أكد المرشد العام للإخوان المسلمين، خلال حواره لبرنامج الحياة اليوم، مساء أمس، الأحد، أن النظام السابق فشلت خطته، حتى كلمة المحظورة التي ظن أنها تمنعنا عن الظهور جعلت العالم كله يتحدث عنا. كما أكد أنه مازالت عناصر أمن الدولة وفلول من الحزب الوطني داخل بعض الوسائل الإعلامية لتشويه صورة الجماعة. ورفض بديع أن يكون هناك خلاف بين صفوف أعضاء الجماعة، وقال "تنوع الآراء لا يعنى انشقاقا لكننا لم نتعود بعد على مناخ الديمقراطية، وجميع الاقتراحات ستأخذ مساراتها في العرض والفحص للنقاش،
وقال بديع "الإخوان المسلمين كجماعة اختارت مواصفات فقهية لرئيس الجمهورية لكن الحزب سيكون اختيارا شعبيا حرا مفتوحا، يعطى الحق لترشح المرأة والقبطي لرئاسة الجمهورية من خارج الحزب لكن الجماعة لن ترشح إلا رجلا مسلما وفى النهاية التصويت سيكون للشعب".
كما اعتبر أن التصريحات التي أعلنها الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح هي "خروج عن السياق " ولا تعبر عن الجماعة، قائلا " آراؤه الشخصية لا يعنى أننا ندعمها، وأي مخالفة عن الجماعة لها خطوط في التعامل معها".
واعتبر أن أي حزب سياسي يخرج عن أعضاء الجماعة غير " الحرية والعدالة " لا يعبر عنها ، وقال " الجماعة تعرف الرجال بالحق وليس الحق بالرجال ولا نتعلق بأشخاص معينة ولو حتى المرشد ، لأننا جماعة مؤسسية، ومهدي عاكف المرشد السابق على سبيل المثال عند رحيله بايعني وقال لي أنا جندي في صفوف الإخوان، في الوقت الذي لا يحق له عضوية الجماعة وهو ما تقتضيه لائحتها".
وردا على من يمثل التيار الإسلامي فى مصر، قال بديع "التيار الإسلامي والدين متجذران بعمق في الشعب المصري، والتنوع شيء طبيعي لكن بشرط وضع ضوابط عدم الخروج على القواعد الأصيلة للإسلام مثل نبذ العنف والقضية الأصلية أن يكون الاختيار للأمة"، موضحا أن الإخوان يحاولون الاتصال بكل التيارات، قائلا "الإسلام حذرنا من الانقسام، ومصر في أزمة كالبيت الذي احترق ويجب أن نتحد لبنائه مرة أخرى".
وتعليقا على وصف الشيخ محمد حسين يعقوب بوصف يوم الاستفتاء بغزوة الصناديق قائلا "لا يجب أن نحكم على الإسلام بأخطاء شخصية، لأننا نجتمع في المناسك والعبادات وهو ما سيؤصل ما بينهم".
ورفض مرشد الإخوان تصريحات عبود الزمر على وسائل الإعلام عقب خروجه من السجن، وقال: " قدم رسالة خاطئة ولم يكن موفقا في أسلوب الخطاب، لأننا يجب أن نتعامل مع الناس بالحكمة والموعظة الحسنة".
وحول الاستفتاء، قال "بعض الأخطاء حدثت من الجماعة حدثت يوم الاستفتاء واعتذرنا عنه ولا يمثل الجماعة كما تكرر نفس الوضع من الكنيسة المصرية، وما يعنينى ليس القوة التصويتية للإخوان وإنما إقناع الأفراد العاديين بأن يضموا صوتهم إلينا، ولم نقل إن نعم واجب شرعي".
وعن الانتخابات البرلمانية القادمة، أوضح بديع أن الجماعة ليس لديها مرشحين عن جميع الدوائر وهو ما قد يجعلها تلجأ إلى التحالف مع قوى سياسية أخرى.
واختلف بديع مع ما قاله مصطفى الفقى من أن الرئيس المصري القادم يجب أن يجمع بين قوة الإخوان والأقباط ، قائلا " مصر تملك العديد من الفئات التي لم تعلن عن نفسها بعد وأتمنى أن يتقدم كل من يجد نفسه قادرا على العطاء وتقديم برنامج واضح والإعلان عن نفسه بشكل صريح، والحاكم يجب التعامل معه كأجير عند الشعب".
اقتحام منزل بديع وفى شأن آخر، اقتحم مجهولون منزل الدكتور محمد بديع، المرشد العام للإخوان المسلمين، بمحافظة بني سويف، خلال وجوده مع أسرته بالقاهرة، وقاموا بسرقة العديد من الأوراق والأقراص المدمجة وفلاشة خاصة به، حيث اكتشف المرشد العام ذلك بعد عودته إلى منزله، في ساعة متأخرة من مساء أمس الأحد، بينما لم يتم سرقة الأجهزة الكهربائية أو المنقولات الثمينة، ما يؤكد أن الحادث لم يكن بدافع السرقة.
وذكر الموقع الرسمي لجماعة الإخوان المسلمون، أن المعتدون قاموا بتفتيش المنزل بالكامل، والمكون من طابقين بحثًا عن الأوراق أو المستندات وبعثرة محتويات المنزل في كل مكان بشكل مستفز، وفور اكتشاف الحادث تم إبلاغ الحاكم العسكري ببني سويف وتحرير بلاغ للسيد وزير الداخلية الذي كلف رئيس مباحث قسم بني سويفشرق النيل بالانتقال للمعاينة.
وقام العقيد سيد عقولة، وكيل إدارة البحث الجنائي، والرائد وليد قرني، مع قوة كبيرة من رجال الشرطة، بالانتقال إلى مكان الحادث؛ لعمل المعاينة الأولية التي أثبتت أنه تم اقتحام المكان بتقنية فنية عالية لم يتم فيها كسر الأبواب أو النوافذ، وهي التقنية التي لا تتوافر إلا لأجهزة أمنية فقط.
وأرجع جيران مسكن المرشد العام أن السرقة حدثت مساء يوم الجمعة الماضي، وهو ما أكده عدد من الخفراء الموجودين بالمنطقة، والذين أكدوا سماعهم جلبة صادرة من المنزل في هذه الليلة، رغم أنه لم يكن أحد موجودًا بالمنزل.
من جانبه دعا الدكتور محمد مرسي، عضو مكتب الإرشاد والمتحدث الإعلامي باسم الجماعة، السلطات المصرية إلى سرعة ضبط الجناة، مشيرًا إلى أن الاستيلاء على الأوراق والأقراص المدمجة يؤكد أن القضية ليست بغرض السرقة، وإنما لأهداف سياسية قد يكون وراءها فلول الحزب الوطني وبقايا جهاز مباحث أمن الدولة؛ الذين يريدون إثارة الفتنة وإشعال النيران في الوطن.
وقال د. مرسي إن ما حدث مع منزل فضيلة المرشد العام أمرٌ في غاية الخطورة، وإن الجماعة على ثقة في أن المجلس العسكري وجهات التحقيق المختصة سوف تباشر عملها بالشكل الذي يمكِّنهم من القبض على الجناة في أسرع وقت وتقديمهم إلى المحاكمة.