كشفت امس تسريبات جديدة نشرها موقع ويكيليكس عن أن السفير الأمريكي في كابول وصف الرئيس الأفغاني حامد قرضاي بال "الضعيف و"يعاني من جنون الارتياب". وأضافت التسريبات أن الرئيس الافغاني شخص حالم وضعيف لا يملك اي معرفة بأسس بناء بلد، لكنه يعتبر نفسه بطلا قوميا بإمكانه انقاذ البلاد من التقسيم. واشار الي ان قرضاي يكرر نظريات المؤامرة التي يري فيها ان الولاياتالمتحدة تريد اضعافه او تسعي الي تقسيم باكستان. وأشارت صحيفة جارديان البريطانية إلي أن السفير الأمريكي كارل ايكنبري قال إن الرئيس الافغاني لا يجيد حتي ادني وابسط مبادئ وسبل بناء دولة. وقالت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" أمس إن هذه التسريبات تلقي الضوء أيضا علي ملف الفساد في افغانستان واستياء الولاياتالمتحدة من انتشاره، وكذلك من المعلومات التي تحدثت عن دعم قدمته طهران لمسلحي طالبان. يتحدث السفير الأمريكي في برقية اخري عن مدي صعوبة مكافحة الفساد واقامة صلة بين الشعب وحكومته عندما يكون المسئولون انفسهم فاسدين. وكتب ايكنبري هذه المذكرة بعدما التقي احمد والي قرضاي شقيق الرئيس الأفغاني في مدينة قندهار الجنوبية. وفي برقيات اخري وصف احمد والي قرضاي بانه "زعيم عصابة للمخدرات فاسد". وكشف ايكنبري في احدي هذه الوثائق عن قلقه حيال المدي الذي وصل اليه الفساد في البلاد ومن الطريقة التي يفكر فيها كرزاي. وأشار الي انه اصبح من الصعب دحر الفساد وخلق صلة بين الشعب وحكومته، في حين ان مسئولين رئيسيين في هذه الحكومة هم انفسهم فاسدون. وجاء في احدي هذه الوثائق ان اكثر من 190 مليون دولار قد نقلت من مطار كابول إلي دبي بين يوليو وسبتمبر في فترة اعادة انتخاب الرئيس قرضاي. كما اشير في احدي الوثائق الدبلوماسية الي ان احمد ضيا مسعود الذي كان نائبا للرئيس زار الامارات العربية المتحدة ومعه 52 مليون دولار نقدا. ونقلت صحيفة جارديان عن وثيفة تعود لعام 2008 جاء فيها ان زعيم المعارضة المحافظة حينها ورئيس الحكومة البريطانية الحالية ديفيد كاميرون قال ان دائرة نفوذ قرضاي تتقلص عاما بعد عام. وأشارت وثائق دبلوماسية أمريكية سرية ان الولاياتالمتحدة مستاءة من الفساد المستشري في افغانستان وهواجس الرئيس حميد قرضاي في نظرته الي العالم. ونوهت إلي ان الولاياتالمتحدة قلقة ايضا من الدور الذي لعبته ايران في افغانستان وكذلك من المعلومات التي تحدثت عن دعم قدمته طهران لمتمردي طالبان. وقالت صحيفة نيويورك تايمز التي نشرت الوثيقة المشار اليها، ان مسعود شقيق الزعيم الافغاني احمد شاه مسعود الذي اغتيل في 2001 نفي اي اختلاس للاموال ردا علي سؤال للصحيفة التي اشارت الي ان سيارة رولز رويس تقف امام منزله في دبي. وكشفت برقيات دبلوماسية أخري ان مسئولين عسكريين امريكيين وافغاناً ومن بينهم الرئيس الأفغاني نفسه، انتقدوا عمل القوات البريطانية في اقليم هلمند بجنوب افغانستان واتهموها بخلق البلبلة. واضاف أن قرضاي اخذ علي القوات البريطانية عدم قدرتها علي فرض الامن في هذا الاقليم، احد معاقل التمرد الافغاني الذي تقوده طالبان. وكشفت برقية ارسلت في ابريل 2007 ان القومندان دان ماكنيل، قائد قوات الحلف الاطلنطي، اعرب لضابط أمرييك عن استغرابه لعدم بذل البريطانيين الجهود الكافية. وقال إنهم خلقوا بلبلة في هلمند وكانت خطتهم سيئة. وفي برقية اخري ارسلت في 21 فبراير 2009 تحدث الرئيس الأفغاني عن عدم كفاءة البريطانيين الامر الذي ادي الي انهيار القانون والسلطة في اقليم هلمند. ونقلت البرقية عن قرضاي قوله "عندما عدت للمرة الاولي الي افغانستان، كان معي فقط 14 جنديا أمريكيا. كان بإمكان البنات الذهاب الي المدرسة بكل امان. الآن ومع انتشار الجنود البريطانيين في هلمند، لا يشعر الناس بالامان". وانتقد مسئول أمريكي برقية ارسلت بتاريخ 8 ديسمبر 2008 الوسائل التي يعتمدها البريطانيون. وقال "نحن الامريكيون وقرضاي متفقون علي ان البريطانيين ليسوا علي مستوي مهمتهم لفرض الامن في اقليم هلمند". يذكر ان الوثائق التي تنشر منذ الاحد الماضي تشكل الدفعة الثالثة الكبيرة من الوثائق السرية جري تسريبها من خلال منظمة ويكيليكس اذ سبق أن نشرت المنظمة 77 ألف وثيقة سرية مرتبطة بالنزاع الأفغاني في شهر يوليو الماضي، كما نشرت 400 ألف وثيقة حول الحرب العراقية في شهر أكتوبر الماضي.