حالة من الذهول والدهشة بعد صمت المملكة العربية السعودية الذى طال على تجاوزات اعلاميو الانقلاب وأذرع السيسى القوية فى الإعلام المصرى وطرحت تساؤلات كثيره عن أسباب هذا الصمت؟ ولماذا لا تتخذ المملكة موقفًا واضحًا وحاسمًا تجاه تلك التجاوزات، خاصة أنها تصدر من إعلاميي دولة دعمتها وما زالت تدعمها السعودية بعشرات المليارات من الدولارات، منذ الانقلاب العسكري في يوليو 2013. وتتواصل تجاوزات الإعلام المصري الداعم للانقلاب العسكري، بحق السعودية، رغم تأكيد سفير المملكة العربية السعودية بالقاهرة، أحمد قطان، أنه أجرى اتصالات على أعلى مستويات السلطات المصرية وقيادتها؛ للاعتراض على تجاوزات بعض الإعلاميين المصريين المؤيدين للانقلاب العسكري بحق المملكة، كاشفًا أنه أوصل لعبد الفتاح السيسي، قائد الانقلاب، احتجاجًا رسميًا بهذا الشأن. وكان "قطان"، قد أكد أنه أبلغ الرئاسة المصرية، أن هناك غضبًا رسميًا وشعبيًا بالمملكة؛ من تجاوزات بعض الإعلاميين في مصر، مبينًا أن الرد المصري كان التأكيد على أن هذه التجاوزات ترفضها القيادة المصرية، وأن الملف متابع من السيسي شخصيًا. "قطان" يفشل في وقف التجاوزات ورغم تصريحات قطان، لم تتغير نبرة الهجوم الإعلامي على السعودية، وهو ما جعل الكاتب السعودي المقرب من دوائر صناعة القرار بالمملكة "جمال خاشقجي"، يعلق ساخرًا على ما يبدو من تصريحات قطان. وعبر موقع "تويتر"، نشر "خاشقجي" خبرًا للصحفي المصري المقرب من الانقلاب "إبراهيم عيسى"، بعنوان (إبراهيم عيسى: السعودية تمول تدمير سوريا والإرهاب الوهابي)، وأتبعه خاشقجي قائلا: "مع التحية لسفيرنا بالقاهرة الذي تكفل بإنهاء هذه المهزلة!. وكان الصحفي إبراهيم عيسى، قد قال -في أحدث مقالاته بجريدة "المقال"، اليوم الإثنين، التي يرأس تحريرها، تحت عنوان "ما فقدته السعودية بالسياسة تحاول أن تعوضه بالخراب"-: "لماذا لا نواجه السعودية بأنها تمول تدمير سوريا على يد "داعش" و"القاعدة" للخلاص من الأسد؟". ووجه "عيسى"، اتهامات حادة إلى المملكة العربية السعودية، بأنها تمول تدمير سوريا للخلاص من بشار الأسد، وأنها -أيضا- مولت انتشار "الوهابية" المسؤولة عن الإرهاب في العالم العربي، وفي المنطقة، زاعمًا أن "حرب المملكة ضد اليمن هي أقل الحروب شعبية، وشرعية"، وفق قوله. وأضاف "لقد نجحت إيران في اختراق سياسي هائل للعالم العربي، رغم أنها دولة محاصرة اقتصاديًا، وتكاد تكون دولة مفلسة، وتحت حرب غربية مستمرة منذ أربعين عامًا تقريبًا، ما يعني فشلًا عربيًا، في صراع النفوذ، فما فقدته السعودية بالسياسة تحاول أن تعوضه بالحرب، والخراب". أسباب الصمت مراقبون ونشطاء حاولوا تبرير الصمت السعودي تجاه تجاوزات الإعلام المصري، رغم الغضب الشعبي في المملكة، بأن السعودية لا تريد فتح أكثر من جبهة ضدها في الوقت الذي تحارب فيه الحوثيين في اليمن، بينما يرى آخرون أن السعودية لا تريد أن تظهر خلافها مع سلطات الانقلاب خوفًا من أن ترتمي مصر في أحضان إيران، وهو ما قد يصعب مهمة السعوديين في اليمن. فيما ذهب آخرون إلى القول بأن السعودية اعتادت على تجاهل مشاعر وغضب شعبها من الانقلاب المصري؛ لأنها قررت دعم الانقلاب، ومن ثم فهي تتغاضى في مقابل ذلك عن أي تجاوزات، والدليل أنها غضت الطرف عن التسريبات المهينة للدول الخليجية والسعودية على لسان عبد الفتاح السيسي ومدير مكتبه عباس كامل. ماذا يريد إعلام الانقلاب من السعودية؟ ولا يعد إبراهيم عيسى وحده هو من يشن هجومًا حادًا على المملكة العربية السعودية؛ حيث يصير على نهجه عدد كبير من الإعلاميين المصريين، من بينهم يوسف الحسيني، وتوفيق عكاشة، ومصطفى بكري، وغيرهم من الإعلاميين الموصوفين بالأذرع الإعلامية لقادة الانقلاب العسكري. وتتضارب الاستنتاجات بشأن أسباب هذا الهجوم المصري على الحليف السعودي، بين من يرى أنها محاولات إعلامية رخيصة لابتزاز السعودية بمزيد من "الأرز" والدعم بناءً على أوامر عليا، وآخرون يرون أن الهجوم يعود إلى شعور سلطات الانقلاب باتجاه السلطة الجديدة في السعودية للتخلي عن الانقلاب ودعمه.