“"بوتين يتراجع ..رد الفعل الروسي على إسقاط طائرتها"..هكذا عنون موقع "فيسكال تايمز" الأمريكي تقريرا اليوم الأربعاء متحدثا عن موقف موسكو من تفجير تركيا المقاتلة "سوخوي 24” بعد اتهامها بحظر مجالها الجوي. وكان وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قد أعلن الأربعاء إن روسيا لا تعتزم شن حرب على تركيا. وقال لافروف في مؤتمر صحفي "لا نعتزم شن حرب على تركيا. موقفنا من الشعب التركي لم يتغير. لدينا تساؤلات بشأن تصرف القيادة الحالية في تركيا". ويقول التقريير، حسب ترجمة مصر العربية، بعد يوم من إسقاط القوات التركية الطائرة الروسية بالقرب من الحدود السورية في حادث يضع الولاياتالمتحدة والناتو في موقف شديد الصعوبة، استبعدت موسكو فكرة رد فعل واسع النطاق. الأربعاء، أمر الرئيس فلاديمير بوتين بنشر أنظمة دفاع صاروخي متقدمة في القاعدة الروسية الجوية التي تقع في اللاذقية بسوريا، وتبتعد نحو 30 ميلا عن الحدود التركية. صواريخ "إس-400” تستطيع حماية القوات الجوية من التهديدات الجوية على مسافة 250 ميلا. وعلاوة على ذلك، ستصاحب المقاتلات الروسية طائرات "سو 30 إس إم"، أثناء الضربات الجوية في سوريا. التحركات المذكورة عززت قرارا روسيا سابقا بتحريك الطراد "موسكفا" الذي يدعم الأنظمة المضادة للطائرات، قبالة ساحل اللاذقية. من جانبه، قال وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو في مقابلة مع مسؤولين عسكريين: “ستكون جاهزة لتدمير أي هدف جوي يشكل خطرا محتملا علينا". تلك التحركات تمثل فقط جزءا من رد الفعل الروسي على الحادث الذي وصفه بوتين ب" الجريمة"، و"طعنة في الظهر" بالرغم من تقارير متعددة أفادت بأن تركيا حذرت الطائرة 10 مرات طالبة منها مغادرة مجالها الجوي. وبالرغم من ذلك، فإن تصعيدا عسكريا إضافيا روسيا يبدو غير محتمل، إذا أن كلا من روسيا والناتو لا يمتلكان سببا للرغبة في تصعيد الحادث إلى حرب. بيد أن حكومة بوتين تتخذ خطوات للضغط ماليا على أنقرة. وأعلنت روسيا حظرا غير رسمي يتعلق برحلاتها السياحية إلى تركيا، وذكرت تقارير أن شركات سفر عديدة توقفت عن بيع تذاكر رحلات إلى المنتجعات التركية. ويزور أكثر من 4 مليون سائح روسي تركيا سنويا، وقد تتسبب مقاطعة طويلة المدى في ضربة كبيرة للقطاع السياحي التركي ومواردها المالية الإجمالية. ورغم أن الكرملين لم يمنع الشركات بشكل صريح من بيع رحلات إلى تركيا، لكن الخارجية الروسية أوصت مواطنيها، بمصطلحات صارمة بتجنب الذهاب إلى تركيا لأسباب تتعلق بالسلامة". وقال بوتين إن التحذير كان ضروريا، وزاد بقوله: “بعدما حدث أمس، لا نستطيع استبعاد المزيد من الحوادث، وإذا حدثت بشكل أو بآخر، سيتعين علينا اتخاذ رد فعل". ومضى يقول: “مواطنونا في تركيا بالطبع قد يتعرضون إلى خطر معتبر، وبالتالي فإن الخارجية ملتزمة بالتحدث عن ذلك". وفي ذات الأثناء، قالت وكالة ريا نوفيتسي إن مشرعين روس تقدموا بمشروع قانون لمحاسبة أي شخص ينكر مذبحة الأرمن. مشروع القانون يستهدف إحراج أنقرة على المسرح العالمي، جراء رفضها المستمر الاعتراف بالمذابح التي استمرت من 1915-1917، ويعتقد أنها قتلت خلالها اكثر من مليون شخص، كإبادة جماعية. 18 دولة فقط وصفت ذلك بالمذبحة، بينها فرنسا، التي بدأت التنسيق مع آلة الحرب الروسية في سوريا بعد هجمات داعش الأخيرة في باريس التي قتلت 130 شخصا. ومن المقرر أن يزور الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند روسيا الخميس كجزء من جولة دولية للضغط على الحلفاء لفعل المزيد في الحرب ضد داعش. من الممكن أن يمتد رد الفعل الروسي على إسقاط الطائرة إلى مجالات اقتصادية أخرى مثل التجارة. وقال لافروف إن موسكو قد تعيد تقييم علاقاتها مع تركيا بشكل جاد.