اعترف كارل إيكنبري قائد قوات الاحتلال الأمريكي في أفغانستان بأن هجمات المقاومة الأفغانية "طالبان" زادت في ديسمبر الماضي بمقدار 200 % بينما قدّر مسئولو المخابرات الأمريكية زيادتها بمقدار 300% منذ سبتمبر الماضي. وزعم إيكنبري - بحسب وكالة أسوشيتد برس – إنه على الرغم من ذلك إنه واثق في أن الولاياتالمتحدة وقوات "الناتو" سيكون النجاح لهما في السيطرة على ميادين القتال غير أنه توقّع أن تشهد أفغانستان "ربيعًا عنيفًا" مشيرًا إلى زيادة هجمات طالبان في شهر ديسمبر الماضي بنسبة 200%. وحمل الكولونيل توماس كولينز الناطق باسم قوات الاحتلال في أفغانستان اتفاقية السلام بين الحكومة الباكستانية وعشائر شمال وزيرستان مسئولية تلك الزيادة وقال كولينز: العدو يستغل هذه الاتفاقية لتنفيذ هجمات في أفغانستان". وأعرب "روبرت جيتس" وزير الدفاع الأمريكي عقب لقائه مع "إيكنبري" عن قلقه من أن ظهور حركة "طالبان" مرة أخرى, يهدد بجعل أفغانستان ملاذًا لمن أسماهم بالإرهابيين على حد قوله. وادعى إيكنبري: إن كبار قادة طالبان يديرون المقاومة الأفغانية من خلال إقامتهم في باكستان. وكشف ضابط بالمخابرات العسكرية الأمريكية رفض الإفصاح عن هويته عن إحصاء القوات الأمريكية لعدد هجمات طالبان في العام الماضي، مشيرًا إلى أنها زادت بنسبة 300%. وقال هذا الضابط: بلغت الهجمات الفدائية في عام 2006 عدد 139، مقارنة ب 27 هجوم في عام 2005، بينما تضاعف عدد الهجمات بالعبوات الناسفة من 783 في عام 2005 إلى 1677 في عام 2006، فيما سجلت الهجمات المباشرة رقم 4542، مقارنة ب 1558 في عام 2005. وتوقع إيكنبري أن "طالبان" ستركز هجومًا في فصل الربيع القادم في المناطق الجنوبية من أفغانستان، خاصة في مدينة قندهار وغيرها من مدن الجنوب. وعلى صعيد آخر أكدت حركة طالبان اليوم اعتقال المتحدث باسمها محمد حنيف في ولاية ننجرهار جنوب البلاد وقالت إنها عينت زدي الله مجاهد بدلا منه. وقال الناطق باسم الحركة قاري محمد يوسف إن حنيف اعتقل بالفعل في ننجرهار الاثنين الماضي مضيفا أن طالبان عينت زدي الله مجاهد مكانه. وقال مسؤول في الاستخبارات الأفغانية أن شخصين كانا برفقة حنيف اعتقلا أيضا وأن الثلاثة استجوبوا من قبل الاستخبارات الأفغانية في جلال آباد عاصمة الإقليم. وكانت الحكومة الأفغانية - الموالية للاحتلال –قدأعلنت أمس الثلاثاء لأنباء عن قيام عملاء جهاز المخابرات الأفغاني الحكومي، بإلقاء القبض على أحد الناطقين الكبار، الهامين، باسم حركة المقاومة الإسلامية طالبان، بينما كان يحاول العبور إلى أفغانستان، قادمًا من باكستان. وفي حديث مع وكالات الأنباء العالمية، قال الناطق باسم جهاز المخابرات الأفغاني الحكومي "سيد أنصاري": "محمد حنيف ألقي القبض عليه يوم الاثنين، في موقع "تورخام" الحدودي". وبحسب شبكة "جانج"، أضاف أنصاري: "ضباط المخابرات في المنطقة الشرقية من أفغانستان - ألقوا القبض في مدينة جلال آباد على "عبد الحقيق"، الذي كان يعمل تحت اسم رمزي هو "محمد حنيف"، وكان الناط الرسمي باسم طالبان". وأضاف المسئول المخابراتي الأفغاني: "تم إلقاء القبض عليه، بينما كان داخل في أفغانستان، عند حدود تورخام وتأكدنا من هويته، وكانت لدينا معلومات مخابراتية أنه سيكون في هذا المكان، والآن هو في يدنا". وأشارت الشبكة إلى أن "حنيف" تحدث مع أجهزة الإعلام الدولية، والأفغانية، بانتظام من مواقع سرية، وكان يدلي ببيانات حول نشاطات طالبان في شرق أفغانستان، وكان أحد أهم الناطقين باسم طالبان، مع ناطق آخر يدعى "يوسف أحمدي"، الذي يتولى عادة الحديث عما يقع من نشاطات للحركة جنوبأفغانستان. ولفتت الشبكة إلى أن "حنيف، وأحمدي" تم تعيينهما ناطقين باسم طالبان، بعد اعتقال "عبد اللطيف حكيمي" الناطق السابق لطالبان في باكستان، في أكتوبر من عام 2005. في غضون ذلك أكد وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس في تصريحات في قاعدة بغرام شمال كابل أن القادة العسكريين الأميركيين بأفغانستان أوصوا بزيادة قواتهم العسكرية لمواجهة موجة جديدة من الهجمات يتوقع أن يقوم بها مقاتلي طالبان. وتأتي تصريحات غيتس قبيل سفره إلى ولاية قندهار حيث التقى قادة القوة الأميركية العاملة ضمن قوة المساعدة الأمنية المعروفة بإيساف والتي يقودها حلف الناتو. وقال غيتس إن معدل القوة الأميركية لهذا العام سيعتمد جزئيا على عملية نشر القوات في أفغانستان من قبل الدولة الأخرى المشاركة في الناتو. وفي إشارة إلى تزايد هجمات مقاتلي طالبان في الأقاليم المحاذية للحدود مع باكستان قال غيتس إن الولاياتالمتحدة "ستحتفظ بالمبادرة" لمنع مقاتلي طالبان من تجميع قواهم.