عندما ترى رجل مطلق لحيته ولو بشكل بسيط تعطيه لقب "الشيخ" وترى فيه التدين وربما يكون ذلك الشخص في الواقع عكس ما رسمت له هذه الصورة، فبعد قدوم الانقلاب وتحامل الإعلاميين على أصحاب "اللحى" أو كما يطلق عليه (المظهر الإسلامي) أصبح بعض المصريين يرى في أصحاب العمم والذقون أنهم مسئولون عن أعمال التفجير التي سادت بسبب أفعال واضطهادات الانقلاب للمناهضين له. حيث انتشر على موقع التواصل الاجتماعي، بعد مجيئ الانقلاب "العسكري" فيديو لرجل ملتحي يعمل في مهنة "مندوب المبيعات" والتي أصبحت مهنة آلاف المصريين الذين لم يجدوا في مجالهم مكان خالي نظرًا للمحسوبية والوساطة السائدة منذ عقود طويلة. وظهر في الفيديو الذي يبدو وأنه التُقطت بمحض الصدفة، الرجل الملحتي وهو يحمل شنطة ويدخل على بعض المصريين في مقهى شعبي ويقول لهم في (لهفة): "أنا آسف يا جماعة إن أنا هعمل كدا بس أنا مكنش قصدي إني أعمل كدا هما اللي أرغموني على كدا.. سمحوني أنا راجل متعلم.. هما اللي خلوني أعمل كدا.. وهرول "الرجل" داخل المقهى"، ولكن يبدو أن الرجل أراد لفت انتباه الحاضريين له حتى يستطيع أن يبع شيئًا من بضاعته، ولكن جاء الأمر على عكس ذلك. حيث هُرع الناس إلى خارج "المقهى" معتقديين أن ذلك الرجل الذي يطلق لحيته يحمل قنبلة ناسفه ستعصف بهم مثلما صور الانقلابيين لهم (أن كل من أطلق لحيته أو التزم بالزي الإسلامي فهو إرهابي). وسرعان ما أخرج الرجل بضاعته وعرضها لمن تبقى في مكانه.. حتى ضحك الحضور من فعلة اللذين هُرعوا إلى خارج "المقهى". وإلى متى سيستمر تصوير الإسلام والإسلاميين على أنهم الرعب الأكبر حتى أنهم يصورونهم بأنهم الخطر القادم وهم أقوى وأبشع من الأسلحة الفتاكة وأن الشيوعية والليبرالية أفضل وأسمى مما يريدونه هؤلاء.