نشرت الصحف المصرية والمواقع الإلكترونية يوم أمس السبت خبر زيارة بابا الإسكندرية وبطريرك الكراز المرقسية، تواضروس الثانى، الداعم الرئيسى للانقلاب العسكرى، إلى أثيوبيا، والتى تشهد مع مصر حالياً صراع "مائى" بسبب سد النهضة الذى أنجزت منه أكثر من 47 % بموافقة العسكر، بعد توقيع الاتفاقية الأخيرة بحضور رئيس السودان. صحف الانقلاب: زيارة تواضروس من أجل مياه النيل بعض الصحف المصرية الموالية للانقلاب العسكرى، قالت فى محتوى الخبر أن زيارة تواضروس جائت بالتزامن مع تصاعد التوتر مع أثيوبيا بسبب استكمال عملية بناء سد النهضة، وتغنت بذلك على طريقة رجال السيسى داخل المؤسسة العسكرية، وقالت انه ذاهب إلى هناك بناء على رغبة، عبدالفتاح السيسى(قائد الانقلاب العسكرى)، دون أن تعلن عن مخطط أو رؤيا للزيارة. "الأهرام" تُحرج سلطات الانقلاب وتنهى الجدل وفى سياق متصل قامت بعض الصحف الأخرى، بتنويع الخبر دون ان تثبت أو تنفى أسباب الزيارة، خوفًا من الرقيب بالطبع. ومرة جديدة تنهى صحيفة الاهرام الجدل حول أمر خرج من رجال السيسى، وتقوم بعمل حوار كامل مع تواضروس حول زياراته لأثيوبيا وأسبابها الحقيقية. وقال إن الزيارة تأتي للاحتفال ب"عيد الصليب"، وهو أكبر الأعياد الإثيوبية، كما أنها تأتي "ردا على زيارة بطريرك إثيوبيا متياس الأول إلى مصر، في يناير الماضي، وتواصلا للمحبة بين الكنيستين المصرية والإثيوبية"، على حد قوله. مراوغة ولم يعط تواضروس إفادة واضحة حول مدى إمكان تدخله في ملف "سد النهضة"، الذي يثير التوتر بين مصر وإثيوبيا حاليا، مكتفيا بالقول إن "الإحساس الوطني وعلاقة الكنيستين يدفعني من أجل وجود حالة من التوافق بين البلدين"، دون أن يحدد المقصود بعبارته هذه. وأضاف: "أرى أن روح الحوار والاحترام تسود علاقات مصر وإثيوبيا الآن، وأن الحوار هو الوسيلة الأمثل فى حال وجود أي وجهات نظر مختلفة"، وفق قوله. وذكر المتحدث الرسمي باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، القس بولس حليم، على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أمس السبت، أنه كان في استقبال البابا والوفد المرافق له في المطار السفير المصري في إثيوبيا ومساعديه، وعدد كبير من العاملين في السفارة المصرية هناك، بالإضافة إلى سفير إثيوبيا في القاهرة، وعشرة من المطارنة، وأعداد كبيرة من الكهنة، والأقباط المقيمين هناك. نشطاء ل"تواضروس" تراجع وانتقد ناشطون عدم تطرق البابا لأزمة "سد النهضة" خلال زيارته، وطالبوه بأن يعيد النظر فى أجندتها، وأن يضع هذا الملف ضمن أولوياته، مؤكدين أنه ليس المطلوب منه أن يستجدي الإثيوبيين بتفهم المطالب المصرية، لكن أن يشرح لقادة الكنيسة الإثيوبية خطورة القضية للشعب المصري، وصعوبة أن يفرّط في نصيبه من مياه النيل. وكان منسق العلاقة بين الكنيستين المصرية والإثيوبية، الأنبا بيمن، استبق الزيارة بالقول إنها لا علاقة لها بالوضع السياسي، ولن تتطرق لأي أبعاد سياسية، موضحا أن برنامجها سيتضمن زيارات للأماكن السياحية "المسيحية" في إثيوبيا. الكنيسة لن تتدخل فى مفاوضات سد النهضة وكان البطريرك الإثيوبي، متياس الأول، بعث برسائل غير مباشرة، إبان زيارته للقاهرة، في يناير الماضي، تدعم عدم التداخل بين الكنيسة والدولة بشأن أزمة سد النهضة، مشيرا إلى أن ملف السد بين أيدي لجنة خبراء، وأن الكنيسة لا تتدخل في هذا الشأن. مضيعة للوقت وفي وقت سابق، ذكر تقرير لموقع "مونيتور" الأمريكي أن "اللجوء للكنيسة أو المؤسسات الدينية في الوقت الراهن لحل الخلاف المستمر حول مياه النيل مضيعة للوقت، ولن يكون سببا في دفع المفاوضات إلى طريق الحل"، وفق التقرير.