قالت هيئة الإذاعة الوطنية الأمريكية إن مصر تشهد تضاؤلاً فى إمدادات المياه بشكل كبير، الأمر الذى أدى إلى ما سمته قلقاً حول خطر نقص منسوب المياه، وأضافت أن المزارعين فى الفيوم يعتمدون على مياه نهر النيل والقنوات المائية القريبة منهم، إلا أن السكان الأقرب لنهر النيل يستهلكون كميات أكبر. وأكدت الإذاعة، فى تقرير لها، أمس، أن المصريين "يحرسون حصتهم فى المياه" بشكل نشط، فضلاً عن مراقبتهم النهر، مضيفة أن المهندسين ينتشرون على حدود نهر النيل للقيام بالقراءات اليومية لروافده.
وتابع التقرير "مصر قد تحصل على معظم مياه نهر النيل، وبإمكانها أن تستخدمها فى مجالات أكثر"، واستطرد أن المصرى متوسط الدخل يستخدم كمية قليلة من المياه تقدر بنحو 700 متر مكعب، فى حين أن الأمريكى متوسط الدخل يستخدم نحو 1500 متر مكعب من المياه سنوياً، بالنظر إلى أن المتوسط الدولى لاستخدام المياه هو 1000 متر مكعب.
ونقلت الإذاعة عن خبير مياه النيل فى برنامج الأممالمتحدة للبيئة، باتريك ماماى، قوله "إن مصر يجب أن تعتبر دول حوض النيل شركاء على قدم المساواة، وفى نهاية المطاف، سنرى تصاعد التوترات إذا استمر الوضع الحالى كما هو عليه".
مباحثات جونجلى عقب الاستفتاء من ناحية أخرى، اتفقت مصر والسودان على إرجاء المباحثات حول استكمال قناة جونجلى حتى موعد إجراء الاستفتاء على انفصال جنوب السودان، حسب تصريحات صحفية لوزير الموارد المائية والرى، محمد نصرالدين علام.
وأكد علام أن هناك اتفاقا كاملا بين الحكومة السودانية والمصرية بشأن استكمال حفر قناة جونجلى، للاستفادة من المشروع فى التنمية الزراعية، وتأمين تدفق 4.7 مليار متر مكعب من المياه سنويا وتقسيمها بين البلدين.
وقال مصدر حكومى مطلع فى ملف حوض النيل "ليس هناك خلاف أو اتفاق بين الحكومتين المصرية والسودانية بشأن استكمال مشروع قناة جونجلى، مؤكدا عدم إمكانية فتح الحوار حول هذا المشروع قبل إجراء الاستفتاء".
وأوضح المصدر، الذى فضل عدم الكشف عن هويته، أن الحرب الأهلية التى تسببت فى وقف حفر القناة بجنوب السودان، لن تراعى أية ضمانات دولية لاستكمال المشروع، ولا يمكن التوصل لقرار نهائى بشأنها إلا بإرادة شعب جنوب السودان نفسه.
وحول عدم توقيع دولتين من منابع النيل على الاتفاقية الإطارية لحوض النيل حتى الآن، أكد المصدر أن الكونغو لن توقع على الاتفاقية الإطارية، إلا بعد الوصول إلى صيغة توافق عليها جميع دول حوض النيل، لعدم التورط فى نقاط خلافية مع دول المنابع أو دولتى المصب (مصر والسودان).
وأضاف أن هناك رسائل دبلوماسية وصلت إلى مصر من الكونغو تقضى بعدم توقيعها على اتفاقية "عنتيبى"، إلا بعد توقيع وموافقة مصر والسودان على الاتفاقية.
ومن المنتظر أن يصل إلى القاهرة بعد يومين وفد رفيع المستوى من وزارة المياه والبيئة بالكونغو فى زيارة تستغرق 3 أيام، يعقد خلالها وزير الرى مباحثات مع نظيره الكونغولى لتوقيع مذكرة تعاون مشترك فى مجالات إدارة الموارد المائية والتدريب بين البلدين.
وتتناول المباحثات بحث سبل التعاون المشترك فى مجالات المنشآت المائية وحصاد مياه الأمطار وإدارة المياه الجوفية إلى جانب التنسيق المشترك إزاء مبادرة حوض النيل، وتأتى زيارة الوفد الكونغولى فى إطار سلسلة من اللقاءات الثنائية بين مصر والكونغو الديمقراطية بعد زيارة الرئيس الكونغولى، جوزيف كابيلا لمصر فى يونيو الماضى.