انتقدت عدد من المنظمات الدولية تركيز المجتمع الدولي على إحلال السلام في إقليم دارفور، وتناسيه قضايا التنمية والسلام في الجنوب السوداني، محذرة من أن استمرار ذلك الإهمال من شأنه أن يقود إلى انفصال الجنوب عن الخرطوم. وذكرت صحيفة (الصحافة) السودانية، أن مجموعة الأزمات الدولية دعت المجتمع الدولي إلى الاستيقاظ من سباته من أجل دعم تنمية الجنوب، حرصًا على وحدة السودان، محذرة من أن تجدد الاشتباكات في الجنوب قد تقود إلى الانفصال. من جانبه، أيّد عضو وفد الحكومة في مفاوضات نيفاشا، الدرديري محمد أحمد، القيادي بالمؤتمر الوطني، البيان الصادر عن مجموعة الأزمات الدولية، وقال: إنه من التحليلات الواعية القليلة التي تصدر عن الأزمات الدولية. وأضاف الدرديري أن السودان ظل يعاني من تسليط المجتمع الدولي الأضواء على أزمة دارفور على حساب متابعة تطبيق اتفاق نيفاشا، مؤكدًا أنه رغم أن قضية دارفور جديرة بالاهتمام، إلا أنه ليس بهذا الشكل المطلق؛ لأن اتفاق نيفاشا أعاد صياغة السودان، مشددًا على أن تنفيذه يعالج جميع قضايا السودان خاصة دارفور. وحول تعليق البيان على خطابي الرئيس عمر البشير ونائبه الأول سلفاكير ميارديت في احتفالات السلام بجوبا قال الدرديري: إن خطاب سلفا لم يكن موفقًا لاستهلال العام الثالث من عمر اتفاق السلام، وذكر أنه تحدث بوصفه رئيسًا للحركة الشعبية وليس الرجل الثاني في الدولة، وزاد: "هذا اختزال, ونأمل أن يتنبه سلفاكير لقبعاته الأخرى"، حسب تعبيره. فيما دافع الدرديري عن خطاب البشير، وقال: إنه كان مضطرًا للدفاع عن المؤتمر الوطني، وناشد النائب الأول للحضور من جوبا لمناقشة قضية إبيي الموجودة في أجندة رئاسة الجمهورية منذ يونيو الفائت "بدلاً من إثارة القضية في المنابر العامة". من جهتها، صرّحت المديرة الإقليمية للجنة الإنقاذ الدولية ومقرها الولاياتالمتحدة "باتي سوان" بأن تركيز المجتمع الدولي على دارفور يهدد اتفاق السلام بين الشمال والجنوب، وأضافت في بيان صحافي مشترك صدر عن خمس وكالات إغاثة دولية أمس "التقدم البطيء في تطبيق الاتفاق مثير للقلق بشدة إذا لم يكن هناك دعم نشط لعملية السلام فهناك خطر حقيقي بتجدد القتال".