فى مفارقة قوية لا نستبعدها من كتاب العسكر والموالين له ، قال الكاتب الصحفى المعروف بولائه للانقلاب العسكرى، محمود الكردوسى، أن السيسى سيتزايد غضبه فى الفترة المقبلة مؤكداً أن السيسى طالب رجال الأعمال مرارًا وتكراراً التبرع لصندوق تحيا مصر ولكنهم رفضوا، فصب غضبه على "دياب" والباقية آتيه. وأضاف الكردوسى فى مقاله المنشور اليوم على صحيفة الوطن، أنه يتمنى أن يطيح السيسى بكل رجال الاعمال المتواجدين خاصةً من "فرشوا له أوروبا بالورود خلال زياراته، وقاموا بحملة اعلاناته هناك"، فى إشارة منه إلى أبو هشيمة وأبو العينين. وتابع الكردوسى فى مقاله قائلاً، تساهل الرئيس (قائد الانقلاب العسكرى) حين تركهم يعبثون فى اقتصاد البلد ويغرقون عملته المحلية ويتلاعبون بالبورصة، والأكثر من ذلك أنه كافأهم بحصة الأسد فى مشروعاته الكبرى!. لقد سلّم -فى المحصلة النهائية- رقبة المواطن لرجال الأعمال، والنتيجة أن "الزغلول الكبير"، أسطورة الهواء (محمولاً ومرئياً) هجم على كعكة الانتخابات البرلمانية، وعقد العزم على شراء برلمان "30 يونيو" بكل الطرق، وأياً كانت التكلفة، وسلط إعلامه الخاص على الرئيس شخصياً، وعلى كل مؤسسات الدولة (وهى فى الحقيقة خربة، وبعضها يستحق الحرق)!. أثبت الزغلول الكبير للجميع أنه أقوى من الدولة، واعترف أكثر من مرة أنه يطمح إلى تشكيل أول حكومة برلمانية. وأن هذه الحكومة (التى أسال من أجلها نهراً من الفلوس) ستبدأ عملها بإلغاء قانون الإرهاب والإفراج عن الشباب "الكيوت" المحبوسين على ذمة قضايا منظورة أمام السلطات المختصة. وأنا لا أستعبد أن تطالب حكومة هذا الزغلول الداهية بخصخصة مياه النيل، وتحويل المعابد الفرعونية إلى "فنادق سبع نجوم"، وقد تدفعه لوثة غرور إلى المطالبة بسحب الثقة من الرئيس نفسه. كنت أتمنى أن تكون الضربة الأولى من نصيب هذا الرجل، لأن الدولة بشكلها الحالى، وباعترافه أيضاً، لا تعجبه ويسعى إلى هدمها بكل الطرق. هو يريدها دولة رجال أعمال، وليذهب الغلابة إلى الجحيم. هذا الرجل -وكثيرون مثله- لا يُخفِى عداءه الفج لكل ما تركه عبدالناصر لهؤلاء الغلابة، وإذا مددتَ الخط على استقامته ستدرك أنه يخفى عداءً مفرطاً للمؤسسة العسكرية، فهل سأعيش حتى أراه كما أتمنى؟!. افعلها يا سيادة "الرئيس".