ردد آلاف الشباب المتواجدين فى ميدان التحرير اليوم هتافات ضد إيران بسبب تدخلها فى الشئون الداخلية المصرية. وقال متحدث أمام المتظاهرين "هناك من يحاول استغلال ما يجرى فى مصر لتحقيق مكاسب خاصة به، لكن المصريين جميعا لن يسمحوا بذلك، وعلى هؤلاء أن ينظروا إلى ما يجرى فى بلادهم من ظلم وديكتاورية".
وأضاف المتحدث "مصر لايمكن أن تكون إيران أخرى"، وقال "لن تحكمنا ديكتاتورية دينية كما فى إيران".
وتهكم المتحدث على تصريحات مرشد الثورة بإيران آية الله على خامنئى بأن ما يجرى فى مصر مستلهم من الثورة الإيرانية وقال "إن المصريين لا يستلهمون ثورتهم من أحد بل هم من يستلهم العالم منهم" وهنا حدث هتاف وتصفيق كبير.
وتحدث عدد من الشباب من قيادات حركة 6 أبريل قائلين "إنهم يسعون لشرق أوسط ديمقراطى، وليس إسلاميا، كما يقول خامنئى وأنهم سيعملون على ذلك خاصة فى إيران"، وكشف البعض الآخر عن وجود اتصالات بينهم وبين أعضاء "الثورة الخضراء بإيران" فى الداخل والخارج والتى قمعتها إيران بعد احتجاجهم على تزوير الانتخابات الرئاسية الأخيرة هناك لصالح الرئيس محمود أحمدى نجاد ومقتل المئات على يد الجيش بتوجيهات من المرشد على خامنئى.
حرب أهلية فى مصر! من ناحية أخرى، انتقد تسيفى برئيل المحلل الاستخباراتى بصحيفة "هاآرتس" الصهيونية المطالبات المستمرة للدول الأوروبية للرئيس مبارك بالرحيل، متوقعا حدوث انقلاب جذرى فى المنطقة فى حالة استجابة الرئيس المصرى لهم ومن أهمها تحول مصر إلى دولة إسلامية.
وقال برئيل فى مقال له تحت عنوان "مصر تتغير للأسوأ" إنه ربما يضطر رؤساء دول مثل الرئيس الأمريكى باراك أوباما والفرنسى نيكولا ساركوزى والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو للهبوط بميدان التحرير بطائراتهم ويهتفون مع المتظاهرين "الشعب يريد إسقاط الرئيس" حتى يرحل مبارك.
وأوضح برئيل أن هؤلاء الرؤساء فتحوا انتقاداتهم على الرئيس مبارك وأصبحت حقوق الإنسان على رأس أولوياتهم، فى حين أنهم لم ينطقوا بكلمة واحدة عن ملك السعودية وعن سلطان عمان وعن معمر القذاقى وعن نظام الحكم فى الجزائر، وفى لحظة واحدة أصبح مبارك معاديا للغرب.
وأضاف أن هؤلاء الرؤساء لا يعلمون أن اى انقلاب سيكون ضدهم حيث سينقلب نظام الحكم إلى النظام الإسلامى وستجول شوارع القاهرة سيدات ترتدين الحجاب ويسرن خلف رجال بلحى طويلة، موضحا أنه ستطرأ تغيرات جذرية فى المجتمع المصرى وسيندثر العلمانيون فيهم.
وزعم برئيل إلى أنه من الصعب أن تضع الدول الأوروبية مبارك بجانب معمر القذاقى وعمر البشير وأحمدى نجاد وتصفهم بأنهم محور الشر الجديد، وأن مصر لا تحترم حقوق الإنسان أو أنها دولة إرهابية، لكن يمكن تقدير الأوضاع بمصر على أنه قلق محدق لمن يدرس الخريطة السياسية للمنطقة.
وقال "إن (مصر مبارك) لم تنجح فى حل الكثير من الصراعات فى المنطقة مثل الصراع العربى – الإسرائيلى والأزمة فى لبنان ولم تتمكن من منع اندلاع الحرب بالعراق".
لكن فى حالة رحيل مبارك فورا فإن نتيجة هذا ستتحول القاهرة إلى ميادين لحرب أهلية، وفق زعمه، وستكون السعودية هى الدولة الرائدة بالمنطقة وستحظى بحماية أمريكا، وفى المقابل تحالف تركيا والعراق وإيران.
لكن مبارك حتى الآن لم يذهب رغم الحجارة التى تلقى عليه من أمريكا، والسؤال الذى يطرح نفسه ما الدرس الذى تعلمه ملك السعودية وأمير قطر من موقف أمريكا تجاه الرئيس المصرى؟ ولماذا يفرح أحمدى نجاد والخمينى؟.