عمرو موسى، أمين عام جامعة الدول العربية المنتهية ولايته، إن الدول العربية اختارت الدكتور نبيل العربي بالإجماع أميناً عاماً للجامعة العربية. وأعرب موسى خلال كلمته التى اختتم بها مدة خدمته في الجامعة عقب الاجتماع التشاوري للوزراء العرب عن تحيته لقطر بسبب "قرارها سحب المرشح القطري، وعملها على لم شمل الأمة العربية، وإنهاء أزمة اختيار الأمين العام".
وأضاف الأمين العام السابق "الآن تركت الجامعة العربية في يد أمينة، وفى يد قومية، تعشق الأمة العربية وتعمل لمصلحة العمل العربي المشترك، الآن أستطيع أن أقول لكم.. السلام عليكم".
وضجت القاعة بالتصفيق عقب انتهاء موسى من كلمته، ووقف الجميع لتحيته، واستمر التصفيق لدقائق، وتأثر موسى بالتحية الحارة من الوزراء العرب فدمعت عيناه، وقال لهم "أنتم الآن في أيدي أمينة".
من جانبه عبر الدكتور نبيل العربي، الأمين العام الجديد للجامعة العربية، عن شكره وتقديره وامتنانه لدولة قطر، وشيخها حمد بن خليفة، ورئيس وزرائها ووزير خارجيتها الشيخ حمد بن جاسم، لتنازل مرشحها لصالح مصر، وقبولها أن يتم اختيار الأمين العام بالتوافق بين الدول الأعضاء.
وقال العربي في كلمة مرتجلة "لم أكن أعلم أنني سأحظى بالاختيار، ومن دواعي سروري وسعادتي أن أحظى بهذه الثقة الغالية من الجميع لاختياري أمينا عاما، وبهذه المناسبة يشرفني أن أتقدم بالشكر للجميع على هذه الثقة".
وأضاف "أتولى هذه المهمة الصعبة في وقت تمر فيه الأمة العربية بالكثير من الصعوبات، ومن الصعب أن أقول إنني سأسير على نفس الدرب الذي قاده عمرو موسى باقتدار، لأنه بالفعل نقل الجامعة العربية نقلة نوعية كبيرة، واستطاع أن يرفع من شأن الجامعة كثيراً".
وتابع "أتعهد بأن أسعى بقدر الإمكان بنفس الخطوات التى قام بها موسى وأن أحاول القيام بواجبي على النحو الأكمل". وأشار العربي إلى أن مهمة الأمين العام "ليست حضور الاجتماعات الوزارية أو القمم، وإنما سيقترح وسيوصى وفي النهاية سيختار القرار السياسي الصائب".
وأضاف "العمل العربي المشترك يمر اليوم بوقت صعب وعلينا جميعا أن نتكاتف لتحقيق مسيرة جيدة للعمل العربي، وأرجو أن أتمكن من أداء هذه المهمة على الوجه الذي يرضى الجميع".
في المقابل، أثنى رئيس الوزراء القطري ووزير الخارجية، حمد بن جاسم، على اختيار مصر للعربي، وقال إن قطر "تقدمت بمرشحها وسحبته تقديرا لمصر ولثورة 25 يناير".
وأوضح بن جاسم أن "الانسحاب القطري بدأ عندما زار أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة، مصر، منذ أسبوعين، وتشاور مع القيادة المصرية بشأن أن يكون الأمين العام القادم من مصر تقديرا لمصر ولثورة 25 يناير التى قادها الشباب». وقال: «قطر تنازلت عن هذا المنصب لأن المرشح القطري هو مصري والمرشح المصري هو قطري".
وعبر رئيس وزراء قطر عن تمنياته للعربي بالتوفيق، وقال إنه "الاختيار الصحيح لهذا المنصب، وهو ليس بالأمر الهين، ونأمل أن يوفقه الله ويعينه على عمله وعلينا لمصلحة الأمة العربية".
وقدم وزراء الخارجية العرب ورؤساء الوفود التهنئة لكل من مصر وقطر على "التوافق والروح القومية الطيبة"، كما تقدموا بالتهنئة لكل من موسى والعربي، مؤكدين أنها بداية موفقة للعمل العربي المشترك في الفترة المقبلة.
كانت مصر قد قررت بشكل مفاجئ سحب ترشيح الدكتور مصطفى الفقي، في بداية الجلسة التشاورية لوزراء الخارجية العرب، واستبداله بالدكتور نبيل العربي وزير الخارجية، ثم تلا ذلك إعلان قطر سحب مرشحها للمنصب الدكتور عبد الرحمن العطية، وتأييد المرشح المصرى الجديد، وهو ما أدى إلى حدوث توافق عربي على المرشح المصرى.
نبيل فهمي الأقرب للخارجية فى سياق متصل، قال السفير السابق هانى خلاف أن اختيار الدكتور نبيل العربي وزير الخارجية كأمينا عاما للجامعة العربية اختيار موفق لصالح مصر يعطي رصيدا أكبر لثقل وتواجد مصر فى الجامعة العربية ، رافضا خلال حواره مع الزميل جابر القرموطي فى برنامجه "مانشيت" على اون تي في ، ما يتردد عن وجود مؤامرة لإقصاء العربي عن وزارة الخارجية بعد حديثه بشكل مبشر عن امكانية عودة العلاقات المصرية الايرانية مفسرا ذلك بأنه نفس ما اشيع عندما تولي عمرو موسي المنصب بعد نجاحه فى منصبه وأنه يهدد استقرار النظام المصري لما يمتلكه من كاريزما محبوبة وهو ما ادي لابعاده من منصبه كوزير للخارجية.
وأضاف خلاف أن مصر تأخرت نسبيا فى اعلان اسم مرشحها للأمانة وسبقت قطر بتسمية مرشحها ثم حدث اتفاق فى اللحظات الاخيرة من الجانب المصري للابقاء على المنصب فى مصر بعد المعارضة القوية من دولتي قطر والسودان لاسم الفقي فى المنصب ، فكان الاتفاق على سحب مرشحا مصر وقطر وتسمية مرشح مصري اخر متفق عليه ، مشيرا الي أن الجميع يعرف أن الثقل السياسي لمنصب وزير خارجية دولة ذات سيادة مثل مصر يساوي فى الاهمية وقد يفوق فى بعض الاوقات أهمية الامين العام للجامعة العربية فمنصب الامين سياسي مهم فى حدود ما اتاحه ميثاق الجامعة العربية ، مرشحا السفير نبيل فهمي خلفا للعربي فى وزارة الخارجية.
فيما قال اشرف العشري مساعد رئيس تحرير الاهرام ان هناك حواجز كثيرة كانت ضد اختيار الفقي أمينا عاما للجامعة العربية أهمها اعتراض دولتي السودان وقطر اللتين لعبتا دور مناهض للفقي خاصة قطر التى لعبت بورقة المال السياسي ، واضاف ان قطر ودول الخليج كانت تعلم انها ستوافق على أى مرشح مصري مكافئة لمصر بعد الثورة لذا كان الاعتراض على الفقي للضغط لاختيار العربي بديلا له وهو وزير محترف كان قد أدلي بتصريحات حول إعادة فتح الملف مع ايران وان هناك تحرك مصري تجاه ايراني وتعاوني وهو ما يضر دول الخليج كلها لذا ناهضت هذه الدول ترشيح الفقي لايصال رسالة للجانب المصري.