عبر الرئيس إميل لحود عن رفضه الشديد للاقتراحات الداعية لإرسال قوات متعددة الجنسية إلى لبنان، لكنه أيد في المقابل تعزيز قوة الطوارئ العاملة في الجنوب اللبناني وتفعيل دورها على الأرض بناءً على اتفاق بين القوى السياسية اللبنانية. وحذّر في مقابلة مع فضائية "الجزيرة" من نشر هذه القوات التي من المقرر أن تبحث الأممالمتحدة اليوم في أمر تشكيلها، وخص بالذكر فرنسا التي تسعى من وراء مشاركتها ضمن القوات الدولية إلى تعزيز نفوذها في لبنان، على حد قوله. وأكد لحود أن ما يجري حاليًا يندرج ضمن خطة أمريكية تم إعدادها مسبقًا, وتعمل "إسرائيل" على تنفيذها في الوقت الراهن، بعد أن تحججت بعملية أسر اثنين من جنودها على أيدي مقاتلي "حزب الله" في 12 يوليو الجاري للقيام بهذا العدوان. واقترح الرئيس اللبناني لإنهاء تلك الأزمة وقفًا فوريًا لإطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى اللبنانيين في سجون "إسرائيل"، إلى جانب انسحابها من مزارع شبعا الحدودية، مشددًا في ذات الوقت على ضرورة استمرار خيار المقاومة للتصدي للعدوان. وفي هذا الإطار، نفى لحود مشاركة سوريا في القتال الجاري بين "حزب الله" و"إسرائيل"، مؤكدًا أن المقاتلين جميعهم لبنانيون وليس من بينهم أجانب كما تردد "إسرائيل"، وإن كان قد أثنى على الدعم السوري للبنان ونوّه باستضافتها للنازحين اللبنانيين على أراضيها. من جهة أخرى، اتهم لحود الولاياتالمتحدة بإمداد "إسرائيل" بأحدث الأسلحة وأكثرها تطورًا لاستخدامها في قصف لبنان ومعاركها الدائرة مع "حزب الله". وكان لحود قد أعلن في اجتماع الحكومة اللبنانية الأخير أن الولاياتالمتحدة "لم تظهر أن في إمكانها أن تلعب دور الوسيط المحايد لأنها تدعم "إسرائيل" بشكل كامل وتام, وهو ما لم يحصل سابقًا على رغم ما كانت تتمتع به "إسرائيل" من جانب أمريكا".