وحول الدعم الاقتصادي المستمر من المملكة لمصر استدرك "عيسى" هجومه قائلا: "دعنا هنا نفرق بوضوح بين الاحترام الواجب للموقف السعودي الداعم لمصر بالمنح والاستثمارات أو الودائع أو شحنات البترول، وخطتها التي لم تتراجع قط لإنهاء النفوذ الثقافي الإسلامي الحضاري لمصر". ويرى "عيسى" أن الدعم السعودي للنظام المصري يأتي في مقابل غزوها، حيث قال :"السعودية تسند مصر اقتصاديا، وفي المقابل تغزوها وهابيا، هذه هي لعبة الشرق الأوسط منذ منتصف السبعينيات، وحتى الآن". وأضاف: "يعمل السعوديون الآن على تحويل الصحوة العربية لصالحهم عبر اقتناص الزعامة الدينية والسياسية، والركوب على موجة الإسلاميين السنة القادمين بقوة إلى الواجهات السياسية". وحول سبب السعي السعودي لغزو مصر، في رأيه قال: "من وجهة نظرهم، الصحوة العربية أضعفت مصر مؤقتا، وهي القوة السنية الرئيسية الأخرى المؤهلة تماما لمنافستهم على زعامة العالم العربي، وذلك بسبب المشكلات المصرية السياسية والاقتصادية المحلية التي لا تعد، ولا تحصى؛ ولذلك لا يتوقع السعوديون أن تتمكن القاهرة من منافسة مسعى الرياض إلى الزعامة السنية والسياسية لخمس سنوات أخرى على الأقل".". واختتم "عيسى" مقاله بالقول: "لا شيء سينقذ مصر، ولا سينجو به العالم من الإرهاب إلا حين تستعيد مصر (على الأقل مصر غير الرسمية الحكومية) زعامتها المنتزعة من الوهابية؛ لتقود العالم الإسلامي نحو العصر، لا أن نستسلم، ونسلم أنفسنا للقرون الوسطى، التي تعيش فيها الوهابية، وتتغذى منها علينا". يذكر أن "عيسى" جعل من مقاله بجريدة المقال التي يرأس تحريرها منبر للهجوم المتواصل على المملكة العربية السعودية، واعتبارها مساندة للإرهاب، كما أعلن مؤخرًا رفضه ل:"التحالف الإسلامي" الذي أعلنته السعودية، بمشاركة 34 دولة، قائلا إنه لا يجب ترك قيادة العرب والمسلمين للسعودية.