مأساة يعيشها آلاف من أبناء قرى مركز طوخ والقناطر الخيرية، خاصة الواقعة على طرق خط 12، 11؛ بسبب الانبعاثات الصادرة من مكامير الفحم التي انتشرت بشكل كبير في المنطقة، وتسببت في إصابة المئات بالأمراض الصدرية وأمراض العيون. محمد مجدي بربش، من قرية العمار الكبرى، قال ل "التحرير" إن المكامير تمثل خطرًا جسيمًا على صحة المواطنين لأنه ينتج عنها أكسيد النيتروجين بالإضافة لوجود جسيمات عالقة بالجو من حبيبات الكربون والمركبات العضوية المتطايرة، ويوجد 124 مكمورة في قرى العمار الكبرى وبرشوم وأجهور، وتسبب تلوثًا كبيرًا؛ بسبب التمسك بالوسائل القديمة في عملية إنتاج الفحم. وأضاف بربش أنه يتم تفحيم الخشب بمعزل عن الهواء ودون تحكم في الانبعاثات الصادرة عنه في مساحة بارتفاع 20 مترًا وبعمق 10 أمتار ويستمر التشغيل لمدة 20 يومًا متواصلة وهذه المكامير العشوائية تستنزف 60% من وزن الخشب ويتبقى 40% من إجمالي الكمية ويحتوي الفحم المنتج على نسبة عالية من القطران الضار بصحة الإنسان. وذكر محمد عبد الهادي، أحد الأهالي، أن هذه المكامير تعمل بطريقة بدائية ينتج عنها تلوث الهواء بأكسيد الكربون الضار على صحة الإنسان، وتسببت في إصابة الأطفال بأمراض صدرية مزمنة، مطالبا محافظ القليوبية بسرعة التدخل لنقل هذه المكامير من قرى الوحدة المحلية بالعمار وأجهور والقناطر لصحراء بلبيس نظرًا لما تسببه لأهالي المنطقة من أمراض صدرية. يواقفه الرأي سعيد عفيفي من قرية أجهور الكبرى الذي أكد أن قرية أجهور وحدها بها أكثر من 100 مكمورة، وهى أكبر قري مركز طوخ من حيث عدد السكان والتلوث البيئي الناتج عن المكامير التي تنتشر داخل الكتلة السكنية رغم صدور قرارات بإزالتها منذ عام 1993، وإعطاء أصحابها أكثر من مهلة للتطوير أو الغلق، مضيفًا أن معظم أطفال أجهور مصابون بحساسية الصدر، وطالب بسرعة إيجاد أماكن بعيدة عن الكتل السكنية لنقل هذه المكامير، التي أصبحت مصدر دخل لعدد كبير من المواطنين، ومن الصعوبة غلقها. الحاج سعيد عبد العاطي، صاحب إحدى مكامير الفحم بقرية العمار الكبرى، أكد أن أصحاب المكامير يعيشون مأساة حقيقية بسبب تجاهل الدولة لهم وعدم رعايتها لهذه الصناعة الهامة، التي تعد مصدرًا للعملة الصعبة بسبب تصدير نسبة كبيرة من المنتج للخارج علاوة على اشتغال أكثر من 15 ألف شاب معظمهم من المؤهلات العليا في هذه الصناعة بدءًا من تقطيع الأخشاب وتشوينها حتى كمرها وتعبأتها فحماً، ومع هذا كله تقوم الدولة بعمل محاضر بيئية لهم وتطاردهم لنقلهم لصحراء بلبيس، مضيفًا أن المنطقة زارها كل وزارء البيئة من أجل حل مشكلة مكامير الفحم وتعقد الجلسات مع أصحاب المكامير والوزراء التي تنفض دون الخروج بحل يرضي الجميع.
من ناحية أخرى، قدم المهندس محمد عبد الظاهر، محافظ القليوبية، اليوم الأحد، بلاغًا للمحامي العام ضد أصحاب المكامير بسبب تزايد نسبة التلوث الناتجة من عمليات التشغيل العشوائي والإضرار بصحة المواطنين كما تم إخطار أجهزة الشرطة المعنية باتخاذ الإجراءات اللازمة حيال القرارات الصادرة بوقف تشغيل هذه المكامير وإزالة المخالف منها موضحًا ان صحة المواطن فوق كل اعتبار.