شن المحامون المسيحيون هجوماً عنيف على الحزب "الوطنى" بسبب قراره الأخيرة بإعداد مسودة مشروع قانون للأحوال الشخصية للمسيحيين، وتجاهل المشروع المقدم من قبل الطوائف المسيحية الثلاث الذى كان يناقش داخل أروقة وزارة العدل طوال الفترة الماضية. وقال ممدوح رمزى المحامى "إن ما يحدث من قبل الحزب الوطنى هو تدخل غير محمود بالمرة فى شأن غير سياسى، ويعتبر فرضاً غير مقبول ليضغط على الأقباط ويجعلهم فى وضع الطرف المزعن الذى يتقبل القانون دون مناقشة، مما يؤثر بالسلب على ملايين الأقباط، وسيرى معه البعض أن الحزب الوطنى لا يعرف التركيبة الدينية المعقدة فيما يتعلق بقانون الأحوال الشخصية"، وفق قوله.
وأضاف رمزى "الحزب الوطنى ليس لديه معرفة بالشأن الدينى المسيحى بما يمكنه من إصدار قانون موحد للأحوال الشخصية قد يؤدى لمزيد من المشاكل ومزيد من الكوارث التى يتحملها الأقباط"، على حد تعبيره.
ودعا رمزى الرئيس مبارك إلى التدخل الفورى لإلغاء هذا المشروع، لأنه قد يعصف بملايين المسيحيين حتى لا يقال إن الدولة تكبح جماح المسيحيين ولا تعطيهم الفرصة لمناقشة أمورهم المصرية، حسب رأيه.
وأشار رمزى إلى أنه يوجد قانون معد سلفاً تمت مناقشته من قبل جميع الطوائف بعد أن تدخل الرئيس مبارك فى الفترة الماضية لحسم هذا الأمر، وتم تقديم القانون على وجه السرعة، ومتسائلاً عن سر تغيير الأمور بين ليلة وضحاها، معللاً ذلك بوجود شىء غامض يستحق التفسير الفترة القادمة.
ومن ناحيته، قال نجيب جرائيل محامى البابا، إن الأمر مجرد وعود زائفه يرددها الحزب "الوطنى" فى كل دورة، مدللاً على ذلك بأنه فى المرات السابقة كان يغازل الأقباط بالقانون الموحد لبناء دور العبادة الموحد والقانون الشخصى للأحوال الشخصية، وهو ما لم يحدث خلال الثلاث دورات انتخابية الماضية، وأنه طوال الفترة الماضية همش المسيحيين، كما فعل فى اختياره لأعضائه فى الترشيحات الأخيرة.
وقال جبرائيل، إنه لا يثق فى وعود الحزب "الوطنى"، لأنه لا يفى بأى وعد من الوعود، وأنه يريد الحصول على أصوات المسيحيين فى الانتخابات القادمة ولم يقدم لهم أى شىء.
مطالب بعدم التصويت ل "الوطنى" من ناحية أخرى، أصدر العديد من المنظمات المسيحية بالمهجر، بيانات تدعو للامتناع عن التصويت لمرشحى الحزب "الوطنى" فى انتخابات مجلس الشعب فى 28 نوفمبر المقبل، وذلك بعد اختيار الحزب "الوطنى" ل10 مسيحيين فقط لخوض الانتخابات على قوائمه.
ووصف البيان ما حدث، بأنه عدم تكافؤ للفرص بين أبناء الوطن الواحد "مسلمين ومسيحيين".
وقال حسنى بباوى، رئيس هيئة مسيحيى النمسا "يجب مقاطعة الانتخابات لأن الحزب الوطنى أثار غضب الكثير من المسيحيين بالداخل والخارج، مضيفا الاختيار يعبر عن خيبة أمل جديدة من الممارسات ضد الأقباط والعمل على التمييز".
وقال جون سدراك نائب رئيس الهيئة المسيحية الهولندية "إن الأقباط فى حالة استياء شديد بسبب اختيار 10 أقباط فقط كمرشحين على قوائم الحزب الوطنى ورغم ذلك لديهم أمل كبير فى الحصول على مقاعد هذه الدورة".