واصلت حركتا حماس وفتح التراشق الاعلامي الاثنين وسط اتهامات متبادلة بعدم جدية اي منهما في السعي لانهاء الانقسام الفلسطيني المتواصل منذ سنوات. ففيما تطالب حركة حماس حركة فتح بزعامة الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالعودة للحوار لحل القضايا الخلافية، تصر فتح على ان مبادرة عباس للذهاب لغزة ليست للحوار بل هي لتشكيل حكومة من المهنيين لتعد لاجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني لمنظمة التحرير في غضون 6 اشهر بهدف انهاء ذلك الانقسام.
وفي ذلك الاتجاه شدد مفوض العلاقات الوطنية في اللجنة المركزية لحركة فتح ورئيس كتلتها البرلمانية عزام الأحمد الإثنين، ان المبادرة التي أطلقها عباس للمصالحة وإنهاء الانقسام الفلسطيني تشكل آليات تنفيذ عملية إنهاء الانقسام، وليست أرضية للعودة للحوار.
وقال الأحمد في تصريح نشرته وكالة الانباء الفلسطينية الرسمية "هذه المبادرة ليست لبدء حوار جديد، ولم يبق شيء نتحاور بشأنه، وتحاورنا طويلا في القاهرة ودمشق، وهناك الورقة المصرية والتفاهمات التي اتفقت حركتا فتح وحماس عليها، وبالتالي لا يوجد جديد نتحاور عليه، إنما مبادرة الرئيس أبو مازن تمثل آليات تنفيذ عملية إنهاء الانقسام".
وأضاف الاحمد قائلا "لو كانت حماس جادة لقالت للرئيس تفضل مباشرة إلى غزة لنتفق على تشكيل الحكومة وإجراءات عملية لإنهاء الانقسام".
وبين الأحمد ان "قيادة حماس بقيت صامتة حتى الاحد حينما خرج عضوا المكتب السياسي أسامة حمدان، ومحمد نزال وكشفا الموقف الحقيقي للحركة من المبادرة، ومن تجربتي رفضهم إنهاء الانقسام يأتي من كونهم أنهم مازالوا يعيشون وهما بأنهم سيكونون شركاء لإسرائيل وأمريكا في عملية السلام".
وأوضح الاحمد ان قادة حماس يتطلعون دائما لتنفيذ برنامجهم الذي لا يرتبط بالبرنامج الوطني الفلسطيني، وإنما ينطلق من برنامج القيادة الدولية لحركة الإخوان المسلمين على حد قوله.
وأشار إلى ان حركة فتح لم تتلق حتى الآن أي رد رسمي من حركة حماس بخصوص مبادرة عباس، وأن كل ما خرج عن حماس لا يتعدى تصريحات إعلامية سلبية، وأن تصريحات محمد نزال جاءت في السياق ذاته.
وشدد الاحمد على انه لا توجد حوارات الآن مع حركة حماس، مضيفا: كلام الرئيس كان واضحا، بأنه ذاهب ليس للحوار، بل لتشكيل الحكومة والاتفاق على تحديد موعد لإجراء الانتخابات، وأية حوارات أخرى تأتي في وقت لاحق، وعملية الحوار في الساحة الفلسطينية لا تنتهي حول أية موضوع خلافي.
وجاءت تصريحات الاحمد من القاهرة التي يزورها حاليا بهدف التشاور مع الجانب المصري حول تسهيل تنفيذ مبادرة عباس للمصالحة وإنهاء الانقسام التي أطلقها في الاجتماع الأخير للمجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية، والتي أعلن فيها بأنه جاهز بالتوجه على الفور إلى غزة لتشكيل حكومة من شخصيات وطنية مستقلة يتفق عليها تنهي حالة الانقسام، والاتفاق على تحديد موعد للانتخابات الرئاسية والتشريعية.
ومن جهته قال الناطق بلسان حركة حماس سامي ابوزهري إن حركته تؤكد دعمها لمبادرة رئيس الوزراء المقال إسماعيل هنية التي دعت عباس وفتح للعودة لطاولة الحوار للاتفاق على القضايا الخلافية.
وقال سامي أبو زهري في تصريح صحفي الاثنين، إن حركة حماس تستهجن التصريحات الصادرة عن حركة فتح حول رفضها الحوار والتعامل مع لغة الاشتراطات المسبقة.
وقال أبو زهري إن "التصريحات المتلاحقة عن قيادات حركة فتح تعكس حالة من التردد في تحقيق المصالحة".
وأضاف أن "ما ورد على لسان عضو اللجنة المركزية في حركة فتح عزام الأحمد أمر غير لائق ولا'يوفر الأجواء اللازمة لنجاح زيارة الرئيس محمود عباس إلى غزة".
واشار أبو زهري الى أن استمرار الاعتقالات والاستدعاءات التي كان آخر أمثلتها استدعاء عضو مجلس بلدي نابلس خلود المصري وتقديم ثمانية من أبناء حركة حماس للمحاكمة العسكرية في مدينة نابلس الأحد يشكك في نوايا فتح ورغبتها في تحقيق المصالحة، مشددا على أن هذه الأفعال لا توفر الأجواء اللازمة لنجاح الجهود المبذولة لتحقيق المصالحة.
وجدد تأكيد حركته تمسكها بمبادرة هنية على قاعدة الجلوس الى طاولة الحوار وليس على قاعدة الشروط المسبقة، في اشارة الى مبادرة عباس التي تقضي بتشكيل حكومة من المهنيين لاجراء انتخابات رئاسية وتشريعية.
وتتبادل حركتا فتح وحماس منذ إطلاق مبادرة هنية للحوار واستجابة الرئيس عباس لها التصريحات المشككة بنيتهما في تحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام.
ومن جهته قال يوسف رزقة المستشار السياسي لرئيس الحكومة المقالة في غزة إن حكومته جاهزة ولديها الاستعداد للتحاور والتنسيق مع رام الله لترتيب زيارة ناجحة وليس لزيارة إعلامية لعباس.
'وأكد رزقة في تصريح صحفي وزعه المكتب الإعلامي للأمانة العامة لمجلس الوزراء الاثنين أن الحكومة تتعاطى مع فكرة الزيارة بجدية ولن تقف حجر عثرة أمام جهود تحقيق المصالحة، مجددا تمسك الحكومة بضرورة إنهاء الانقسام ووقف معاناة أبناء الشعب الفلسطيني.
وأوضح أن الحكومة "تنظر لاستجابة عباس لدعوة هنية 'على أنها خطوة إيجابية ولكنها ناقصة لأنها استجابة إعلامية أحاطت بها شروط مسبقة كقوله إنني أزور غزة لا للحوار وإنما لإقامة حكومة وحدة وطنية، وتحديد موعد للانتخابات".
وقال "هذه الأمور لا يمكن أن تتم بمجرد الزيارة وإنما تتم بالحوار والتوافق المسبق بين حركتي حماس وفتح وسائر فصائل العمل الوطني الفلسطيني وهذا لم يتم حتى الآن".
وأضاف "لذا لا بد من تحويل المشهد الإعلامي إلى موقف سياسي محدد المعالم وأن يتم الحوار بين الأطراف المعنية، وأن يكون الحوار شاملا، وأن تكون الزيارة تتويجا للنجاحات التي يقدمها الحوار والمتحاورون".
ونوَّه الى انه "في أثناء هذه الحوارات ينبغي تهيئة الأجواء والبيئة المناسبة للنجاح من خلال إطلاق سراح المعتقلين السياسيين وإعادة الاعتبار للمجلس التشريعي الذي ينبغي أن يكون له دور أساس في المصالحة الفلسطينية وترتيب الإجراءات المستقبلية القادمة".
ومن جهتها قالت حركة فتح الإثنين إن "التأييد الواسع لمبادرة الرئيس محمود عباس من الشعب الفلسطيني ودول إقليمية لاستعادة الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام والاحتلال يعزز فرص نجاحها".
وكان عباس قد أعلن في جلسة المجلس المركزي لمنظمة التحرير التي عقدت خلال الأسبوع الماضي عن استعداده لزيارة قطاع غزة والسعي من أجل إنهاء الانقسام.
وقال المتحدث باسم حركة فتح أحمد عساف، في بيان صدر عن مفوضية الإعلام والثقافة: إن الشعب الفلسطيني المعني مباشرة بالوحدة الوطنية والمتضرر من الانقسام ما زال بانتظار قبول حركة حماس لهذه المبادرة.
وأضاف عساف: نتوجه بالتحية والتقدير لشباب فلسطين الذين لبّوا نداء الوطن والجماهير والضمير الوطني وهتفوا مطالبين بإنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية على طريق إنهاء الاحتلال.
ودعا عساف إلى تواصل التحركات الشبابية السلمية، مطالبا حماس بالاستجابة "لإرادة شباب الشعب بإنهاء الانقسام".
يشار الى ان تجمعات شبابية تنظم منذ أسبوع فعاليات عديدة تتخللها المسيرات والاعتصامات في الميادين الرئيسة من مدن الضفة الغربية وقطاع غزة للمطالبة بإنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية.